حزب العمال التونسي يتهم «النهضة» بالاعتداء على مقره

لجنة الدفاع عن القيادي الليبي عبد الحكيم بلحاج تنفي التهم الموجهة له بالتورط في اغتيالات سياسية في تونس

TT

اتهم حزب العمال التونسي حركة النهضة بالاعتداء على مقره الرئيسي أمس، وقال عبد المؤمن بلعانس نائب الأمين العام للحزب، إن شبانا اعتدوا على مقر الحزب ليلة أول من أمس بأنهم «مدفوعو الأجر من قبل حركة النهضة والأطراف الحاكمة». كما أشار إلى تعرض عنصرين من المنتمين إلى الحزب لإصابات خطيرة أثناء دفاعهم عن مقر حزب العمال وقال: إن أحدهم يرقد في العناية المركزة بعد إصابته بسكين.

من جهتها نفت «النهضة» نفيا قاطعا اتهامات حزب العمال (الحزب اليساري المعارض الذي تأسس بعد الثورة) بالاعتداء على مقر الحزب ليلة الجمعة. وقال فيصل نصر القيادي في الحركة لـ«الشرق الأوسط» بأن الاتهام مجانب للحقيقة ويفتقد إلى أدنى مستويات الالتزام الأخلاقي والسياسي وأنه بمثابة التجني الواضح على الحركة.

ونفى عن حركة النهضة اللجوء إلى العنف وقال: إن الحركة هي التي تعرضت إلى العنف في قفصة وقبل ذلك في باجة وفي سيدي بوزيد من قبل «متطرفين متأدلجين ومتحزبين».

وفي سياق منفصل، نفت مجموعة من المحامين الليبيين التهمة الموجهة لعبد الحكيم بلحاج القائد العسكري، رئيس حزب الوطن الليبي بالمشاركة في أعمال إرهابية في تونس من بينها جريمة اغتيال السياسي اليساري شكري بلعيد. وقال المحامي التونسي فيصل بن جعفر رئيس لجنة الدفاع عن بلحاج، بأن قضية سترفع ضد التونسي الطيب العقيلي عضو لجنة الكشف عن حقيقة اغتيال شكري بلعيد، بعد اتهامه القيادي الليبي بالتنسيق مع قيادات تونسية لتنفيذ اغتيالات سياسية في تونس.

وحضر ثلاثة محامين من ليبيا ضمن لجنة الدفاع عن عبد الحكيم بلحاج وقيادات حزب الوطن الليبي، وانضم إليهم أربعة أعضاء من تونس وقالوا في ندوة صحافية عقدت أمس بالعاصمة التونسية، بأنه على وزارة الداخلية التونسية تقديم توضيحات حول الدخول السري لعبد الحكيم بلحاج إلى تونس ومقابلته قيادات من حركة النهضة قبل شهرين من اغتيال بلعيد. وأشار المحامون أيضا إلى أن اللجنة التي حلت بتونس «ليست للدفاع عن بلحاج بقدر ما تسعى إلى مساعدة أسرة شكري بلعيد على كشف الحقائق والوصول إلى الجناة».

وكان التونسي الطيب العقيلي عضو لجنة كشف الحقائق في اغتيال شكري بلعيد، قد اتهم في ندوة صحافية قيادات من حركة النهضة بالتنسيق مع القيادي الليبي عبد الحكيم بلحاج لتنفيذ اغتيالات سياسية في تونس، وذلك على أثر زيارة بلحاج إلى تونس للتداوي قبل شهرين من اغتيال شكري بلعيد في السادس من فبراير (شباط) 2013.

ومن جهته قال رمزي بالطيبي أحد أعضاء لجنة الدفاع، بأن بلحاج حل بتونس لإجراء عملية جراحية ولم يكن يدعي العلاج كما اتهمته أطراف سياسية تونسية. وأضاف أن بلحاج لم تزره قيادات حركة النهضة فقط خلال فترة العلاج في إشارة إلى حمادي الجبالي وسمير ديلو، بل تلقى زيارة مجاملة من الجنرال رشيد عمار ومن كمال مرجان رئيس حزب المبادرة وآخر وزير خارجية في نظام بن علي وحافظ قائد السبسي ابن رئيس حركة نداء تونس إلى جانب شخصيات سياسية أخرى.

ونفى بالطيبي علاقة عبد الحكيم بلحاج بتنظيم القاعدة وقال: إن مزاعم تكليف أشخاص لتنفيذ عمليات اغتيال في تونس لا أساس لها من الصحة. وقال: إنه ليس من صالح أي طرف تصدير الأزمة السياسية الحالية في تونس إلى ليبيا.

من جانبه تساءل محمد سالم دراه وهو محام ليبي وعضو بلجنة الدفاع، عن سر صمت وزارة الداخلية التونسية رغم وجود أدلة واضحة عن دخول عبد الحكيم بلحاج إلى تونس في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2012 بجواز سفر لا يزال صالحا إلى غاية سنة 2015 ويحمل الأختام الديوانية القانونية. وقال سالم بأن لجنة الدفاع عن عبد الحكيم بلحاج راسلت سفارة تونس بليبيا وطلبت منها تفاصيل من وزارة الداخلية التونسية عن حقيقة دخول بلحاج، ولكن أعلمت السفارة قبل يومين فريق الدفاع أنها لا تزال تنتظر الرد من الداخلية التونسية.

وقال جبريل الزوي القيادي في حزب الوطن الليبي لـ«الشرق الأوسط» بأن لجنة الدفاع عن عبد الحكيم بلحاج هدفها المساعدة على كشف الحقيقة حول اغتيال شكري بلعيد حتى لا يقع تعويم القضية وإخراجها عن مسارها. وأضاف أن من بث إشاعة مشاركة بلحاج في جريمة اغتيال بلعيد كان هدفه إخفاء الحقيقة وخلط الأوراق. ونفى الزوي وجود تداعيات لمثل هذا الملف على العلاقات التونسية الليبية، وقال: إن ليبيا حريصة على الأمن والاستقرار في تونس وليس من صالحها زعزعة الأوضاع الأخوية بين البلدين.

وبشأن ما قدمه فريق الكشف عن حقيقة اغتيال الفقيد شكري بلعيد وتهمة مشاركة بلحاج في التخطيط للعملية، قال الزوي بأن التونسي الطيب العقيلي الذي كان وراء المعلومات المتعلقة بدخول عبد الحكيم بلحاج إلى تونس، لم تكن لديه المعلومات الكافية حول الوضع السياسي في ليبيا. وأشار إلى أن العقيلي قرب بين شخصيات لا يمكنها أن تتقارب على غرار جمعه بين عبد الحكيم بلحاج وسالم الواعر وهو عقيد سابق في الجيش الليبي ومطلوب لدى القضاء على حد قوله.

ودافع أعضاء اللجنة عن عبد الحكيم بلحاج مؤسس الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا وقالوا: إن تلك الجماعة لم تصنف ضمن الجماعات الإرهابية، ونفوا تهمة الإرهاب عنه وقالوا: إنه «أدار ظهره للكفاح المسلح، وقدم نفسه لأول انتخابات حرة في ليبيا لإيمانه الراسخ بالمناخ الديمقراطي الجديد». كما ذكروا بمغادرة بلحاج العاصمة الأفغانية «كابل» قبل تأسيس تنظيم القاعدة على أثر خلاف جد مع أسامة بن لادن قائد التنظيم وقالوا: إن «الجهادي التائب» أصبح اليوم محاورا أساسيا للقنصليات الأجنبية الداعمة للاستقرار في ليبيا.