قلق في الأسواق العالمية من تخفيض قريب لـ«منشطات» المركزي الأميركي

تعودت على «جرعة شهرية» منه بـ85 مليار دولار

TT

تراجعت الأسهم الأوروبية أمس بعد أن اتخذ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) موقفا أكثر تشددا مما توقعته السوق مما يعزز فرص تقليص إجراءات التحفيز على نحو أسرع من التقديرات السابقة.

وأبقى مجلس الاحتياطي على خطته التحفيزية البالغة قيمتها 85 مليار دولار شهريا كما توقعت السوق على نطاق واسع لكنه لم يبد قلقا إزاء حالة الاقتصاد بالشكل الذي توقعه البعض حيث حذف من بيانه إشارة إلى شح أسواق المال.

وتراجعت الأسهم الأميركية قليلا بعد الإعلان الذي اعتبر دليلا على تزايد احتمالات بدء تخفيض برنامج مشتريات السندات الذي يصب في صالح الأسهم قبل مارس (آذار) وهو الموعد الذي كان متوقعا قبل اجتماع مجلس الاحتياطي.

وقال فرحان أحمد المتعامل في تريد - نكست «سنرى المتعاملين.. يبيعون لجني الأرباح» مضيفا أنه لن يعاود الشراء قبل أن تتراجع المؤشرات الرئيسة عشرة في المائة.

وقال «البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة وأوروبا تقول إن (الاقتصاد) ما زال يلعق جراحه لذا أريد تراجعا أكبر مما يتوقعه معظم الناس». وعززت تقارير الشركات النبرة السلبية في السوق بعد أن جاءت نتائج شركات ذات ثقل مثل «رويال داتش شل» للنفط و«لوريال» لمستحضرات التجميل دون التوقعات. وفي أنحاء أوروبا فتحت مؤشرات فايننشال تايمز 100 البريطاني وداكس الألماني وكاك 40 الفرنسي على انخفاض.

وحوم الدولار قرب أعلى مستوى في أسبوعين أمس إذ قلص بعض المستثمرين رهاناتهم على تراجع العملة الأميركية بعد أن أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي على برنامجه التحفيزي وعلى خياراته لتقليص شراء السندات.

وفي بيان أول من أمس أسقط مجلس الاحتياطي جملة تعبر عن القلق حيال ارتفاع تكاليف الاقتراض ولم ترد أي إشارة مباشرة لتوقف أنشطة الحكومة جزئيا في وقت سابق من الشهر الجاري.

واستقر مؤشر الدولار خلال اليوم عند 79.759 قرب ذروة 905.‏79 التي بلغها بعد إعلان قرارات مجلس الاحتياطي الليلة الماضية وهو أعلى مستوى للمؤشر منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول). كان المؤشر قد تعافى من أقل مستوى له في تسعة أشهر 998.‏78 الذي سجله يوم الجمعة.

ونزل اليورو 15.‏0 في المائة إلى 3713.‏1 دولار مبتعدا عن ذروة 3833.‏1 دولار التي سجلها الأسبوع الماضي. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية قال أرني لومان راسموسن رئيس وحدة أبحاث الصرف الأجنبي في دانسكي بنك «السوق كانت تتوقع قرارات مرنة نسبيا لاجتماع الاحتياطي الاتحادي لذا نرى بعض عمليات البيع لجني الأرباح». ونزل الدولار 2.‏0 في المائة إلى 26.‏98 ين إذ ساعد ضعف أسواق الأسهم العملة اليابانية التي تعتبر ملاذا أمنا. وصعد الدولار الأسترالي 25.‏0 في المائة إلى 9502.‏0 دولار أميركي بعد بيانات إسكان قوية على غير المتوقع مما يشير إلى أن أستراليا ربما لا تحتاج إلى مزيد من إجراءات التيسير النقدي.

واستقر الدولار النيوزيلندي عند 8262.‏0 دولار أميركي بعد أن أكد البنك المركزي أن من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة في العام المقبل.

في المقابل تراجع الذهب في التعاملات الآسيوية أمس رغم قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الإبقاء على إجراءاته للتحفيز الاقتصادي مع إقبال المستثمرين على البيع لجني أرباح في أعقاب صعود قوي للأسعار مؤخرا.

وأثناء انتظار الأسواق قرار البنك المركزي الأميركي قفز المعدن النفيس نحو 8 في المائة منذ أن سجل أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر في 15 أكتوبر وهو ما أدى إلى تصحيح للأسعار الأربعاء بعد أن جاء بيان البنك متماشيا مع التوقعات. وتضرر الذهب أيضا من هبوط حاد للفضة وسط مبيعات لأسباب فنية وصعود الدولار الأميركي. وانخفض سعر الذهب للبيع النقدي 3.‏0 في المائة إلى 71.‏1337 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل في وقت سابق مستوى أكثر انخفاضا بلغ 09ر1335 دولار.

وتراجعت العقود الآجلة للذهب في سوق كومكس بنيويورك 84.‏0 في المائة إلى 9ر1337 دولار للأوقية بينما هبطت الفضة 56.‏2 في المائة إلى 39ر22 دولار للأوقية.