بري يلتقي خامنئي ولاريجاني في طهران ويصف اتفاق جنيف النووي بـ«صفقة العصر»

رئيس البرلمان اللبناني طالب المسؤولين الإيرانيين بتتويج عملهم بالسعي لتوافقات داخلية عربية من خلال دعم المقاومة

TT

وصف رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري من طهران أمس، الاتفاق النووي بين إيران ودول الغرب بأنه «صفقة العصر»، وقال: إن ما حصل «فرصة مهمة جدا والجمهورية الإسلامية الإيرانية استطاعت بصبرها وشجاعتها وتعبها وحنكتها وقوتها وصمودها أن تصل إلى ما وصلت إليه».

وشدد بري، الذي استهل زيارة رسمية إلى طهران أمس بلقاء مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، على ضرورة «تتويج هذا الصبر وهذا الإنجاز في ميدان آخر هو ميدان التوافقات الداخلية لما تضج به منطقتنا وخصوصا في سوريا، وفي العلاقات العربية بما يعود عليها بالود والخير». وأكد بري، الذي شملت لقاءاته الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: «الحرص فيما يتعلق بلبنان على المصالحة اللبنانية - اللبنانية، وفيما يتعلق بسوريا على المصالحة السورية - السورية، وفيما يتعلق بفلسطين على المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، ولكن دائما من منطلق دعم المقاومة»، وعد «الاتفاق النووي بين إيران والقوى الدولية يسمح لطهران بالعمل ضمن كل هذه الميادين».

وتأتي زيارة بري إلى إيران تلبية لدعوة رسمية من لاريجاني، وكان موعدها مقررا قبل تفجيري السفارة الإيرانية الانتحاريين في بيروت، قبل أسبوع. وقال بري من طهران إن «التفجير كان موضع استنكار من كل الجهات والطوائف والفئات اللبنانية من دون استثناء»، لافتا إلى أنه «حصل من إرهابيين ينتميان إلى تنظيم القاعدة وتم التعرف إليهما، أحدهما لبناني والآخر فلسطيني الأصل». وأوضح بري أنه بحث مع خامنئي «في كل المواضيع المشتركة والعمل البرلماني المشترك، إضافة إلى المسائل السياسية الساخنة»، في حين عرض مع الرئيس الإيراني «الأوضاع الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي، والاتفاق الإيراني - الغربي حول الملف النووي».

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، عن روحاني تمنياته بأن تساهم زيارة بري «في تعزيز العلاقات بين البلدين»، وتوجه إلى ضيفه بالقول: «إن حضوركم اليوم هو حضور مميز، ونحن نكن للبنان احتراما ومودة خاصة، ونأمل في تطور علاقاتنا».

وفي مجلس الشورى، التقى بري والوفد النيابي المرافق لاريجاني، الذي أشاد بدور بري «المميز في لبنان على صعيد إدارة الظروف الحساسة جدا على الساحة اللبنانية بشكل دقيق ومتقن»، مشيرا إلى أن اللقاء الأول مع لاريجاني «هو أبلغ دليل على أهمية المكانة المرموقة التي تتبوأونها».

وأعرب لاريجاني عن دهشته «لقلق البعض في المنطقة من الاتفاق النووي الإيراني – الغربي»، وقال: «مفاوضات إيران مع دول الـ5+1 يجب ألا تبعث على القلق لأنها لم تشكل أبدا أي مشكلة للبلدان العربية».

وفي مؤتمر صحافي إثر اللقاء مع بري، اعتبر لاريجاني أن «لبنان هو بلد صديق وشقيق للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغم صغر مساحته، شاهدنا منه أمارات التألق في مجالات المقاومة»، مشيرا إلى أن «الزيارة جاءت في توقيت مناسب، إذ أن أبناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية سعداء جدا من مسار ملفات عدة، ولا سيما فيما خص البرنامج النووي». وذكر أن «المحادثات كانت بناءة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، وكانت وجهات النظر متقاربة جدا لجهة تعزيز طاقات المقاومة والتعاون على مستوى المنطقة».

وأثنى لاريجاني على رؤية بري للدور الإيراني، لافتا إلى أنه «لإيران رؤية تقوم على أساس إرساء دعائم الصداقة والود بينها وبين البلدان العربية والإسلامية»، لافتا إلى أن «البعض يريد خلق اختلافات بين إيران وهذه الدول، وعلينا أن نستغل هذا الوقت كي يكون لدينا تفهم صحيح للقضايا التي تنتاب المنطقة برمتها». وتابع: «لدينا إمكانات كثيرة متاحة لكي ننعم بعلاقات متينة ومستدامة، ولا نسمح بأن يتغلغل الآخرون في مثل هذه العلاقات الوطيدة، وإيران تفتح أحضانها لمثل هذه العلاقات بصدر رحب».

من جهة أخرى، رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيان رسمي، باتفاق جنيف بشأن البرنامج النووي الإيراني. واعتبرت أنه «يشكل خطوة إيجابية ومتقدمة من أجل التوصل إلى اتفاق دائم، عبر المفاوضات التي أثبتت أنها الوسيلة الأمثل لإنهاء الأزمات السياسية خصوصا في منطقة الشرق الأوسط».

وفي إطار التحقيقات باستهداف السفارة الإيرانية ببيروت، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مروان شربل أمس، بعد تعزيته السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي في مقر السفارة، أن «التحقيقات تتقدم بشكل إيجابي، والأجهزة الأمنية ناشطة، ونحن نضع السفير الإيراني في أجواء كل جديد»، مؤكدا «التنسيق بين الأجهزة الأمنية».

وقال شربل إن «الأجهزة الأمنية هي في تصرف السفارة الإيرانية والسفير، والاعتداء على دولة إيران في هذه السفارة مستنكر»، لافتا إلى أنه «مزج دماء اللبنانيين والإيرانيين والسوريين والأجانب، ونتمنى ألا يتكرر».

واعتبر شربل أنه «من غير المقبول القول بأن هناك بيئة حاضنة للانتحاريين، فما حصل لا يحتاج إلى هكذا بيئة. هناك حوادث وحروب حولنا، وهناك من يغرر بالأشخاص لتنفيذ العمليات. وقد سمعت أهل الانتحاريين الذين رفضوا هذا العمل». من جهته، قال آبادي: «نقدر هذه اللفتة، ونشكر الأجهزة الأمنية على الجهود التي تبذلها للوصول إلى رأس الخيط لهذين الانتحاريين اللذين قاما بقتل مجموعة من الأبرياء. تحدثنا في التفاصيل، والتنسيق والتعاون مستمر بين الجانبين الإيراني واللبناني».