اتحاد الطلبة الإيراني يوزع نسخا مجانية من لعبة كومبيوتر لمواجهة أميركا

اعتقال أربعة «لصوص نفايات الفولاذ» حاولوا اقتحام منشأة نووية

TT

في الوقت الذي يدور فيه صراع بين الغرب وإيران من أجل التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي، يبدو أن جبهة جديدة فتحت أمام الطرفين: ألعاب الفيديو. ويعتزم اتحاد طلاب إيراني توزيع نسخ مجانية من لعبة كومبيوتر تحمل اسم «طاقة إيران النووية» بين طلاب المدارس في البلاد.

وتحمل لعبة الكومبيوتر اسم «إنقاذ عالم نووي»، وهي من تصميم «اتحاد طلاب الجمعية الإسلامية» وستوزع أثناء احتفالات خاصة تقام الأسبوع المقبل بمناسبة مرور 34 عاما على الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران، وذلك وفقا لما نشرته وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية.

وصرح الأمين العام للاتحاد حامد سلاماتي قائلا: «تم التخلص من أخطاء برمجة لعبة الفيديو وسوف يوزع اتحاد طلاب الجمعية الإسلامية نسخا مجانية من الإصدار المحدث في المدارس».

ويأتي توزيع اللعبة في وقت تشهد إيران نقاشا داخليا حول كيفية التعاطي مع الملف النووي وسط المحادثات بين طهران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، حيث يطالب متشددون من عدم تقديم تنازلات ويعولون على دعم شعبي للضغط على الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وحكومته.

وتعد هذه أول لعبة كومبيوتر لها علاقة بالنشاط النووي الإيراني. وتتكون اللعبة ثلاثية الأبعاد من ثمانية مستويات، تحاكي محاولة إنقاذ عالمين نوويين إيرانيين خياليين هما الدكتور سعيد خوشا وزوجته مريم، اللذين اختطفهما الجيش الأميركي أثناء رحلتهما لزيارة الأماكن المقدسة في كربلاء في العراق ونقلهما إلى إسرائيل.

ومن أجل النجاح في إتمام اللعبة، يجب على اللاعبين الدخول إلى إسرائيل لإنقاذ الخبيرين النوويين، وقتل قوات أميركية وإسرائيلية، والاستحواذ على أجهزة الكومبيوتر المحمولة الخاصة بهم والتي تحتوي على معلومات سرية. وتم تقديم لعبة الفيديو النووية الإيرانية لأول مرة في عام 2007. كرد فعل على لعبة تحمل اسم «الهجوم على إيران» والتي صممتها شركة أميركية. وتقدم اللعبة الأميركية محاكاة لقوات خاصة أميركية تدمر منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم وسط إيران. وبعد الخطوة التي اتخذتها الشركة الأميركية، أعلن مبرمجو ألعاب فيديو إيرانيون أنهم سيصدرون قريبا لعبة باسم «الهجوم على تل أبيب» في خطوة انتقامية.

وصرح بهروز مينائي المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية لألعاب الكومبيوتر في إيران لوكالة فارس في ديسمبر (كانون الأول) 2012 بأن الكثير من مبرمجي ألعاب الكومبيوتر الإيرانيين أعربوا عن استعدادهم للمشاركة في ذلك المشروع.

والجدير بالذكر أن إيران أنفقت في الأعوام القليلة الماضية الكثير على ألعاب الفيديو والكومبيوتر، في جزء من سياساتها لـ«مقاومة» منتجات الترفيه الغربية التي تروج لأفكار غربية. وفي شهر أغسطس (آب)، أقامت إيران المعرض الدولي الثالث لألعاب الكومبيوتر. وقدم المعرض، الذي نظمته المؤسسة الوطنية لألعاب الكومبيوتر، مجموعة من ألعاب الكومبيوتر من تطوير شركات أجنبية وأحدث ما أنتجته 15 جامعة إيرانية في مختلف الأقسام.

واستضاف معرض طهران للألعاب عام 2012 أكثر من مليون زائر من بينهم لاعبون ومطورون وناشرون وفنانون ومتخصصون في التجارة الرقمية وغيرهم من الفئات الأخرى.

ومن جهة أخرى، ذكر وزير الاستخبارات الإيراني في تصريح أمس لوكالة «مهر» أن المعتقلين الأربعة المتهمين لقيامهم بعمليات تخريب ضد البرنامج النووي الإيراني، هم في الواقع «لصوص نفايات الفولاذ». وقال محمد علوي إن «هؤلاء الأشخاص الأربعة ليسوا مخربين لكنهم تسللوا إلى نطاق الموقع لسرقة نفايات الفولاذ التي كانت موجودة فيه لبيعها في السوق». وأضاف: «حفروا تحت الجدار الذي يبلغ ارتفاعه مترا ونصف المتر والمحيط بالموقع وقطعوا الأسلاك. وهم من قرية مجاورة وفعلوا الشيء نفسه في السابق». ولم يحدد الموقع المقصود.

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية علي أكبر صالحي «إذا كانت وزارة الاستخبارات تقول: إنهم لصوص فهم كذلك. لكنهم لصوص مهمون لأنهم حفروا في هذه الظروف، حفرة تحت الجدار الإسمنتي وحاولوا دخول الموقع». وأضاف في تصريحات نشرت على الموقع الإلكتروني لمجلس الشورى الإيراني «لكننا نقبل بما تقوله وزارة الاستخبارات لأننا قمنا بتسليمهم هؤلاء الأشخاص».

وفي بداية الشهر الجاري، أكد علي أكبر صالحي أن إيران اعتقلت أربعة «مخربين». وقال: «قبل فترة، اكتشفنا أنشطة تخريب قام بها عدد من الأشخاص في مركز نووي، وتركناهم يتابعون ما يقومون به حتى نحصل على مزيد من المعلومات. واعتقلناهم في الوقت المناسب والتحقيق معهم مستمر».

وتعلن إيران باستمرار اعتقال جواسيس مفترضين على علاقة بأجهزة استخبارات غربية أو إسرائيلية. وفي مايو (أيار) 2011. اعتقل 30 شخصا بتهمة الانضمام إلى شبكة كبيرة للتجسس والتخريب على صلة بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.