مظاهرات ضد الفاشية في اليونان ودعوات إلى مسيرة كبرى

الشرطة تكثف عملياتها ضد حزب الفجر الذهبي

مدرسون ومدرسات يونانيون يطلقون شعارات في مسيرة احتجاجية ضد الحكومة في اليوم الثاني من مظاهرات موظفي القطاع العام في العاصمة أثينا أمس (رويترز)
TT

تظاهر آلاف الأشخاص أمس ضد الفاشية في أثينا وكل أنحاء البلاد حيث تواصلت عمليات الشرطة ضد حزب الفجر الذهبي للنازيين الجدد.

ويفترض أن تبلغ هذه التظاهرات ذروتها مساء في أثينا حيث دعت أحزاب اليسار والنقابات والجمعيات المناهضة للفاشية إلى مسيرة كبرى بعد اغتيال عازف موسيقي مناهض للفاشية الأسبوع الماضي على يد سائق شاحنة أقر بميوله للنازيين الجدد.

وقال حزب باسوك الاشتراكي الذي يتقاسم السلطة مع اليمين «ندعو إلى تعبئة كل المجموعات الاجتماعية والمؤسساتية» في حين دعا حزب سيريزا اليساري الراديكالي أبرز أحزاب المعارضة إلى «مسيرة سلمية دفاعا عن الديمقراطية».

وتخلل التظاهرات المناهضة للفاشية الأسبوع الماضي في الضاحية الغربية لأثينا قرب مكان وقوع الجريمة مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب.

وفتحت نقابة بامي الشيوعية الباب لهذه التظاهرات مع تجمع في وسط العاصمة دون حوادث ضم ثلاثة آلاف شخص بينهم أساتذة مضربون بحسب مصادر في الشرطة. وصفق نحو ثلاثة آلاف شاب تجمعوا أمام البرلمان في ساحة سينتاغما لأعضاء فرق موسيقية مناهضين للفاشية. ونظمت تظاهرات في مدن أخرى مثل سالونيكي (شمال).

وبعد أن اتهمتها الصحافة بالتساهل حيال سلوك النازيين الجدد، كثفت الشرطة اليونانية عملياتها ضد حزب الفجر الذهبي.

ومساء الثلاثاء اعتقلت شرطيا مكلفا حماية نائب في حزب الفجر الذهبي بعد العثور في مقار الحزب في أغرينيو بوسط البلاد على ذخيرة صيد يملكها.

وفي سبتمبر (أيلول) 2012 أوقف هذا الشرطي مؤقتا عن الخدمة للاشتباه بمشاركته مع نائب حزب الفجر الذهبي كوستاس بارباروسيس في تدمير أكشاك بضائع تعود لمهاجرين قرب أغرينيو.

ودخل حزب الفجر الذهبي الذي يراهن على الأزمة الاقتصادية الخطيرة في اليونان دخل للمرة الأولى البرلمان في يونيو (حزيران) 2012 مع 18 نائبا من أصل 300.

ويرتقب أن تنفذ الشرطة في الأيام المقبلة مداهمات في مقار أخرى للحزب في إطار تحقيق واسع حول علاقات محتملة بين حزب الفجر الذهبي وبعض عناصر الشرطة.

وأثارت جريمة قتل عازف الموسيقى المناهض للفاشيين بافلوس فيساس (34 عاما) الأربعاء الماضي في ضاحية قريبة من أثينا، صدمة في البلاد.

كما أمرت الشرطة بفتح تحقيق في ثلاثة مراكز شرطة في ضاحية أثينا الجنوبية الغربية للاشتباه بسماحها بأعمال عنف ارتكبها حزب الفجر الذهبي.

وقدم جنرالان في الشرطة اليونانية الاثنين استقالتهما في جنوب ووسط البلاد وأوقف مسؤولون في الشرطة على جزيرة تقع شمال أثينا لعدم التحقيق في مقار حزب الفجر الذهبي فقد تكون خزنت أسلحة.

وفي موازاة هذه التعبئة ضد اليمين المتطرف تواصلت التظاهرات في اليونان احتجاجا على إصلاح القطاع العام الذي تطالب به الترويكا الدائنة (الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي). وبموجب هذه الخطة يتم صرف أو نقل آلاف الموظفين في القطاع العام.

وواصلت نقابة موظفي القطاع العام أمس إضرابها لليوم الثاني في حين دعت نقابة أساتذة المرحلة الثانوية إلى تظاهرة جديدة بعد الظهر في أثينا.

ويواصل مسؤولون كبار في الترويكا هذا الأسبوع في أثينا التدقيق المنتظم في حسابات البلاد تمهيدا لصرف حصة جديدة من القروض.

وظهرا أغلق وسط العاصمة أمام حركة السير بسبب التظاهرات وأقفلت محطتا مترو لأسباب أمنية. وهذا الوضع يؤثر على المحال التجارية التي تغلق أبوابها لدى وصول المتظاهرين.