«النشيد الوطني» يثير جدلا في الأوساط السياسية والشعبية في كردستان العراق

مطالبات «إسلامية».. وأخرى بتغييره وأخرى بتثبيته قانونيا

TT

أثار رفض نواب من قائمة الجماعة الإسلامية القيام للنشيد الكردي «ئه ي ره قيب» (أيها الرقيب) في الجلسة الافتتاحية لبرلمان إقليم كردستان الجديد الأربعاء الماضي جدلا واسعا في الأوساط السياسية ومنظمات المجتمع المدني في إقليم كردستان، إذ طالب بعض الناشطين بتثبيته بقانون يضمن تعريفه كنشيد وطني للإقليم بينما طالب نشطاء آخرون وقوى سياسية، خاصة «الإسلامية» منها بتغييره بدعوى أنه لا يمثل كافة مكونات الإقليم ويحتوي مفردات «لا تتناسب» وتعاليم الدين الإسلامي.

وقد كان هذا النشيد كتب من قبل الشاعر الكردي يونس ملا رؤوف المعروف باسم «دلدار» أثناء وجوده في أحد المعتقلات في إيران عام 1938. ولحّنها حسين البرزنجي. وفيه يخاطب الشاعر حارس السجن ويتحداه قائلا: «لا تقولوا إن الكرد ماتوا، الكرد أحياء ولن ينتكس علمهم». واتخذت هذه القصيدة نشيدا وطنيا لـ«جمهورية مهاباد» الكردية التي أعلنت في شمال غربي إيران واستمرت 11 شهرا.

سوران عمر، عضو البرلمان الكردستاني عن قائمة الاتحاد الإسلامي الكردستاني، قال: إنه لا يعتبر نشيد «ئه ي ره قيب» نشيدا وطنيا «كونه لا يعبر عن بقية الأديان الموجودة في إقليم كردستان ولا فيه أي تعابير عن القوميات المتعايشة في الإقليم»، مؤكدا أن قائمته «ستقدم مشروع قانون لنشيد وطني شامل يذكر فيه جميع القوميات والأديان المتعايشة في الإقليم». كما بين لـ«الشرق الأوسط» أن النشيد يتضمن أيضا «كفرا» بالدين الإسلامي كونه يتضمن عبارة «ديننا إيماننا هو الوطن»، مطالبا الجهات المسؤولة بالتفكير في نشيد لا يجرح مشاعر الأغلبية المسلمة في الإقليم.

وزارة الأوقاف في حكومة إقليم كردستان أكدت على أن هذا النشيد الذي يعبر عن نضال شعب كردستان لا بد أن يحترم ولا بد أن يلتزم الجميع بالنهوض له في أي مناسبة رسمية أو أي اجتماع سياسي. وفي تصريحات سابقة، أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة الإقليم، كامل الحاج علي، وهو قيادي في الحركة الإسلامية الكردستانية، أنه يعتز بهذا النشيد. وفي السياق نفسه، قال مريوان نقشبندي، مدير الإعلام في الوزارة، لـ«الشرق الأوسط» بأن «أهم جزء من عملنا هو الإشراف على الأنشطة الدينية في الإقليم ومن واجبنا أيضا حث الجميع على احترام المقدسات الدينية والوطنية ونعتبر نشيد (ئه ي ره قيب) أحد المقدسات الوطنية وقد طلبنا من لجة الفتاوى في اتحاد علماء الدين الإسلامي في الإقليم والبرلمان الجديد تثبيت هذا النشيد أو غيره بشكل قانوني كما نطالبهم أيضا أن يحثوا كافة الأطراف من أعضاء البرلمان كممثلين للشعب وصولا لأصغر فرد في صفوف شعب كردستان العراق على احترام هذه النشيد وعدم المساس به».

أما اتحاد علماء الدين الإسلامي في الإقليم فقد أكد وعلى لسان رئيسه الشيخ عبد الله كرتكي في تصريح «الشرق الأوسط» استعداده لأن يجتمع مع عدد من علماء اللغة والخبراء في تفسير الشعر كون النشيد الذي يقول في أحد أبياته (ديننا إيماننا هو الوطن) هو تعبير أدبي وسيكون لهم قرار موحد حول هذا الشأن». وبين رئيس الاتحاد أنه لم يتلق بعد طلب وزارة الأوقاف بشأن تثبيت النشيد، مشددا على أن الدين الإسلامي «كان دوما يحترم المقدسات القومية والوطنية والدينية لأية جماعة قومية كانت أم دينية حتى ولو لم تكن مسلمة».