الميلان يودع أحلامه

ألبرتو تشيروتي

TT

إن هدفي مونتاري يهديان فقط، وهما مزدوجان، لفريق الميلان، للفوز في بداية اللقاء وللتعادل في نهايته. بينما الأهداف التي تصنع وتقدم ليوفنتوس فوزا بنتيجة (3-2) جاء بمعاناة لكنه مثير للمشاعر، جاءت بتوقيع بيرلو وجيوفينكو وكييلليني. الأمر سليم هكذا، لأن لاعبي اليوفي يظهرون امتلاكهم غضبا واستمرارية أكبر، للبقاء بصحبة نابولي، على خطى فريق روما اللامع، بينما لاعبو الميلان الذين يعتمدون على العزة أكثر من اللعب يقولون وداعا لدرع الدوري وإلى اللقاء للمركز الثالث. هذا بينما يمتلك اليوفي، الذي يتأخر في النتيجة للمرة السابعة في تسع مباريات، ما بين الدوري والشامبيونزليغ، قوة رد الفعل وتسجيل ثلاثة أهداف وضعف الحفاظ على مرماه، حينما يخاطر في نهاية المباراة بأن يقع في فخ التعادل مع انتهاء الوقت الأصلي وبلاعب زيادة. لكن في النهاية فعل كونتي حسنا بالقفز من فرط الفرحة وإن كان الترتيب والأداء الآن يظهران أن الفريق الأفضل والأكثر استعدادا من الآخرين لانتزاع درع الدوري هو فريق روما الجديد والأكثر إذهالا دائما.

بينما يغرق فريق الميلان، الذي تبعده 13 نقطة عن الصدارة، وخاصة 11 نقطة عن المركز الثالث، مع أحد عشر فريقا أمامه. صحيح أن بالوتيللي يغيب للجولة الثالثة على التوالي للإيقاف، لكن الغياب الأكثر إثارة للقلق واستمرارية بين لاعبي الميلان هو خط الدفاع، لأنه بعد ثلاثة أهداف تلقاها مرمى الفريق الأحد الماضي، التي كان ممكنا أن تصبح الضعف، فإن فريقي بولونيا وساسولو، المتذيلين للترتيب، هما الوحيدان اللذان تلقى مرماهما أهدافا أكثر منه. مع مشكلة الأعصاب المشدودة بصورة زائدة لميكسيس، الذي جرى طرده في الدقائق الأخيرة من اللقاء، بعد لكمة غير مرئية وجهها لكييلليني، التي ربما تكلفه فترة إيقاف أطول مع عرض المشاهد التلفزيونية. بينما يحتفل اليوفي، كان التعادل السلبي بالاستاد الأولمبي في روما يختم الأمسية، والذي يحزن سواء لاتسيو أو فيورنتينا، بينما يسعد فيرونا الصاعد هذا الموسم والمذهل أكثر دائما، والذي يتجاوز كلا الفريقين في الترتيب بعدما قهر بولونيا خارج ملعبه. إن درع عام 1985 لبينيولي يبدو غير قابل للتكرار، لكن المركز الخامس، بنقطة واحدة فقط تفصله عن الإنتر، يعد بمثابة دعوة للحلم برحلات جديدة في الدوري الأوروبي، بعدما قهر الميلان وجعل اليوفي يعاني.

وفي انتظار أن يدركه حامل اللقب، في يوم عيد الميلاد السبعين لأوتافيو بيانكي، الذي قاده إلى أول درع تاريخية، قدم فريق نابولي تأكيدا جديدا لقوته الهجومية غير العادية، وسحق ليفورنو مثلما لم يستطع أن يفعل في آخر مباراة له على ملعبه مع فريق صاعد آخر وأكثر ضعفا، وهو ساسولو. من دون ثلاثة لاعبين أساسيين في الدفاع، هم: ماجيو وألبيول وزونيغا، وخاصة من دون هيغواين، انفجر في الهجمة المرتدة الاحتياطي ميرتينس، الذي دخل في الجملة التكتيكية لأول هدفين، في أقل من دقيقتين، وسجلهما بانديف وإنلر. وبعدها في الشوط الثاني، جاء دور كاليخون، الذي سجل هدفه الرابع، وهامسيك هداف الفريق برصيد خمسة أهداف. أربعة لاعبين سجلوا، جميعهم بالقدم اليسرى، لمواصلة مطاردة روما، الفريق الوحيد الذي سجل أهدافا أكثر من نابولي ويسبقه في الترتيب. وبالتالي، إلى اللقاء بعد أسبوعين، حينما سوف تستأنف بطولة الدوري بالمواجهة الكبيرة بين هذين الفريقين، لا ندري بعد أين، وإنما نعلم أن يوفنتوس سيبذل مجهودا أكبر من المتوقع لتجاوزهما.