اشتباكات طائفية في مصر تخلف قتلى وجرحى.. وحرق خمسة منازل للأقباط

نشطاء مسيحيون حذروا من تصاعد الصدام وطالبوا الحكومة بسرعة التحرك

TT

خلفت اشتباكات طائفية بين مسلمين ومسيحيين في مصر، أمس، قتلى وجرحى، وسط إدانات واسعة للأحداث، فيما طالب نشطاء مسيحيون الحكومة بسرعة التدخل لفرض الأمن وحماية الأقباط.

وأطلت الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين لأول مرة بقوة بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) وعزل الرئيس محمد مرسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، حيث شهدت محافظة المنيا في صعيد مصر مساء أول من أمس، اشتباكات طائفية في قريتين أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 35 آخرين، بحسب إحصائيات وزارة الصحة المصرية، فيما قال مصدر كنسي في المنيا لـ«الشرق الأوسط»، إن «المسلمين أحرقوا 50 منزلا للأقباط».

ففي قرية البدرمان التابعة لمركز دير مواس (جنوب المنيا)، قتل مواطن مسلم وأصيب ستة آخرون في اشتباكات دامية بين المسلمين والأقباط بالقرية. وقال شهود عيان في القرية إن «الاشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الآلية بسبب زعم وجود علاقة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة».

وبينما أفاد مسؤولون محليون في اتصال مع «الشرق الأوسط»، بأن مفاوضات بدأت من قبل القيادات الأمنية والشعبية لاستعادة الهدوء مرة أخرى وإقناع الشباب من الجانبين باتباع السبل القانونية في التعامل مع الأمر. قالت مصادر أمنية إن «التحريات الأولية أكدت أن فتاة مسلمة تربطها علاقة عاطفية بشاب قبطي، يعمل تاجر قماش متجول، حيث اصطحبها وشقيقه من المنيا إلى القاهرة، وتمكن أحد أبناء القرية من إعادتها إلى أهلها بالقرية بعد مشاهدتها بمنطقة مسطرد (شرق القاهرة). وتابعت المصادر الأمنية أنه «عقب عودة الفتاة للقرية وانتشار شائعة اختطافها، اشتبك مسلمو وأقباط القرية، مما أسفر عن الأحداث الدموية».

وعلى الفور قامت أجهزة الأمن بالقبض على مسيحيين متهمين بإطلاق الرصاص، كما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفرقة المتظاهرين، وتم إخطار النيابة.

وقالت الناشطة الحقوقية داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية في القاهرة، إن «مواطنين بالقرية أبلغوا المركز تليفونيا، بأن هناك استهدافا لمنازل الأقباط وحرقها داخل القرية من جانب بعض الإسلاميين المتشددين بعد صلاة الجمعة أمس».

في سياق آخر، وقعت اشتباكات أمس، بين قريتي الحوارتة ونزلة عبيد المجاورة لها جنوب محافظة المنيا، أسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة 20 آخرين.

وقال شهود عيان من أهالي القريتين، إنه سمع دوي أعيرة نارية تم إطلاقها ما بين قريتي «الحوارتة» التي أكثر سكانها مسلمون، و«نزلة عبيد» التي يسكنها المسيحيون، وإن «خلافا وقع بين قبطيين من «نزلة عبيد»، ومسلم من قرية «الحوارتة»، بسبب قطعة أرض.

وأضافت مطرانية المنيا في بيان لها أمس، أن «النزاع بين الطرفين تطور أمس، وتجمع عدد كبير من أنصارهم، وانضم إلى المسلمين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، وأطلقوا الرصاص على المسيحيين، فقتلوا على الفور شابا مسيحيا «27 عاما» وأصابوا نحو عشرين شخصا كلهم من المسيحيين.