اتفاق أميركي ـ روسي لعقد مؤتمر السلام السوري في جنيف منتصف نوفمبر

كيري ولافروف أكدا تعاون سوريا مع مفتشي الكيماوي * الجربا يطالب بضمانات عربية وإسلامية ورفض وساطة إيران

وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في بالي بإندونيسيا أمس (أ.ب)
TT

اتفقت الولايات المتحدة وروسيا، أمس، على إقامة مؤتمر السلام بشأن سوريا والذي يعرف بـ«جنيف 2» في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأكدتا على ضرورة استبعاد المتطرفين من جانب طرفي النزاع السوري، والعمل على وضع أسس للمشاركة في المؤتمر بمساعدة الأمم المتحدة. وتجيء هذه الخطوة بعد إعلان خبراء نزع الأسلحة الكيماوية في سوريا، أن دمشق، تعاونت معهم في عملية تفكيك الترسانة التي بدأت قبل أسبوع، مشيرين إلى أن البعثة، أنهت الأسبوع الأول من عملها في سوريا بنجاح. وفي هذه الأثناء طالب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا بـ«ضمانات عربية وإسلامية وخصوصا من السعودية وقطر والأردن وتركيا لإنجاح مؤتمر جنيف2». مؤكدا مشاركته فيه.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا على حث الأمم المتحدة على تحديد موعد لمؤتمر السلام بسوريا في وقت ما في الأسبوع الثاني من نوفمبر. وقال كيري في مؤتمر صحافي مع لافروف «سنحث على تحديد موعد بأسرع ما يمكن». وأشاد كيري ببدء عملية تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا، وقال إنها «بداية طيبة»، في إشادة غير معتادة بدمشق. وقال إنه يجب شكر الحكومة السورية لامتثالها لقرار أصدرته الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة بتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية. وأضاف «لن أجزم اليوم بما سيحدث خلال الأشهر المقبلة، لكنها بداية طيبة ويجب أن نرحب بها».

وأعلن خبراء نزع الأسلحة الكيماوية في سوريا، في بيان منشور على الموقع الإلكتروني لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن المفتشين الدوليين المكلفين بنزع الأسلحة الكيميائية السورية «أجروا محادثات مع السلطات السورية حول اللائحة التي سلمتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في وقت سابق حول برنامجها العسكري الكيماوي». وأكد أن «المحادثات كانت بناءة والسلطات السورية كانت متعاونة».

من جهته أكد مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة رضا المنظمة من تعاون النظام السوري مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومن سير عمليات تفكيك وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية. والتقى وزيرا الخارجية الأميركي والروسي في منتجع على هامش قمة لدول آسيا والمحيط الهادي في جزيرة بالي الإندونيسية، حيث وقعا اتفاقا بشأن مركزين لخفض المخاطر النووية في واشنطن وموسكو أقيما عام 1987 لتسهيل عملية التحقق من معاهدات واتفاقيات الحد من الأسلحة. والتقى كيري ولافروف في بادئ الأمر في حضور مساعديهما، ثم اجتمعا على انفراد حيث ناقشا سبل إنهاء الحرب الأهلية السورية والمحادثات القادمة مع إيران لإنهاء النزاع القائم بشأن برنامجها النووي. ووصف كيري اجتماعه مع لافروف بأنه «من أكثر الاجتماعات البناءة التي عقدناها»، وأنهما تحدثا طويلا عن كيفية دفع الأطراف المتحاربة في سوريا إلى الجلوس معا لإجراء محادثات تعرف باسم «جنيف 2».

وقال كيري «اتفقنا مجددا على أنه ما من حل عسكري هنا، ومن مصلحتنا المشتركة ألا يكتسب المتشددون المتطرفون من الجانبين أي وضع أقوى في سوريا، ولهذا نعيد التزامنا اليوم بجهود محددة للغاية لتحريك عملية السلام بأسرع ما يمكن». وصرح بأن الجانبين سيعملان على «تمهيد الطريق لجولة من المحادثات». واستطرد «أملنا المشترك أن يحدث هذا في منتصف نوفمبر، ونحن عازمان ومصممان على التشاور مع أصدقائنا بشأن هذه الجهود حتى نضمن أن يحدث هذا في نوفمبر». وأضاف «الموعد النهائي وشروط المشاركة ستحددها الأمم المتحدة».

وأشار كيري إلى أنه تم خلال اللقاء مع لافروف «مناقشة هدفنا الرئيس وتحديدا وضع نهاية للحرب في سوريا بالطرق السياسية.. وسنجعل هذه العملية ديمقراطية وضمن أطر إعلان جنيف»، موضحا «لذا نحن نسعى لعقد (جنيف 2) بأسرع وقت ممكن.. بمساندة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي سنساعد عملية توطيد السلام».

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي أن دمشق تتعاون مع الخبراء الدوليين المختصين بتفكيك السلاح الكيماوي بشكل جيد. وأشار إلى وجود تفاهم روسي أميركي تام حول سوريا، قائلا إنه التقى مع كيري 11 مرة منذ توليه منصب الخارجية في فبراير (شباط) الماضي. وحول لقائهما أمس بإندونيسيا قال لافروف «لقد ركزنا جل اهتمامنا على سوريا.. فمنذ 10 أيام وبمساندة مجلس الأمن الدولي تم التوصل إلى قرار حول تفكيك مخزون الأسلحة الكيماوية في سوريا.. والقرار يتم تنفيذه وبوشر العمل على تدمير مكونات السلاح الكيماوي». وأشار الوزير الروسي إلى وجود أسس كافية للاشتباه في أن «المجموعات المتطرفة في صفوف المعارضة يمكن أن تحبط العملية»، معربا عن أمله أن تقوم جميع الأطراف، من بينها الدول المجاورة لسوريا، بتنفيذ متطلبات مجلس الأمن «وعدم السماح لوصول الأسلحة الكيماوية إلى أيدي لاعبين غير حكوميين» وعدم السماح باستخدام أراضيها للقيام «بنشاط إرهابي». وأضاف لافروف أن روسيا تأمل في أن يعقد «جنيف 2» في منتصف نوفمبر، وأنه يتوجب التوافق على أعضاء الوفود، قائلا «نؤيد عقد المؤتمر الدولي في منتصف نوفمبر». وأكد لافروف على أن روسيا والولايات المتحدة ستعملان ما بوسعهما للمساعدة في مكافحة الإرهاب والتطرف في سوريا، قائلا «أكدنا وجون كيري العزم على فعل كل شيء للمساعدة في مكافحة الإرهاب والتطرف في سوريا»، مشددا على ضرورة مساعدة من يرى مستقبل الجمهورية العربية السورية متعددة الطوائف.

ودعا لافروف الائتلاف السوري المعارض إلى «التحدث بصوت واحد»، مشيرا إلى أن رئيس الائتلاف يطلق تصريحات حول عقد «جنيف 2»، لكن مناصريه في ما بعد ينفون هذه التصريحات.

من جهته طالب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا بـ«ضمانات عربية وإسلامية وخصوصا من السعودية وقطر والأردن وتركيا لإنجاح مؤتمر جنيف2». وأكد عدم رفض المعارضة المشاركة فيه، لافتا إلى أن «البعض حاول إلزامنا بحضور المؤتمر».

ورفض الجربا، في مؤتمر صحافي من إسطنبول: «مشاركة إيران كوسيط بوصفها محتلة للأرض السورية»، مطالبا «حزب الله بالانسحاب من الأراضي السورية، لأن حزب الله لا يزال يقاتل إلى جانب النظام في سوريا». وقال الجربا إنه «لا حوار مع نظام (الإجرام)، لأن الحوار الوطني يكون فقط بين الوطنيين»، واصفا «أي حوار مع الأسد بأنه حوار مع العدو». وأكد أنه «إذا حصلنا على الضمانات المطلوبة سنعرضها على هيئة الأركان لمناقشتها».