واشنطن: الاعتقال «مناسب وقانوني»

مصادر أصولية: أشيع أنه قتل في أفغانستان قبل عودته إلى ليبيا.. وكان لا يغادر منزله إلا إلى المسجد

TT

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن اعتقال القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي في عملية خاصة أميركية هو عمل قانوني بعدما طالبت طرابلس بتوضيحات حول ما اعتبرته عملية «اختطاف».

وأبو أنس الليبي الملاحق لدوره في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998 وأسفرا عن سقوط 200 قتيل، اعتقل السبت في ليبيا.

وفي عملية أميركية ثانية في نهاية الأسبوع، نفذت القوات الخاصة مداهمة لمعقل لحركة الشباب الصومالية في مدينة باراوي رغم أن مدى نجاح ذلك الهجوم لم يتضح بعد.

والعملية الهادفة لاعتقال أبو أنس الليبي أثارت استياء الحكومة الليبية التي قالت إنها لم تتبلغ بها، معتبرة أن أبو أنس الليبي «اختطف» وطالبت واشنطن بتوضيحات بشأن هذه العملية. لكن كيري دافع أمس عن العملية، معتبرا أنها «قانونية».

وقال الوزير الأميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إثر لقائهما في إندونيسيا على هامش قمة آسيا المحيط الهادي: «في ما يتعلق بأبو أنس الليبي، فهو شخصية بارزة في (القاعدة) ويعتبر هدفا قانونيا ومناسبا للجيش الأميركي». وأضاف أن أبو أنس الليبي ارتكب «أعمالا إرهابية» و«تمت إدانته بشكل مناسب من قبل محاكم وعبر عملية قانونية». وتابع أن الولايات المتحدة تفعل «كل ما بوسعها وكل ما هو مناسب وقانوني» في سبيل القضاء على التهديد الإرهابي. ولم يشأ الوزير الأميركي التعليق على سؤال عما إذا كان تم إبلاغ السلطات الليبية مسبقا بهذه العملية، مكتفيا بالإشارة إلى أن واشنطن اعتادت «عدم الدخول في تفاصيل» مثل هذه العمليات مع حكومات أجنبية.

ويأتي دفاعه عن العملية في ليبيا بعدما طالبت طرابلس الأحد بتوضيحات من واشنطن.

وفي بيان نشر في طرابلس أول من أمس قالت الحكومة الليبية المؤقتة إنها «تتابع الأنباء المتعلقة باختطاف أحد المواطنين الليبيين المطلوب لدى سلطات الولايات المتحدة، وتواصلت منذ سماع النبأ مع السلطات الأميركية وطلبت منها تقديم توضيحات في هذا الشأن». كذلك أبدت الحكومة «حرصها على أن يحاكم المواطنون الليبيون في ليبيا في أي تهم كانت».

وقال مسؤول أميركي إن أبو أنس الليبي اقتيد إلى سفينة حربية أميركية في المنطقة بعد العملية ويجري استجوابه هناك.

وكان أبو أنس الليبي، واسمه الحقيقي نزيه عبد الحميد الرقيعي (49 عاما)، عضوا في الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا قبل أن ينضم إلى تنظيم القاعدة. وقد وجهت إليه محكمة في نيويورك التهم بسبب دوره الأساسي في تفجيري تنزانيا وكينيا في 1998. وكان يعتبر من كبار المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، الذي عرض مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يساعد في إلقاء القبض عليه.

وبعملية طرابلس انتهت حملة ملاحقة استمرت 15 سنة لليبي. وقالت وسائل إعلام أميركية إن عملاء لمكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ساعدوا القوات الأميركية في العملية.

ويمهد اعتقال أبو أنس الليبي الطريق أمام تسليمه إلى نيويورك لبدء محاكمته.

وأكد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أول من أمس أن العمليتين توجهان «رسالة قوية إلى العالم أن الولايات المتحدة لن تدخر أي جهود لمحاسبة الإرهابيين».

وقال إن واشنطن ستواصل «ضغطا مستمرا على المجموعات الإرهابية التي تهدد شعبنا ومصالحنا وإذا لزم الأمر سنشن عمليات مباشرة ضد هؤلاء بما يتوافق مع قوانيننا وقيمنا».

وردا على سؤال حول ما إذا كان اعتقال أبو أنس الليبي من قبل الأميركيين على أراض أجنبية يمكن أن يعطي انطباعا سلبيا حول الولايات المتحدة في العالم، قال كيري إنه لا يعتقد بذلك. وأضاف: «ستكون أمامه الآن فرصة الدفاع عن نفسه وأن يحال بشكل مناسب إلى القضاء».

وتابع أنه يجب التركيز على «أهمية حكم القانون» عند النظر إلى هذه القضية. وقال إن «هذا المفهوم هو الذي نعتقد أنه من المهم أن يدركه الناس».

وتلاحق واشنطن أبو أنس الليبي منذ أكثر من 15 سنة، على خلفية دوره الرئيس في الهجمات على السفارتين الأميركيتين لدى تنزانيا وكينيا. ووضعت السلطات الأميركية مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على «أكثر إرهابي مطلوب».

وقامت قوات أميركية خاصة بخطف الليبي (49 عاما) وسط طرابلس وفي وضح النهار يوم السبت، وقال البنتاغون إنه «يجري اعتقاله بشكل قانوني بموجب قانون الحرب في مكان آمن».

وذكر مصدر مقرب من أبو أنس الليبي أنه كان قد عاد إلى بلاده إثر انطلاق الثورة ضد نظام معمر القذافي في عام 2011، وشارك في المعارك إلى جانب الثوار الليبيين. وأضاف المصدر أن أبو أنس الليبي متزوج وله أربعة أبناء، وقد قتل أحد أبنائه على يد القوات الموالية للقذافي خلال عملية «تحرير طرابلس» في أكتوبر (تشرين الأول) 2011.