«الاتصالات السعودية» تتخارج من حصتها في «أكسيس» لإندونيسيا

شركة «الاتصالات السعودية» من أكثر شركات المنطقة توسعا في الخارج («الشرق الأوسط»)
TT

تخارجت شركة «الاتصالات السعودية» بشكل نهائي من حصتها بشركتها التابعة في إندونيسيا، في خطوة من المتوقع أن ترسم ملامح خارطة مستقبل للاستثمارات الخارجية خلال الفترة المقبلة، يأتي ذلك في الوقت الذي قامت فيه «الاتصالات السعودية» بإعادة قياس صافي الأصول المتعلقة بالاستثمار في شركتها التابعة في إندونيسيا، حيث سجلت خسائر بلغت 705 ملايين ريـال (188 مليون دولار)، خلال الربع الثاني من العام الحالي 2013.

وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن شركة «الاتصالات السعودية» ما زالت تراجع حتى الآن قنواتها الاستثمارية في الخارج، حيث من المتوقع أن تسعى إلى مزيد من عمليات التخارج في حال تسجيل خسائر في بعض هذه الاستثمارات، خصوصا أن عمليات التخارج ستحمي الشركة من التأثر سلبا في نتائجها المالية.

وتعليقا على تطورات قطاع الاتصالات السعودي، أكد فهد المشاري، الخبير الاقتصادي، أن شركة «الاتصالات السعودية» من كبرى الشركات على مستوى المنطقة، من حيث قنوات الاستثمار المستخدمة، مضيفا: «لا تزال أمام شركة (الاتصالات السعودية) فرص كبيرة للنمو والتوسع، خصوصا في السوق السعودية، وفي بعض شركاتها التابعة».

ولفت المشاري خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، إلى أن تخارج شركة «الاتصالات السعودية» من حصتها بشركتها التابعة في إندونيسيا من القرارات «التاريخية» التي ستحول مسيرة الشركة إلى الإيجابية، وقال: «لاحظنا في النتائج المالية لشركة (الاتصالات السعودية) خلال الآونة الأخيرة تأثرها سلبا ببعض استثماراتها الخارجية، وعمليات التخارج من أهم الحلول لحماية مساهمي الشركة».

وفي هذا السياق، أعلنت شركة «الاتصالات السعودية»، أمس، في بيان نشر على موقع «تداول» الرسمي، توصلها إلى اتفاق لبيع شركتها التابعة في إندونيسيا «أكسيس»: «تملك شركة (الاتصالات السعودية) حصة قدرها 80.10% بشكل مباشر، وحصة قدرها 3.725% بشكل غير مباشر في (أكسيس)»، إذ جرى بيع الحصة لشركة «إكس إل»، وهي إحدى شركات الاتصالات الكبرى في سوق الاتصالات الإندونيسية.

وبحسب البيان، فقد تم تقييم شركة «أكسيس» بقيمة 865 مليون دولار، أي ما يعادل 3.243 مليون ريـال تقريبا، مقابل 100% من أسهم الشركة، دون أن يتضمن التقييم الالتزامات النقدية، وقالت الشركة في بيانها: «سوف تستخدم متحصلات البيع لسداد ديون شركة (أكسيس) للمقرضين والدائنين الرئيسين، وذلك وفق ما تم إعلانه سابقا في 21 - 7 - 2013م من موافقة مجلس إدارة شركة (الاتصالات السعودية) على عملية البيع، وتوجيهه للإدارة التنفيذية للدخول في مفاوضات مع الشركة التي أبدت الرغبة في الشراء، ومع المقرضين الرئيسين والدائنين الآخرين لشركة (أكسيس) للتوصل إلى تسوية ترضي جميع الأطراف».

وأضاف البيان: «بناء على تفويض مجلس إدارة شركة (الاتصالات السعودية) باستكمال المفاوضات وإتمام عملية البيع، فإن هذه المفاوضات تمت بنجاح، ولاستكمال عملية البيع، يلزم الحصول على موافقة الجهات التنظيمية في إندونيسيا ومساهمي شركة (إكس إل) في جمعية عامة غير عادية».

وأشار البيان إلى أن مجموعة «الاتصالات السعودية» أعادت تصنيف استثمارها في (أكسيس) كأصول محتفظ بها للبيع كما في 30 يونيو (حزيران) 2013م، ووفقا لذلك التصنيف، أعادت المجموعة قياس صافي الأصول المتعلقة بالاستثمار بالقيمة العادلة، وسجلت خسائر بلغت 705 ملايين ريـال (188 مليون دولار)، خلال الربع الثاني من العام الحالي 2013م، مبينة أنه سوف يجري عكس الأثر النهائي على النتائج المالية للشركة عند إتمام العملية.

وكان قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، قد حقق نموا كبيرا في إيراداته العام الماضي 2012م، بنسبة 12% ليبلغ 90 مليار ريـال (24 مليار دولار) في الوقت الذي زادت فيه معدلات استخدام الإنترنت في المملكة بعد أن حققت انتشارا واسعا خلال الأعوام الماضية، حيث قفز من 5% عام 2001م إلى 54.1% في نهاية عام 2012م، بينما قدرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عدد مستخدمي الإنترنت بنهاية عام 2012م بنحو 15.8 مليون مستخدم.

وأدركت السعودية أهمية مواكبة التطورات الضخمة في مجال الاتصالات على المستوى العالمي، وما انطوى عليه ذلك من تحولات هيكلية في البيئة التنافسية والاستثمارية لهذا القطاع، وما تتطلبه التطورات من إحداث تغييرات جوهرية في البينة التحتية والتنظيمية لقطاع الاتصالات في البلاد.

وقدرت هيئة الاتصالات السعودية، حجم الإنفاق على خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات بنحو 94 مليار ريـال (25 مليار دولار) في عام 2012م، مقارنة بـنحو 21 مليار ريـال «5.( مليار دولار) في عام 2002م، بمتوسط نمو سنوي يقدر بنسبة 16%، كما بلغ عدد الاشتراكات في خدمات الاتصالات المتنقلة 53 مليون اشتراك بنهاية عام 2012م، وتمثل الاشتراكات مسبقة الدفع الغالبية العظمى منها، بنسبة تتجاوز 86%، لتكون نسبة انتشار خدمات الاتصالات المتنقلة على مستوى السكان 181.6%.