«نوبل» في الفيزياء للبلجيكي فرنسوا إنغليرت والبريطاني بيتر هيغز

اكتشافهما «جسيمات المادة» قبل 50 عاما يعتبر حجر الأساس في البنية الأساسية للمادة

البلجيكي فرنسوا إنغليرت والبريطاني بيتر هيغز (يمين) خلال مؤتمر للمركز الأوروبي للبحث النووي (سيرن) في جنيف بسويسرا (أ.ب)
TT

أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم، أمس الثلاثاء، فوز العالمين؛ البلجيكي فرنسوا إنغليرت، والبريطاني بيتر هيغز، بجائزة نوبل للفيزياء لعام 2013. وكوفئ الرجلان البالغان (80) و(84) سنة على التوالي، على أعمالهما التي أدت إلى «الاكتشاف النظري لآلية تساهم في فهمنا لأصل كتلة الجسيمات دون الذرية الذي جرى تأكيده في الفترة الأخيرة».

ورأى جونار إنغلمان، من الأكاديمية الملكية للعلوم في السويد، أن منح الجائزة لإنغليرت وهيغز «نصر، ليس فقط لهيغز وإنغليرت، بل لفيزياء الجزيئات عامة». وقدم أمين الأكاديمية السويدية للعلوم، شتيفان نورمارك، الإعلان عن الفائز بالجائزة بقوله: «ستمنح جائزة هذا العام على شيء صغير جدا يسبب الفرق».

وكان العالمان أبرز المرشحين لاقتسام الجائزة وقيمتها ثمانية ملايين كرونة سويدية (25.‏1 مليون دولار) بعد أن أكدت التجارب العلمية في مختبر سيرن الأوروبي صحة آرائهما النظرية. وقالت الأكاديمية في بيان: «النظرية الفائزة بالجائزة جزء مهم في نظرية النموذج العياري للجسيمات التي تصف كيف شيد العالم». وأضافت: «وفقا لنظرية النموذج العياري، كل شيء من الزهور والناس إلى النجوم والكواكب يتألف من بضع كتل جسيمات المادة».

وكان كل من هيغز وإنغليرت قد حصلا نهاية مايو (أيار) الماضي، أي بعد نحو 50 عاما من وضع نظرية جسيمات هيغز، على جائزة أمير أستورين للعلوم والأبحاث.

وقد منح هيغز اسمه إلى «بوزون هيغز» الذي يعتبر علماء الفيزياء أنه حجر الأساس في البنية الأساسية للمادة. و«بوزون هيغز» هو الجسيم الأولي الذي يمنح كتلة إلى الكثير من الجسيمات الأخرى وفقا لنظرية «النموذج القياسي». وهو يفسر كيف أن بعض الجسيمات لديها كتلة بينما جسيمات أخرى لا تتمتع بكتلة، ويفسر تاليا لماذا الكون موجود كما نحن نعرفه، ولهذا قالت لجنة نوبل في بيانها: «من دونه لا وجود لنا».

ويعمل هيغز في جامعة إدنبره (اسكوتلندا) وإنغليرت في جامعة بروكسل الحرة. وكان هيغز أول من أشار في عام 1964 إلى وجود هذا البوزون بشكل نظري، في حين أن البلجيكيين إنغليرت وروبير بروت الذي توفي عام 011. أطلقا أول الأعمال حول هذه المسألة.

وقال إنغليرت الذي جرى الاتصال به من ستوكهولم لوكالة الصحافة الفرنسية: «أنا سعيد جدا بحصولي على الجائزة، لكني لن أقوم بأي تعليق». وكتب هيغز في بيان: «أنا متأثر جدا بحصولي على هذه المكافأة».

ويعتبر التقدم المسجل من قبل هؤلاء العلماء من الأهم في تاريخ الفيزياء. وكان الباحثون على ثقة بأن هذا الاكتشاف سيكافأ يوما بمنحه أعرق جائزة علمية في العالم. لكن، لم يكن من الواضح للجنة من الأشخاص الذين ينبغي منحهم الجائزة. وكان المركز الأوروبي للبحث النووي (سيرن) بعد خمسة عقود من الفشل رصد في الرابع من يوليو (تموز) 2012 «بوزون هيغز» بفضل أكبر مسرع للجسيمات في العالم. وشارك علماء مرموقون في العملية الطويلة التي سمحت بهذا الاكتشاف، مما دفع الكثير من الخبراء بجوائز نوبل إلى توقع فوز المركز بالجائزة كمنظمة.

وردا على سؤال لوكالة «تي تي» للأنباء، أعرب البروفسور جيرالد غورالنيك، الفيزيائي في مركز سيرن، «عن فرحته الكبيرة بفوز العالمين». وأضاف: «لا أنكر أن ثمة غصة في القلب. لكني أشعر برضا كبير لمشاركتي بشكل حاسم في بلورة نظرية حول هذه المسألة». وقد فاز بالجائزة العام الماضي الفرنسي سيرج أروش والأميركي ديفيد واينلاند.

وجائزة نوبل للفيزياء هي الثانية التي تعلن في موسم عام 2013 بعد جائزة الطب. وتعلن الأربعاء جائزة الكيمياء والخميس جائزة الأدب والجمعة نوبل السلام. ويعلن عن جائزة الاقتصاد الاثنين المقبل. وتترافق جائزة نوبل مع مكافأة مالية قدرها ثمانية ملايين كورونة سويدية (نحو 920 ألف يورو).

وكان معهد كارولينسكا السويدي في ستوكهولم قد أعلن أول من أمس الاثنين فوز أميركيين وألماني بجائزة نوبل في الطب لعام 2013. وقال المعهد إن العلماء الثلاثة؛ الأميركي جيمس روثمان، والأميركي راندي شيكمان، والألماني توماس زودهوف، حصلوا على الجائزة لنجاحهم «في حل لغز كيف تنظم الخلية نظام النقل بداخلها». ومن المقرر أن تسلم الجوائز في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل وهو يوم وفاة المتبرع بقيمة الجائزة، ألفريد نوبل.