أجرى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي جولة محادثات واسعة مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس أمس، بمشاركة الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع السعودي.
وتركزت المباحثات بشكل خاص على المسائل الساخنة في الشرق الأوسط، وشملت الملف السوري والبرنامج النووي الإيراني والوضع في لبنان والتطورات المتلاحقة في مصر، فضلا عن العلاقات الثنائية بين فرنسا والسعودية.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار المشاورات المتلاحقة بين الطرفين على أعلى المستويات علما بأن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ينوي زيارة المملكة العربية السعودية في موعد لم يحدد حتى الآن. وبحسب مصادر فرنسية، فإن قصر الإليزيه يأمل أن تجري الزيارة قبل نهاية العام الحالي.
وكان وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان قد زار جدة نهاية الأسبوع الماضي حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، كما اجتمع مع مسؤولين آخرين عن القطاع الدفاعي.
وأصدرت الخارجية الفرنسية بيانا أوضحت فيه أن الوزيرين شددا على «أهمية الاستجابة لتطلعات الشعب السوري المشروعة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة ووضع حد للقمع الدموي الذي يمارسه النظام السوري وزيادة الدعم للائتلاف الوطني السوري».
وفي الملف الإيراني، وفيما تستضيف جنيف اجتماعا لمجموعة دول (5+1) (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) الثلاثاء المقبل، اجتماعا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أعربت الرياض وباريس عن تطلعاتهما إلى أن «تترجم» إيران الوعود الطيبة التي أطلقها الرئيس حسن روحاني في الأمم المتحدة ومناسبات أخرى، بشأن البرنامج النووي الإيراني إلى «أفعال ملموسة».
وتأمل دول (5+1) أن تسلك المفاوضات الجيدة مسارا غير الذي عرفته المفاوضات السابقة التي راوحت مكانها بسبب التشدد الإيراني ورفض طهران الاستجابة لقرارات مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة النووية.
ولم يغب لبنان عن محادثات الوزيرين، إذ جاء في بيان الخارجية الفرنسية أن الوزير فابيوس شدد على أهمية دعم المؤسسات اللبنانية وخصوصا الرئيس ميشال سليمان «أكثر من أي وقت مضى» لمواجهة الاستحقاقات وانعكاسات الأزمة السورية على لبنان لجهة أمنه واستقراره ومواجهة أعباء اللاجئين السوريين الذين بات عددهم يقترب من المليون شخص.
أما بالنسبة لمصر، أشار فابيوس إلى أهمية الوصول إلى الحاجة «لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الأمر الذي يمر عبر الإسراع في تنفيذ خارطة الطريق»، التي أطلقتها السلطات المصرية الجديدة.
وفي موضوع العلاقات الثنائية، أفاد البيان أن الوزيرين الأمير سعود الفيصل ولوران فابيوس أعربا عن ارتياحهما لـ«دينامية التعاون» بين بلديهما، مشيرا إلى أن السعودية هي شريك فرنسا الأول في الخليج، وإلى أن التعاون المشترك يغطي ميادين كثيرة بينها النقل والطاقة وقطاعا الأمن والدفاع. وأعربت باريس عن اغتباطها لكون الشركات والمؤسسات الفرنسية حاضرة في الكثير من المشاريع الصناعية السعودية الكبرى. حضر المباحثات السفير محمد آل الشيخ سفير السعودية لدى فرنسا، والسفير أسامة نقلي رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السعودية، والسفير سلطان الصايغ نائب مدير عام مكتب وزير الخارجية السعودي.