مصادر تركية تؤكد الاتفاق مع إقليم كردستان على تصدير النفط

بغداد توقف الرحلات الجوية الخاصة بين أنقرة وأربيل

شاحنات تحمل نفط كردستان تنتظر استكمال الإجراءات عند معبر حدودي مع تركيا (رويترز)
TT

في حين أكدت مصادر تركية توقيع اتفاقات نفطية بين حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة التركية الأسبوع الماضي تتيح للإقليم تصدير نفطه وغازه مباشرة عبر تركيا، أعلنت الحكومة العراقية إيقاف الرحلات الجوية بين تركيا وإقليم كردستان دون ذكر الأسباب. تلار فائق، المدير العام لمطار أربيل الدولي، أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «الرحلات الجوية التي جرى إيقافها هي للطائرات الخاصة فقط ولا تشمل الرحلات العادية». وأضافت تلار فائق، أن مطار أربيل الدولي «لم يبلغ رسميا بهذا القرار»، مشيرة إلى أنه «كان من المفترض أن تصل إلى أربيل حالة طبية خاصة من تركيا مساء أمس (الجمعة) لكنها توقفت وما وصلنا كان قرارا شفهيا لم يكون سوى عبارة (إيقاف الرحلات الخاصة إلى إشعار آخر) دون توضيح الأسباب حول اتخاذ هذا القرار المفاجئ».

ولم تؤكد تلار فائق أو تنفي ما إذا كانت هناك أسباب سياسية وراء إيقاف الرحلات الخاصة، مشيرة إلى أن «الجميع فوجئ بعدم إبلاغ المطار رسميا بقرار إيقاف هذه الرحلات».

ويأتي هذا التطور بعد يومين على زيارة قام بها نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة كردستان المنتهية ولايتها، إلى أنقرة لبحث التعاون بين الجانبين وخاصة في مجال تصدير النفط من الإقليم مباشرة إلى تركيا رغم اعتراض الحكومة العراقية وتحفظات الإدارة الأميركية على ذلك. وفي هذا السياق قالت مصادر لوكالة رويترز إن الجانبين وقعا حزمة عقود يصدر بموجبها الإقليم النفط والغاز إلى الأسواق العالمية عبر خطوط أنابيب من خلال تركيا. وأضافت المصادر أن الاتفاقات وقعت خلال اجتماع بارزاني مع رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان الذي استمر ثلاث ساعات الأربعاء الماضي. ويفترض أن يبدأ قريبا تدفق الخام في خط الأنابيب الكردستاني الجديد وسيتصل بخط الأنابيب الحالي كركوك - جيهان من أجل التصدير للأسواق العالمية. وكانت شركة الطاقة التركية التي أسستها أنقرة للعمل في كردستان العراق قد وقعت عقدا للعمل في 13 منطقة تنقيب بشمال العراق وتحالفت مع شركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة في نحو نصف تلك المناطق. وتشمل العقود أيضا بناء خط أنابيب جديد للنفط وآخر للغاز بهدف المساعدة في رفع صادرات كردستان النفطية إلى مليون برميل يوميا بحلول 2015. ومن المرجح أن يبدأ تدفق الغاز بحلول مطلع 2017.

وبموجب الاتفاق سيتم وضع إيرادات نفط كردستان في حساب خاص في بنك حكومي تركي. وبمجرد سداد رسوم المقاولين ستبقى الأرصدة كما هي إلى حين اتفاق بغداد وكردستان بشأن تقاسم الإيرادات.

وكان مصدر حكومي عراقي أعلن أمس أن تانر يلدز، وزير الطاقة التركي، سيصل إلى بغداد اليوم ليبحث مع المسؤولين العراقيين السبل الكفيلة بالخروج بحل يرضي الجميع حول الاتفاقات الكردية - التركية، لكن مع قرار إيقاف الرحلات الخاصة بين تركيا والإقليم بات وصول يلدز إلى بغداد وحتى مشاركته في مؤتمر النفط والغاز المقرر عقده اليوم في أربيل غير معلوم.

وحول أنبوب النفط الكردستاني، أوضح الخبير الاقتصادي الكردي، هوشمند رفيق، أن الأنبوب «يبلغ طوله 411 كيلومترا، وتم إكمال 410 كيلومترات منه» ويقوم بتصدير النفط من حقل «طقطق إلى حقل خورمله ومن هناك إلى فيشخابور ليصل إلى أنبوب حقل تاوكي من ثم إلى أنبوب (كركوك - جيهان) إلى أن يصل إلى الأسواق العالمية». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع أن يصدر الإقليم عبر هذا الأنبوب «150 ألف برميل يوميا في المراحل الأولى على أن يصل معدل التصدير إلى أكثر من مليون برميل يوميا في عام 2015 وإلى ثلاثة ملايين برميل بحلول عام 2019».