ملتقى دبي التشكيلي الأول يطوي صفحته ويعلن مزاده

شارك فيه 24 فنانا من 17 دولة عربية وأجنبية

جانب من المعروضات
TT

اختتمت فعاليات ملتقى دبي التشكيلي الدولي الأول، ضمن حفل ساهر نظمته شركة «مونتغرابا» الإيطالية والراعي الذهبي للملتقى، في «أبراج الإمارات»، بحضور رئيسها التنفيذي جيوزيبي أكيلا، ومديرها العام شارلز نحاس.

وشهد الملتقى مشاركة كبار الفنانين الإماراتيين والعرب، أمثال: عبد القادر الريس الذي توجهت لوحاته إلى التجريد اللوني، حيث بنيت ضمن إيقاع يترجم ويعبر عن بصمة وتاريخ الفنان، من خلال تعبيره عن لغته اللونية التجريدية وأسلوبه المعروف، دون أن يغيب اللون الأصفر أو المربعات عن أعماله، بينما عملت الفنانة نجاة مكي على التجريد في لوحاتها معتمدة على الأخضر في لوحة، والأزرق والأحمر في أخرى. كما جسد الفنان محمد العامري من خلال لوحاته رؤيته الخاصة للتقاسيم اللونية التي تمنح الشعور بالحزن أو الهجرة.

في المقابل، حمل المعرض الكثير من الوجوه، فقدم الفنان السوري بهرام حاجو لوحة حملت ملامح القوة.

بينما اعتمد السوري سلطان صعب على التجريد في تفصيل الوجه، لتكون للفنانة روسودان خيزانشفيلي (من جورجيا) بصمتها الخاصة للوجوه التي تضعها في الأمكنة، لتعبر عن هواجسها وقلقها في عالم مكتظ بالوحشة والغربة.

كما استضاف الفنان التشكيلي الإماراتي الحائز جائزة الدولة التقديرية في الفنون عبد القادر الريس، فناني الملتقى في مرسمه، واصطحبهم في جولة تعريفية في أرجائه المكتظة بأعمال وروائع من فنه، اكتمل بعضها وبعضها ينتظر اللمسات الأخيرة، وقدم للضيوف نسخة من كتابه «علامات فارقة» المتضمن مسيرته وإبداعاته الفنية، والصادر عن متحف الشارقة للفنون عام 2012.

ولفت الريس إلى أن مشاركته في «دبي التشكيلي الدولي» جاءت بدافع دعم الأطفال المعوقين. كما شارك نخبة من الفنانين الآخرين، أمثال الفنان السوداني راشد دياب، والفنان الفلسطيني أحمد حيلوز، وفاطمة لوتاه، الذين قدموا أفضل ما لديهم.

وتم الإعلان خلال الحفل عن مزاد علني يحدد موعده لاحقا، يتضمن لوحات الملتقى التي أبدعها فنانوه، وقلم سلفادور دالي المتبرع به من «مونتغرابا» لمركز راشد، وذلك ضمن حفل خيري خاص ينظمه مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة. بدورها، تمنت مريم عثمان وصول وتبني رسالة ملتقى دبي التشكيلي الدولي الأول، من قبل كل العالم، بهدف ترسيخ المسؤولية المجتمعية، والحوار البنّاء بين الثقافات العالمية والمحلية، حيث يمثل الفن التشكيلي فيه منهجا راقيا وفعالا لإشاعة الوعي والمعرفة بين حضارات العالم، وصولا لمبادرات ومشاريع إنسانية خلاقة تعمل على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة اجتماعيا، وتعترف بحقهم في حياة طبيعية.

ومن جانبه، قال جيوزيبي أكيلا، موضحا إنتاج «مونتغرابا» نسخا كثيرة من الأقلام بتصميم سريالي مستوحى من أعمال الفنان سلفادور دالي: «أردنا إرسال رسالة تقديرية لرواد الفن التشكيلي في العالم، والإضاءة على دور الفن الجمالي والإنساني في الحياة البشرية، فوقع اختيارنا على الفنان التشكيلي العالمي سلفادور دالي الريادي بفنه، وإكراما لأطفال راشد تبرعت (مونتغرابا) بنسخة من قلمه للمركز».

وأوضح تشارلز نحاس سبب رعاية ودعم «مونتغرابا» لملتقى دبي التشكيلي الدولي الأول، قائلا: «كانت فرصة مشرفة لشركة (مونتغرابا) لدعم عمل متكامل الجوانب الجمالية، فمن جهة، كان ملتقى دبي تظاهرة ثقافية وفنية دولية فريدة من نوعها، ومن جهة أخرى فعل إنساني بحت يلفت النظر لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، لطالما عانوا من تهميش المجتمع لهم. لذا أتقدم بالشكر إلى مركز راشد ومديره العام مريم عثمان على هذه اللفتة الإنسانية».

وقد قام مركز راشد لعلاج ورعاية الطفولة، بالتعاون مع شركة «ميديا موشن للعلاقات العامة» بتنظيم ملتقى دبي التشكيلي الدولي بدورته الأولى، تحت شعار «روح الإنسان.. نبض الإنسان»، وهدف الملتقى إلى تعزيز التعددية الثقافية والتواصل بين الفنانين المشاركين والمجتمع، وتجسيد مساهمة الفن في القضايا الاجتماعية والإنسانية، وفتح أفق الحوار والتعبير للفنانين وفق رؤاهم المتعددة، بالإضافة إلى تعميق مفهوم الشراكة الثقافية ومساهمة قطاع الأعمال بدعم الإبداع الفني، والإسهام في الحوار الثقافي بين العرب والعالم.