600 مليون يورو لانتشال السفينة «كونكورديا» في إيطاليا

بعد أكثر من 20 شهرا على تحطمها

TT

بدأت أمس فرق هندسية مهمة طموحة لانتشال سفينة الركاب الغارقة «كوستا كونكورديا» لتبدأ واحدة من أعقد عمليات الإنقاذ البحري وأكثرها تكلفة.

وأعلن سيرجيو جيروتو، أحد المهندسين المشرفين على عملية إنقاذ السفينة أن فريقا دوليا من الخبراء بدأ العمل في المرحلة الأساسية من العملية - وهي إعادة السفينة إلى وضعها المستقيم بعد تأخير استمر ثلاث ساعات نتيجة لعاصفة ليلية عطلت الترتيبات النهائية.

وشحطت السفينة الضخمة وانقلبت على جانبها منذ أكثر من 20 شهرا في ميناء جيجليو الصغير بجزيرة توسكانا السياحية الإيطالية، حيث اصطدمت بالصخور في 13 يناير (كانون الثاني) عام 2012 مما أدى إلى مقتل 32 شخصا.

وعلى خلاف الحادث الذي تضافر في وقوعه سوء الحظ وسوء الإدارة وهو ما جعل قبطان السفينة فرانسيسكو شيتينو يواجه عدة اتهامات، جاءت عملية الإنقاذ حتى الآن غاية في التنسيق الهندسي.

وتقدر تكلفة العملية حتى الآن بأكثر من 600 مليون يورو (795 مليون دولار) ومن المتوقع أن تكون أكثر عمليات الإنقاذ البحري تكلفة وتقتطع أكثر من نصف الخسارة التأمينية الإجمالية التي تبلغ 1.1 مليار دولار.

ويعمل فريق هندسي متعدد الجنسيات يضم 500 فرد في الجزيرة منذ نحو عام لوضع حطام السفينة الغارقة في وضع مستقر بزاوية 65 درجة باستخدام الكابلات الحديدية والأثقال التي تعمل على توازنها. وستكون الخطوة التالية هي إعادة تعويم جسم السفينة للوصول به إلى ميناء إيطالي لتفكيكه.

ويتوقع أن تستغرق مهمة إعادة السفينة إلى وضعها المستقيم من 10 إلى 12 ساعة. ويعتزم الخبراء التحرك ببطء شديد نظرا لمخاطر تعرض هيكل السفينة لمزيد من التلف، حيث إنه إذا تحطم هيكل السفينة فستكون عملية الإنقاذ بالكامل عرضة للخطر، بالإضافة إلى خطر وقوع كارثة بيئية.

ويعادل طول السفينة كوستا كونكورديا ثلاثة ملاعب لكرة القدم وتسع أكثر من 4000 راكب وغرقت حين أحدثت الصخور ثغرة هائلة في جسم السفينة حين اقتربت من الشاطئ أكثر من اللازم وهي تستعد لبدء رحلة بحرية في البحر المتوسط.