* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «اللحظتان الجوهريتان: الدخول والخروج»، المنشور بتاريخ 28 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أقول: كتبت شيري بريمان، أستاذة العلوم السياسية في مجلة الشؤون الخارجية، عن الربيع العربي أن التاريخ يخبرنا بأن المجتمعات لا يمكنها التغلب على مشاكلها إلا بمواجهتها بصورة حازمة، فالقضاء على الأنظمة المتسلطة التي تحكم لفترات طويلة ليس نهاية العملية الديمقراطية بل بدايتها، حتى المحاولات الديمقراطية الفاشلة تكون مراحل ضرورية في التطور السياسي للدول، فهي مراحل للقضاء على المواريث غير الديمقراطية سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اقتصادية، وكثير من المحللين الآن يرون أن ديمقراطيات مستقرة في هذه الدول أمر مستبعد مع وجود هذه الأحداث والمشاكل، ولكن في الوقت نفسه فإن أحداثا عنيفة ومأساوية كالثورة الفرنسية، وانهيار الديمقراطيات في إيطاليا وألمانيا فيما بين الحربين العالمتين، والحرب الأهلية الأميركية، لم تكن دليلا على أن هذه الدول لا يمكنها أن تنشئ ديمقراطيات ليبرالية، فهي مكونات أساسية في عملية أدت إلى نتائج «معروفة». ويبقى السؤال: هل تجربة هذه الدول يمكن مقارنتها بالدول العربية؟ طبعا مع وجود بعض الفوارق بين هذه الدول في نواح عديدة.
يوسف محمد صديق - أميركا [email protected]