العريان.. من «حمل الإخوان» إلى «صقرهم»

جماعته تبرأت من تصريحاته.. وشارك في ثلاثة برلمانات قبل حلها

TT

كان ينظر لعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، الذي ألقت سلطات الأمن القبض عليه أمس، على أنه الوجه المسالم لـ«الإخوان» في الأوساط السياسية، والمفاوض السمح عندما تعصف الأزمات بين الجماعة وخصومها السياسيين. لكن هذا الوجه المسالم، الذي وصفه بعض المحللين سابقا بـ«حمل الإخوان»، تحول عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 ووصول الجماعة إلى السلطة، ليصبح «كبير صقور الجماعة» بعد إثارته عدة أزمات، خاصة مع الإعلاميين.

العريان (59 سنة) مسؤول المكتب السياسي لجماعة الإخوان خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، أثار جدلا كبيرا خلال الفترة الماضية بتصريحاته التي سببت إحراجا كبيرا للرئيس المعزول محمد مرسي، وكذلك حزبه (الحرية والعدالة) الذي اعتاد أن يتبرأ منها.

فعقب أشهر قليلة من تعيينه ضمن الهيئة الاستشارية للرئيس المعزول اضطر لتقديم استقالته بسبب آرائه المثيرة للجدل، ومنها دعوته يهود مصر للعودة مرة أخرى من إسرائيل. وقد بررت الرئاسة حينها قبول الاستقالة بأن «هناك صعوبة أن يجمع العريان بين عمله البرلماني واستشارته في الرئاسة».

كما اضطر الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة، لإعلان أن آراء العريان لا تعبر عن الحزب وإنما هي شخصية، رغم أنه نائب رئيس الحزب، بعد أن أساء لدولة الإمارات في عدة تصريحات.

ولد القيادي الإخواني في 28 أبريل (نيسان) 1954 بحي «ناهيا» في محافظة الجيزة، ودرس مجال الطب، حيث حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1977، وتخصص في أمراض الدم والتحاليل الطبية، وله معمل للتحايل بالجيزة.

وبالإضافة لتخصصه الطبي، وسع العريان دراسته في عدة مجالات، حيث حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1992، والإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر 1999، وليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 2000، كما نال إجازة التجويد في القرآن الكريم عام 2000 أيضا.

ويعد العريان عضوا مؤسسا بالحركة الإسلامية في الجامعات، حيث التحق بجماعة الإخوان عام 1974 وأسهم في تشكيل أول أسر إخوانية بمحافظة الجيزة، وفي الثمانينات أسهم في تدشين قسم الطلاب وقسم المهنيين واللجنة السياسية بالجماعة، كما تولى مسؤولية اتحاد الطلاب في جامعة القاهرة، وانتخب رئيسا للاتحاد العام لطلاب الجامعات المصرية، وفي عام 1986 انتخب عضوا في مجلس إدارة نقابة أطباء مصر، كما شغل منصب الأمين العام المساعد للنقابة.

انتخب العريان عضوا في مجلس الشعب (البرلمان) عام 1987، وهو المجلس الذي جرى حله. وبعد الثورة، رشحه «الإخوان» على رأس قائمتهم الانتخابية في مجلس الشعب ليفوز بالمقعد، لكن كابوس حل البرلمان لم يتخلَّ عنه، فأصدرت المحكمة الدستورية حكمها بعدم دستوريته، فاختاره الرئيس المعزول بين قائمة المعينين في مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان)، وأصبح رئيسا للأغلبية الإخوانية بالمجلس، حتى جرى حله عقب عزل مرسي في يوليو (تموز) الماضي.

اعتقل العريان بسبب نشاطه السياسي أكثر من مرة أولها عام 1981، كما حكم عليه بالحبس في محاكمة عسكرية استثنائية لمدة خمس سنوات من 1995 وحتى 2000 بسبب الانتماء لجماعة «محظورة». وفور اندلاع ثورة 25 يناير اعتقل العريان مع عدد من قيادات الجماعة، قبل أن ينجح في الهرب من سجن وادي النطرون بعد ثلاثة أيام خلال أحداث جمعة الغضب 28 يناير.

كان للعريان دور بارز في مظاهرات «الإخوان» عقب عزل مرسي، وخلال تلك الفترة نشر عدة فيديوهات حذر فيها من أن الشعب المصري لن يقف ساكتا في وجه ما سماه «تمردا عسكريا»، ودعا إلى ضرورة «عودة الشرعية: رئيسا، دستورا، مجلسا للشورى، حكومة».

وفور اعتقاله، كتب العريان - أو من يدير حسابه على الأرجح - أمس على موقع «فيس بوك»: «لا يشككنك في الوعد عدم وقوع الموعود، وإن تعين زمنه، لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك وإخمادا لنور سريرتك.. اطمئنوا وإلى لقاء».