معارك كر وفر بين تنظيمي «القاعدة» و«أنصار السنة» في كركوك

بسبب خلافات حول أموال الفدية وتقاسم الغنائم

TT

صراع الغنائم وتوزيع أموال الفدية التي تستحصلها الجماعات المسلحة من المواطنين لقاء إطلاق سراحهم في العراق، أدى إلى مصادمات دموية عنيفة أسفرت عن مقتل العديد من قيادات الصف الأول لتلك الجماعات، واستغلتها القوات الأمنية العراقية لإلقاء القبض على مطلوبين يعتبرون «صيدا ثمينا» لأهمية مواقعهم القيادية في تنظيمي «القاعدة» و«أنصار السنة».

فبعد سنوات طويلة من التحالف بين «القاعدة» و«أنصار السنة»، وهم بالأساس مجموعات تشكلت من تنظيم أنصار الإسلام الكردية الذي يقضي زعيمه الروحي الملا كريكار حكما بالسجن في النرويج، يبدو أن عقد هذا التحالف قد انفرط وتحول حلفاء الأمس إلى أعداء اليوم، يكمن أحدهما للآخر، ويتقاتلان على الغنائم.

ويوضح العميد سرحد قادر، قائد قوات شرطة الأقضية والنواحي التي تتولى حماية وتأمين أطراف مدينة كركوك، لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ عدة أشهر حدثت مشكلة بين التنظيمين بسبب تقاسم أموال الفدية التي يستحصلانها من أهالي أشخاص خطفوهم وأطلقوا سراحهم مقابل الفدية في تلك الفترة، وتفاقمت تلك المشاكل ووصلت إلى حد نصب كمين من جماعة أنصار السنة لجماعة القاعدة، وقتل على أثره أحد أبرز قيادات القاعدة في المنطقة ويدعى (فلاح) الذي كان بالأساس أحد قيادات «الأنصار» انضم إلى «القاعدة». وبعد ذلك كمنت جماعة من «القاعدة» لمجموعة من «أنصار السنة» في منطقة تعرف بوادي الخنازير، وقتلوا بدورهم قبل يومين قائد المجموعة ويدعى (أبو عدنان) وهو المسؤول الأول لتنظيم أنصار السنة في منطقة كركوك، وشخص آخر معه، واتسع بعد ذلك نطاق الهجمات الدموية بين التنظيمين واستمرت خلال اليومين الماضيين حتى وصل إلى حد إخلاء منطقة الرشاد من سكانها».

وبسؤاله عن تداعيات هذا الحادث على الوضع الأمني، قال العميد قادر: «فيما عدا مشكلة النازحين من المناطق التي تجري فيها الاشتباكات، وهم بالمجمل من عوائل المقاتلين من الطرفين الذين يتوجهون إلى كركوك هربا من استهداف من قبل المسلحين المتصارعين، فإن هذه الأحداث ساعدتنا كثيرا في إلقاء القبض على عدد من مسلحي الجماعتين، أضف إلى ذلك أن انشغال هؤلاء بقتال بعضهم البعض ساعدنا أيضا في جميع المعلومات الاستخبارية عن تحركاتهم، وطبعا نحن نقاتل الطرفين، ونعتقل كل من يقع بأيدينا، خاصة أن معظم هؤلاء هم من المطلوبين لدى القوات الأميركية سابقا، وهم مطلوبون حاليا من قبل المحاكم العراقية، لذلك نستغل هذه الفرصة الثمينة لملاحقة مسلحي الجماعتين وقتالهم معا أيضا».

ونوه قائد شرطة الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة كركوك إلى «أن الصراع الدائر بين التنظيمين يعرقل إلى حد ما تحركاتنا وتسيير دورياتنا في المناطق المتأزمة حول أطراف كركوك، إذ إن الطرفين يزرعان العبوات الناسفة ضد بعضهم بعضا، وقد تتعرض قواتنا ودورياتنا أحيانا إلى تفجيرات تلك العبوات».

وبالنسبة لتأثيرات النزاع على سكان المنطقة عموما، لفت العميد سرحد قادر إلى «أن تلك المصادمات أحدثت مشاكل كبيرة لدى عشائر المنطقة، فلكل منهما أنصار داخل العشائر الساكنة هناك، وهم يتأثرون بطبيعة الحال بالقتال والصراع الدائر بين التنظيمين الناشطين في تلك المناطق العشائرية».