فنان سعودي يصنع خريطة السعودية بالفولاذ

محاطة بجملة «ليست للبيع» كتبت بـ 35 لغة

TT

لقد وضع الربيع العربي الكثير من الضغط النفسي على الكثير من الناس سواء من الشعوب التي طالتها الثورة أو العرب من الدول المجاورة، وكانت هذه الأحداث سببا رئيسا في استفزاز الحس الفني لدى الفنانين وفرصة لإطلاق روح الإبداع لتكون بمثابة المثل القائل «رب ضرة نافعة».

خالد بن عفيف، الفنان الذي يعمل مصورا ضوئيا ومصمما للغرافيك، وباحثا ومخططا استراتيجيا والذي قام بتدريب أكثر من 350 متدربا على تقنيات التصوير الضوئي للحركة السريعة، إضافة إلى كونه مخترع جهاز خاص لتصوير السرعة العالية، عادة ما يقوم بالتصوير الضوئي ويستعمل الكثير من الآليات الفنية في ذلك، إلا أنه هذه المرة أظهر مشاعر عميقة من خلال فكرة نادرة من نوعها. هذه الفكرة أعطت انطباعا متميزا عن حبه الكبير لوطنه، من خلال تقديمه تحفة فنية أخاذة بخمس وثلاثين لغة مكتوبا عليها شيء واحد: «ليست للبيع» عبر مؤسسة «أجنحة عربية».

اعتمدت فكرة طرحه على وضع خريطة كبيرة للمملكة العربية السعودية على لوح خشبي منقوش بخمس وثلاثين لغة «ليست للبيع»، صنعت بواسطة حلقات فولاذية تم جمع بعضها مع البعض الآخر، مما يدل على طريقة تفكير الفنان الغريبة والمدهشة، إضافة إلى مشاعره تجاه بلده الحبيب. بعد سؤال بن عفيف عن عمله الفني، والكيفية التي جاءت من خلالها فكرة تكوين خريطة المملكة العربية السعودية من حلقات فولاذية، وكتابة «ليست للبيع» عليها بخمس وثلاثين لغة، أوضح قائلا: «تمثل هذه الدوائر الصغيرة شعب المملكة العربية السعودية، وتجمعها كلها بعضها مع بعض، يعني أننا كيان واحد وأننا ملتحمون، كما تظهر الخريطة أننا عصبة واحدة نحمي بلدنا، ومن يظنون أنهم يستطيعون شراءنا يجب أن يعلموا أننا لسنا للبيع».

وبين أنه استلهم الفكرة من الأدرع المعدنية التي كانت تستعمل في العصور الوسطى، وقال: «أحس باضطراب شديد بسبب الربيع العربي ويساورني قلق بالغ حيال كل ما يجري في البلدان العربية المجاورة، فما يحصل في ليبيا وتونس ومصر جعلني كئيبا، لهذا فكرت في أن أبلغ رسالة عن وحدة الشعب السعودي إلى شعوب العالم مضمونها أن (بلادنا ليست للبيع) وليعلم أي من الدخلاء أننا سنكون درعا تحمي بلادنا من أي شر».

وأضاف: «استعملت خمسة آلاف حلقة لصناعة خريطة المملكة العربية السعودية، وهذه الحلقات الفولاذية تستعمل عادة في التزيين ولأغراض أخرى، لذلك لم يكن من الصعب علي إيجادها، ويبلغ وزنها نحو 5 كيلوغرامات».

وتطلب هذا الوقت من عفيف لتحضير هذا المشروع ما يقارب أربعة أشهر، خلال هذه الفترة نقش «ليست للبيع» بـ35 لغة على لوح خشبي بـ«شكل دائري» كموجة صوت واحد بفكرة ألا أحد بإمكانه إيقاف هذه الموجة من الحب والوطنية، مبينا أن نقشها بهذه الطريقة حتى لا يتسنى لأحد أن يغيرها أو يمحوها، وضمان بقائها للأبد من قلب المملكة العربية السعودية. وأوضح أنه صنع شماغا كصورة للتقاليد والثقافة السعودية بنفس الحلقات ليظهر أن البلاد فوق رأس الشعب، حيث يحترمها وتعني له الشيء الكثير.

وقالت السيدة نجلاء فلمبان، مؤسس «أجنحة عربية»: «عفيف فنان محترف وفي طليعة فنانينا، ونحن مهتمون بدعم الفنانين في جميع الميادين الفنية، ونوفر لهم فرصة اكتساب الجودة في جميع ميادين الفن، ويمكنهم أن يشاركوا في مشاريع أخرى لـ(أجنحة عربية) في مختلف الميادين الفنية عبر الإبداع والتحدي». وأوضحت أن «أجنحة عربية» أخذت المبادرة لتأطير هذه التحفة الفنية الرائعة في مزاد جدة الفني، مشيرة إلى أنه سيبدأ فتح المزاد لهذه التحفة بمائة ألف ريال سعودي.