السينما الإسكندنافية ضيفة شرف الدورة الـ 13 للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش

لتسليط الضوء على الروابط المشتركة بين أضواء الشمال ونجوم المغرب

المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي سيترأس لجنة تحكيم الدورة الـ 13 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش («الشرق الأوسط»)
TT

اختار المهرجان الدولي للفيلم بمراكش تكريم السينما الاسكندنافية، خلال دورته الـ 13 المقررة في الفترة ما بين 29 نوفمبر (تشرين الثاني) و7 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين. ويتوج المنظمون، من خلال هذا التكريم، «ثراء وحيوية هذه السينما خلال السنوات الأخيرة وعمق العلاقات التي جمعتها بالمهرجان»، الذي يسجل له أنه، منذ بدايته، وهو يشيد بغنى وتنوع هذه التجربة، واختيار أفلام منها للتنافس على جوائز المهرجان، صعد بعضها إلى منصة التتويج، كان آخرها فيلم «اختطاف» للمخرج الدنماركي توبياس ليندولم، الذي فاز، خلال الدورة الماضية، بجائزة لجنة التحكيم، كما فاز بطله الممثل الدنماركي سورين مالينك بجائزة أحسن ممثل.

وجرت العادة على أن تسلم في حفل اختتام المهرجان أربع جوائز، هي الجائزة الكبرى (النجمة الذهبية) وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل دور رجالي وجائزة أفضل دور نسائي.

ويقول المنظمون إنهم يسعون، من خلال تكريم الصناعة السينمائية للدول الاسكندنافية، إلى «تسليط الضوء على الروابط المشتركة بين أضواء الشمال والنجوم الساطعة بالمغرب».

وسيتميز برنامج التكريم، الذي سيقام ليلة الأربعاء 4 ديسمبر، بحضور وفد مكون من ممثلين ومخرجين ومنتجين اسكندنافيين، برئاسة المخرج الدنماركي بيل أوغوست الحاصل مرتين على جائزة «السعفة الذهبية» بمهرجان «كان»، عن فيلميه «بيلي الفاتح» و«أفضل النوايا». وتؤكد مبادرة تكريم السينما الاسكندنافية، خلال دورة هذه السنة، توجها نوعيا واختيارا رافق الدورات التسع الأخيرة للمهرجان، عرفت تكريم السينما المغربية (2004)، والسينما الإسبانية (2005)، والسينما الإيطالية (2006)، والسينما المصرية (2007)، والسينما البريطانية (2008)، والسينما الكورية الجنوبية (2009)، والسينما الفرنسية (2010)، والسينما المكسيكية (2011)، ثم السينما الهندية (2012).

وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت، في وقت سابق، مارتن سكورسيزي رئيسا للجنة التحكيم لدورة هذه السنة. ونقل عن المخرج الأميركي قوله إنه «سعيد جدا» بأن يترأس لجنة تحكيم الدورة، مبرزا أن تصوير فيلمين بالمغرب مكنه من «استحسان روح الشعب المغربي وجمالية ثقافته».

ويؤكد اختيار سكورسيزي رئيسا للجنة التحكيم مواصلة مهرجان مراكش مسيرة تكريم فن الإخراج، إذ سبق للمخرج وكاتب السيناريو والمنتج البريطاني جون بورمان أن ترأس لجنة تحكيم الدورة الـ12، والمخرج الصربي أمير كوستوريكا لجنة تحكيم الدورة الـ11 للمهرجان، فيما ترأس المخرج الأميركي جون مالكوفيتش لجنة تحكيم الدورة العاشرة، بينما ترأس المخرج الإيراني عباس كياروستامي لجنة تحكيم الدورة التاسعة، والمخرج الأميركي باري ليفنسون لجنة تحكيم الدورة الثامنة، والمخرج التشيكي ميلوس فورمان لجنة تحكيم الدورة السابعة، والمخرج البولوني رومان بولانسكي لجنة تحكيم الدورة السادسة، والمخرج الفرنسي جون جاك أنو لجنة تحكيم الدورة الخامسة، والمخرج البريطاني آلان باركر لجنة تحكيم الدورة الرابعة، والمخرج الألماني فولكر شلونورف لجنة تحكيم الدورة الثالثة، والممثلة الفرنسية جان مورو لجنة تحكيم الدورة الثانية، والممثلة الإنجليزية شارلوت رامبلين لجنة تحكيم الدورة الأولى.

ويحتفظ سكورسيزي بعلاقة خاصة مع المغرب، تتلخص، أساسا، في عدد المرات التي شارك فيها في مهرجان مراكش، واختياره تصوير عدد من أفلامه بالمغرب، فضلا عن العلاقة الجميلة التي ربطته بموسيقى وتجربة مجموعة «ناس الغيوان» الشهيرة، وهي العلاقة التي تحدث عنها سكورسيزي، في لقاء مع الصحافة المغربية والدولية، خلال حضوره إحدى فعاليات المهرجان، قائلا: «شاهدت فيلم (الحال) لمخرجه أحمد المعنوني، أول مرة على قناة نيويوركية محلية. كان الفيلم مدخلا لاكتشاف المغرب والتعرف عليه. لما سمعت موسيقى (ناس الغيوان) أعجبت بها. فلم يسبق لي أن سمعت موسيقى من هذا النوع. نعم، لقد تأثرت بأنغام هذه المجموعة. وكانت حاضرة في فيلمي (الإغواء الأخير للمسيح)، كما وظفت جزءا من تجلياتها في فيلمي (كوندون)، ونصحت مخرجا سينمائيا صديقا لي باستعمالها، وهذا ما فعله. إن ثقافة المغرب التي أنتجت هذه الموسيقى غنية. لقد سمحت لي المجموعة الموسيقية باكتشاف أعمق للمغرب والتعرف عليه أكثر عندما زرت المغرب عام 1988 لاختيار ديكور فيلمي. لقد استمر التأثر لسنوات، ولذلك فكرت دون تردد في إصلاح فيلم (الحال)، حينما خرجت فكرة تأسيس مؤسسة (وورلد سينما). قلت يجب أن أصلح (الحال). والآن، أصبح الفيلم يتمتع بجودة عالية، على مستوى الصوت والصورة. هناك تأثير آخر مارسته علي مجموعة ناس الغيوان، فقد أعجبت بكلام الأغاني، وكان ذلك مدخلا مهما بالنسبة لي للاهتمام بالشعر العربي».

وسبق أن جرى تكريم سكورسيزي ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان مراكش، كما وشح بوسا «الكفاءة الفكرية» من ر العاهل المغربي، الملك محمد السادس، اعترفا بجدرته لفكرية، فيما حرص منظمو المهرجان المغربي، على مشاركة مجموعة «ناس الغيوان» في تنشيط فقرات التظاهرة، احتفاء وتكريما لهذا المخرج المتميز، الذي كان أطلق على المجموعة الشهيرة لقب «رولين ستون أفريقيا والعرب»، بعد أن تعرف على موسيقاها عام 1981، وظل يداوم على الإنصات إليها منذ ذلك الوقت. وعاد سكورسيزي إلى المدينة الحمراء، خلال الدورة السابعة للمهرجان، حيث حضر بساحة جامع الفنا عرض فيلم «الطيار»، مرفوقا بالنجم العالمي ليوناردو دي كابريو، حيث استمتع بسهرة فنية جمعت أغاني «ناس الغيوان» بفيلم «الحال»، الشريط السينمائي الذي وثق للمجموعة، والذي عرض على شاشة عملاقة، جرى نصبها بالساحة. كما عاد سكورسيزي، بمناسبة الدورة العاشرة، إلى المدينة الحمراء، حيث سلم الممثلة الشهيرة كاثرين دونوف نجمة تكريم السينما الفرنسية. وقال سكورسيزي، في كلمة بالمناسبة، «أنا سعيد بوجودي، مرة أخرى في مراكش، هذه المدينة التي أعشقها». وتحدث عن مهرجان مراكش فوصفه بـ«الرائع».

وسبق لسكورسيزي أن صور فيلم «الإغراء الأخير للسيد المسيح» (1988) وفيلم «كاندون» (1995)، باستديوهات «الأطلس» بورزازات بجنوب المغرب. ومن بين أهم أعمال سكورسيزي نجد «سائق التاكسي» مع الممثل روبيرت دي نيرو، و«الإغواء الأخير للمسيح» مع الممثل ويليم دافو، و«عصابات نيويورك» و«الطيار» و«المغادرون» مع الممثل ليوناردو دي كابريو.