طعمة الخضر أمام تحدي التأليف بعد نجاح التكليف

يحظى بتوافق المعارضة ومكونات الداخل السوري

TT

تعول المعارضة السورية على انتخاب أحمد طعمة الخضر رئيسا للحكومة السورية المؤقتة، التي سيكلف بتشكيلها ضمن مهلة زمنية محددة، على أن تتولى في المرحلة المقبلة إدارة شؤون المناطق السورية المحررة من سلطة نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ويحظى الخضر، وهو طبيب أسنان وخطيب جامع سابق، بتوافق كبير على شخصه، يبرر كونه المرشح الوحيد لتولي منصب الرئيس المكلف تشكيل الحكومة المؤقتة.

وتربط الخضر علاقات جيدة بالمعارضة السياسية والعسكرية والميدانية في آن معا، فضلا عن كونه شخصية وطنية معروفة في الداخل السوري بمعارضتها للنظام منذ سنوات طويلة، برز كواحد من أهم الأسماء المشاركة في الحراك الثوري والإغاثي في دير الزور. وهو قريب جدا من رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس. كما تربطه علاقة جيدة برئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا. وأبرز ما في محطات سيرة الخضر الذاتية على الصعيد السياسي مشاركته كشخصية سورية مستقلة عام 2005 في تأسيس «إعلان دمشق»، الذي دعا إلى التغيير السلمي المتدرج الآمن ونقل سوريا من حالة الاستبداد إلى حالة الديمقراطية. وأدى انتخابه أمين سر في المجلس الوطني لإعلان دمشق نهاية عام 2007 إلى اعتقاله من قبل النظام وسجنه لمدة عامين ونصف العام مع تجريده من الحقوق المدنية وفصله من الوظيفة. وسبق للنظام السوري أن منعه الاستمرار في مهمته كخطيب مسجد بسبب «توجسه من أي أفكار تنويرية»، على حد تعبيره.

خلال يونيو (حزيران) 2010 خرج الخضر من السجن وواكب انطلاقة التحركات الشعبية المناهضة لنظام الأسد، وأدت مشاركته في المظاهرات واللقاءات الإعلامية الداعمة للمعارضة إلى اعتقاله مرة ثانية في يوليو (تموز) 2011 بتهمة «التحريض على التظاهر والنقد الشديد للنظام»، ومن ثم مرة ثالثة بسبب نشاطه الإغاثي أواخر العام الماضي.

وكان الخضر من أعضاء المجلس الوطني السوري المقيمين في الداخل منذ تشكيله ولكن باسم مستعار، ثم قدم استقالته بسبب عدم قدرته على المشاركة في الاجتماعات والعمل بفاعلية، منصرفا إلى العمل الإغاثي في مدينة دير الزور أولا، ومن ثم في المحافظة بأكملها من خلال رئاسته لجنة حملة «كلنا للشام». كما ينشط الخضر على صعيد المجالس المحلية في الداخل السوري، وتحديدا في دير الزور. وتم التوافق عليه في مؤتمر السلم الأهلي الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية خلال أبريل (نيسان) الماضي رئيسا لمجلس السلم الأهلي في محافظة دير الزور.