«الائتلاف» يشكل لجنة طوارئ لإغاثة المهجرين من القلمون إلى لبنان

مفوضية اللاجئين: 20 ألف سوري وصلوا إلى عرسال خلال أسبوعين

TT

شكل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» لجنة طوارئ لمتابعة ومعالجة الوضع الميداني في لبنان، وتحديدا أوضاع اللاجئين السوريين الهاربين من منطقة القلمون المحاذية للحدود اللبنانية التي تشهد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات المعارضة السورية منذ منتصف الشهر الماضي.

ويترأس اللجنة التي اتخذ القرار بتشكيلها تحت ضغط تهجير السوريين إلى لبنان، إثر بدء معارك القلمون، المعارض العلوي بسام يوسف، فيما تضم في عضويتها كلا من عليا منصور وسليم الخطيب. وتتولى اللجنة بحسب القرار، الذي نشر نصه أمس، موقع «زمان الوصل» المقرب من المعارضة، «كل المهام المتصلة بعملها من استلام وتوضيب وتسليم الإعانات وتوزيعها على المهجرين وتأمين احتياجاتهم الملحّة من سكن وتعليم وصحة وغذاء وفق خطة مرسومة تضعها اللجنة بناء على المعطيات الواقعية وبالاستناد إلى الاحتياجات والإمكانيات المتاحة»، على أن تتعاون مع «الجهات الداعمة اللبنانية والعربية والأجنبية الراغبة في تقديم الدعم لأهلنا السوريين في لبنان».

وبحسب التقرير الأخير الصادر مساء أول من أمس عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد السوريين الفارين من معارك القلمون الذين وصلوا إلى عرسال منذ منتصف الشهر الماضي 20 ألف لاجئ، أي ما يعادل 3400 عائلة خلال أسبوعين، ليضافوا إلى عشرين ألف لاجئ يقيمون في البلدة ووصلوا في فترات سابقة هربا من الصراع الدائر في مناطقهم. ويبلغ عدد القاطنين في الوقت الراهن في بلدة عرسال الحدودية، شرق لبنان، من لبنانيين (35 ألفا) ولاجئين سوريين، أكثر من 75 ألف شخص. وبحسب المفوضية، فإن غالبية الفارين من معارك القلمون وجدوا مأوى في عرسال، في حين توزع الباقون على قرى الفاكهة والعين وشعث وراس بعلبك المجاورة.

ومن المقرر أن تتولى اللجنة المنبثقة عن الائتلاف إصدار تقارير وبيانات يومية، على أن تتخذ لها مقرا في مكتب هيئة تنسيق الدعم في لبنان، مع إمكانية استعانتها بناشطين ميدانيين لدعم خططها وتنفيذها، وفق قرار الائتلاف، الذي أشار أيضا إلى تقرير يومي ينبغي أن تعده اللجنة وترسله إلى منسق حملة الدعم والإغاثة في لبنان، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف، فايز سارة.

وفي إطار دعم المقيمين في عرسال، افتتحت الجماعة الإسلامية مستشفى الرحمة الميداني بتمويل من هيئة الإغاثة في دولة الكويت. وقال ممثل الهيئة وليد العنجري إنه «بعد التهجير في قرى سوريا قررنا إنشاء هذا المستشفى ودعمه ليستقبل عشرات بل المئات الجرحى من الإخوة السوريين وأهالي عرسال الذين احتضنوا النازحين»، في حين أثنى الشيخ يحيى البريدي باسم «الجماعة الإسلامية» على «أهمية هذا الصرح الصحي».

وخلال الشهر الماضي، رصدت المفوضية وصول 41 ألف لاجئ سوري إلى لبنان، بينهم 900 قدموا من بلدة بيت جن السورية إلى قرية شبعا، جنوب لبنان. وذكرت المفوضية أن غالبية الوافدين حديثا إلى عرسال استضيفوا في المساجد والقاعات وتجمعات الخيم، لافتة إلى أن وكالات الإغاثة تعمل على مدار الساعة لتأمين لتجهيز أماكن إقامتهم بالبنى التحتية الذاتية من ماء شرب وحمامات وصرف صحي.

وتقيم نحو مائة عائلة لاجئة في مخيم استقبال مؤقت في عرسال، في وقت تتواصل فيه وكالات الإغاثة مع السلطات اللبنانية من أجل الحصول على إذن لإقامة مخيم استقبال جديد يتسع لنحو 100 عائلة.

يذكر أنه وفق إحصاءات مفوضية اللاجئين، وصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين في بلدان المنطقة إلى مليونين و64 ألف لاجئ، يقيم أكثر من 600 ألف منهم في الأردن في حين يستضيف لبنان 832 ألف لاجئ، ينتظر 73 ألفا منهم التسجيل، علما بأن تقديرات الحكومة اللبنانية تفيد بتخطي عدد السوريين عتبة 1.1 مليون لاجئ.

وطلبت منظمات الإغاثة في نداء التمويل الأخير إلى الدول المانحة في يونيو (حزيران) الماضي، الحصول على 1.7 مليار دولار أميركي من أجل إغاثة اللاجئين السوريين، وتلقت منهم حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي 626 مليون دولار أي ما يعادل 38% من المبلغ المطلوب. وأنفقت المفوضية منذ بداية العام الحالي، وفق ما أعلنه مفوض اللاجئين انطونيو غوتيريس من لبنان قبل يومين، نحو 850 مليون دولار، لتوفير الحماية والدعم للاجئين السوريين في كافة بلدان المنطقة.