احتفلت إذاعة «صوت الخليج» القطرية طيلة الأيام الماضية بعودة الفنانة السعودية ابتسام لطفي، وتابع محمد المرزوقي مدير الإذاعة في الأسابيع الماضية جميع الترتيبات اللازمة لعودة ابتسام لطفي إلى الساحة بصورة تليق بتاريخها الفني الكبير، واتفق مع الفنان عبادي الجوهر وعلي عبد الكريم وطلال سلامة على الحضور إلى الدوحة وتقديم جلسة غنائية إذاعية يقدمون من خلالها الأعمال السعودية الشهيرة، حيث غنى الجميع مع صوت ابتسام العذب في حلقة ستبث لاحقا عبر أثير الإذاعة.
ولم يخف الفنان السعودي علي عبد الكريم إعجابه بالفنانة ابتسام لطفي وقال لها أثناء الجلسة: «حين كنت صغيرا، كنت أحاول معرفة أين حفلاتك لحضورها»، مؤكدا إعجابه وتأثره بها.
فيما أجرت الإذاعة حوارا معها في برنامج سهرة خاصة في أولى حلقات دورته الجديدة على مدى ساعتين انهالت خلالهما مداخلات الفنانين واتصالات المستمعين عبر هاتف البرنامج، وكذلك عبر وسائل التواصل الأخرى، مما جعل من الحلقة مساحة للاحتفاء بعودة الفنانة الكبيرة بعد غياب زاد على ربع قرن، ووجهت الفنانة الكبيرة شكرها لـ«صوت الخليج» على أنها البوابة التي كانت من خلالها تلك العودة.
في البداية أعربت ابتسام لطفي عن حبها الشديد لقطر، مؤكدة على أن قصيدة «المجد والنور» التي غنتها لقطر في دورة الخليج الرابعة هزتها من الأعماق، كما شكرت إذاعة «صوت الخليج» على بادرتها الطيبة باختيارها بالذات لكي تعود إلى الغناء.
وعن سبب ابتعادها عن عالم الغناء قالت: «وفاة والدتي كانت السبب لأنها هي التي ساعدتني على تخطي كل الصعاب وشجعتني ولم تعاملني كفنانة فقط، بل كطفلة أيضا، كذلك هي التي اكتشفت موهبتي لكنني بقيت أدرب صوتي طوال الوقت بترديد أغاني أم كلثوم، ولكن بطريقتي أنا التي قال لي عنها أحمد رامي لا أحد يغني لأم كلثوم مثلك». وعند سؤالها عن براعتها في غناء المجس ومن هو الفنان الذي أبدع فيه قالت: «المجس ليس فيه رجالي ونسائي، والفنان الذي برع فيه هو طلال مداح».
أما عن تجربتها مع السنباطي فقالت: «لقد تعاقد السنباطي مع (إذاعة القاهرة) وبواسطة الأستاذ الراحل طاهر الزمخشري كي يلحن لي بمبلغ 6 آلاف جنيه مصري، وذلك في السبعينات، لكنه حين سمعني اعتذر مني وتنازل عن أجره وقال لي هذا اللحن هدية لك».
وعن سبب غنائها «يا حبيبي آنستنا» بعد أن غناها محمد عبده قالت: «لقد كنت في تونس وبالصدفة كان الرئيس بورقيبة عائدا من السفر، وطلبوا مني أن أغنيها بهذه المناسبة فغنيتها بعد أن كلمت محمد عبده ووافق». ثم أضافت قائلة: «لا أنكر وجود محمد عبده في حياتي كأستاذ».
ردت ابتسام لطفي حين سئلت أين وجدت نفسك في الغناء أكثر؛ في القصائد الفصيحة أم في الغناء الفولكلوري؟ بأنها وجدت نفسها في غناء الشعر الفصيح لأنها تعشقه وتكتبه أيضا. توالت مداخلات الفنانين والشعراء مرحبين بعودة ابتسام لطفي إلى عالم الغناء.
في مداخلتها رحبت الشاعرة ثريا قابل بالعودة واعدة بكتابة أغنية جديدة للفنانة، أما الملحن جميل محمود فقال في مداخلته: «إن ابتسام لطفي أعظم صوت في العالم العربي»، مؤكدا على أنه يقول ذلك كفنان سيحاسبه التاريخ على كلامه، ذاكرا أنه لحن أغنية خصيصا لابتسام لطفي من كلمات إبراهيم خفاجي. كانت هناك مداخلة من الفنان أحمد الجميري من البحرين والفنان عبادي الجوهر من السعودية والفنان غازي علي والفنان إبراهيم الصولة من الكويت كلهم أجمعوا على الترحيب بحرارة بعودة الفنانة وعلى توجيه الشكر لإذاعة «صوت الخليج» على البادرة.
يذكر أن الفنانة السعودية ابتسام لطفي، كفيفة البصر، اشتهرت في السبعينات الميلادية حين كانت تغني في مدينة جدة، وكان لها صوت شبيه بصوت أسمهان، وقد اشتهرت في فترة السبعينات والثمانينات حتى أصبحت من أشهر المطربات العربيات واعتزلت أواخر الثمانينات.