تعاون يوناني ـ إيطالي ـ مالطي لمواجهة الهجرة غير الشرعية

ساماراس: المأساة ليست فقط عند حطام سفن المهاجرين وإنما أيضا عند وصولهم الى البر

TT

اتفق رئيسا الوزراء اليوناني والإيطالي إندونيس ساماراس وإنريكو ليتا في روما أول من أمس، على إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتنسيق بين حكومتي البلدين في ضوء رئاسة كل من اليونان وإيطاليا للاتحاد الأوروبي العام المقبل، حيث تتولى اليونان الرئاسة خلال النصف الأول من العام، بينما تتولى إيطاليا النصف الثاني.

وجاء على رأس القضايا التي ناقشها ساماراس وليتا قضية الهجرة غير الشرعية، مؤكدين على ضرورة تلقي إجابات أكثر وضوحا من تلك البلدان التي يطلق منها المهاجرين غير الشرعيين مثل ليبيا، وأن القضية لا بد من مناقشتها باستفاضة خلال القمة الأوروبية المقبلة.

وقال رئيسا وزراء البلدين خلال مؤتمر صحافي مشترك إنه جرى وضع النقاط الرئيسة للنقاش خلال القمة الأوروبية يومي الخميس والجمعة المقبلين، لأن قضية الهجرة غير الشرعية لم تعالج بطريقة سطحية، وحدث رئيس الوزراء الإيطالي عن تعزيز قوات فرونتكس الحامية للحدود البحرية الأوروبية بداية من ديسمبر (كانون الأول) المقبل وأيضا معالجة قضية اللجوء.

ومن جانبه، شدد رئيس الوزراء اليوناني على أن المأساة ليست فقط عند تحطم القوارب التي تنقل المهاجرين غير الشرعيين، ولكن المأساة الكبرى أيضا هو عند وصول هؤلاء المهاجرين إلى الأرض، وهناك ارتفاع في نسبة البطالة وعدم وجود فرص عمل، موضحا أن بلادة حاليا ليست في وضع يسمح لها استيعابهم، وأن هذا الأمر يسبب عدم استقرار للبلاد.

وتحدث ساماراس عن ضرورة رسم أولويات جديدة لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الأصلية، وخلق إجراءات جديدة لتحديد هوية المهاجرين وتعزيز قوات فرونتكس، وقال: «كل هذا يجب أن يجري بطريقة إنسانية، وينبغي أن تكون أوروبا رمزا للقيم الإنسانية تجاه هؤلاء الضحايا».

وأثناء لقاء ساماراس مع رئيس وزراء مالطا موسكات، قال الأخير، إن بلاده تعرضت «للخذلان» من جانب الاتحاد الأوروبي، مضيفا في تصريحات صحافية: «كما تبدو الأمور، أصبح المتوسط مقبرة»، بالإشارة إلى استمرار مسلسل تحطم القوارب التي تحمل المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط.

وقال رئيس الوزراء اليوناني بعد اجتماع مع نظيره المالطي، إن اليونان هي البلد الأوروبي الوحيد التي فيها أعلى معدلات بطالة وأيضا أعلى نسبة هجرة غير شرعية، حيث يوجد في البلاد 1.5 مليون مهاجر أجنبي و1.5 مليون عاطل. وأضاف ساماراس أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة، وأثينا تسعى لتبني سياسة أوروبية مشتركة.

وكان ساماراس قد قام بزيارة سريعة إلى كل من مالطا وإيطاليا لإجراء مناقشات حول قضايا الهجرة، ورافقه خلال الزيارة وزير الأمن العام وحماية المواطن نيكوس ديندياس. وتأتي الزيارة في أعقاب غرق مئات المهاجرين في البحر المتوسط لدى محاولتهم الوصول إلى جنوب أوروبا، كما تناولت المشاورات تعزيز التعاون بين الدول الثلاث لمواجهة الهجرة غير الشرعية وتحقيق مزيد من التنسيق بين اليونان وإيطاليا على ضوء رئاستهما للاتحاد الأوروبي.