بارزاني يوصي أنصاره بالتهدئة.. ورئيس «التغيير» يؤكد القبول بالآخر

بعد أحداث العنف التي شابت الحملة الانتخابية لبرلمان كردستان

TT

رافقت الحملة الدعائية التي تخوضها الأطراف السياسية المشاركة في الانتخابات البرلمانية بكردستان العراق، التي سيجري الاقتراع فيها في 21 سبتمبر (أيلول) الحالي، انتهاكات وتجاوزات للضوابط القانونية، حصرتها مكاتب مفوضية الانتخابات المستقلة بـ(151) مخالفة، أدت حالتان منها إلى سقوط قتيلين وإصابة عدد آخر من المواطنين، وتركزت جلها في مدينة السليمانية التي يتنافس فيها حزبا «الاتحاد الوطني» بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني و«الديمقراطي الكردستاني» بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني بوجه منافسيهما العنيد «حركة التغيير» التي يقودها نوشيروان مصطفى.

وتحتدم الحملة، وخصوصا في ساعات الليل، بين أنصار «الاتحاد الوطني» و«حركة التغيير» اللذين يعتبران السليمانية معقلهما الرئيس. ويخشى بارزاني الذي له أنصار في المدينة من تعرضهم للأذى جراء العنف الذي رافق تلك الحملة مع اقتراب موعد انتهائها، ولذلك سافر إلى السليمانية عصر الخميس، وألقى خطابا في حشد من أنصاره، حثهم فيه على ضبط النفس وعدم الانجرار إلى الاستفزازات التي قد تحصل من قبل الأطراف الأخرى. وأضاف في خطابه: «لم آت إلى السليمانية لاستكشف لمن سيصوت سكانها، ولا جئت لأحثهم على التصويت لصالح أي طرف، فهم أحرار في من يختارون، لكني جئت لأتقدم بشكري وتقديري لجماهير حزبنا على وفائهم وإخلاصهم لنهج (الملا مصطفلي) بارزاني الأب، فلا فكاك بين تراث بارزاني وحزبه، وأدعو جميع أنصاري إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى أي صراعات حتى لو واجهوا استفزاز الآخرين (...) لكي نحقق هدفنا الأساس وهو إجراء انتخابات نزيهة وشفافة، يقرر من خلالها الشعب من يختار لتمثيله ونحن ملتزمون ما تقرره إرادة الشعب».

من جانبه، شدد رئيس «حركة التغيير» على أن «المبدأ الأساسي لدى حركته هو احترام الرأي الآخر، رغم الاختلافات السياسية والفكرية». وقال أثناء استقباله حشدا من أنصاره في السليمانية: «نحن جميعا مواطنو هذا الإقليم، وينبغي أن يقبل أحدنا بالآخر، وأن نحترم الرأي الآخر حتى لو خالفنا». وحث مصطفى أنصاره على الاقتراع، وقال: «هذه المرة نحن نسعى للحصول على أكبر عدد من المقاعد لكي نتمكن من تشكيل حكومة جيدة، وعندما تتشكل هذه الحكومة نستطيع من خلالها أن نلبي معظم مطالب الشعب، ولذلك يجب عليكم أن تشمروا عن سواعدكم استعدادا لخوض الانتخابات المقبلة». وأوصى رئيس «حركة التغيير» وكلاء حركته بتشديد الرقابة على المراكز الانتخابية «لمنع وقوع أي عمليات تزوير محتملة لتلك الانتخابات».