أضخم مظاهرات في تاريخ سلطنة عمان

تلاميذ مصريون يرشقون سلسلة «سانسبري»

TT

أبوظبي: عبد العزيز الصديقي والعواصم والوكالات في حين تدخل المواجهات الدامية في الاراضي الفلسطينية المحتلة يومها السابع، لا تزال برقيات التنديد من الهيئات والجمعيات وحكومات العالم تتهاطل منددة بـ«مجزرة الأقصى» وأرواح الفلسطينيين التي تهزق باطلا. وشملت المظاهرات التي شهدتها الدول العربية الصغار والكبار، حيث تظاهر نحو ألف تلميذ امس في ضاحية (جنوب القاهرة) احتجاجا على الممارسات الاسرائيلية وقاموا برشق اثنين من فروع سلسلة متاجر «سانسبري» البريطانية بالحجارة اقتناعا منهم بأن أصحابها يهود كما أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية. كما تظاهر آلاف الطلاب المصريين في جامعات القاهرة والاسكندرية مرددين شعارات معادية لاسرائيل.

وشهدت سلطنة عمان امس اضخم مظاهرات في تاريخها حيث خرج العمانيون في مظاهرات عدة في العاصمة العمانية مسقط احتجاجا على المجازر الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، كما خرجت مظاهرات اخرى في ولاية صحار وفي ولاية صلالة بمحافظة ظفار.. وكانت المظاهرات الاعنف هي تلك التي جرت في مسقط في جامعة السلطان قابوس في منطقة الخوض وفي كلية الشريعة والقانون بمنطقة الوطية حيث اضطرت الشرطة للتدخل لفض هذه المظاهرات بالغازات المسيلة للدموع والعصي بعد ان حاول المتظاهرون الوصول الى مبنى السفارة الاميركية للتنديد بالهجمة الوحشية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. كما طالب المتظاهرون باغلاق المكتب التجاري الاسرائيلي في مسقط والمكتب العماني في تل ابيب.

وكانت جامعة السلطان قابوس قد شهدت اول امس مظاهرة طلابية كبيرة احتجاجا على المجازر التي يقوم بها العدو الصهيوني في القدس الشريف والمذابح التي راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين. وقد رفع الطلاب عبارات الاحتجاج ورددوا عبارات «الله اكبر الله اكبر القدس لنا» و«لا إله إلا الله.. والشهيد حبيب الله» و«خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود» و«بالروح بالدم نفديك يا أقصى».. وعبارات اخرى تطالب بسقوط اسرائيل.. ورفع الطلاب لافتة صفراء كانت على صدر مجموعة المتظاهرين كتبت عليها «يسقط باراك».

واستمرت المظاهرة التي شارك فيها معظم طلاب الجامعة ـ التي تضم سبع كليات ـ اكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة، وتعدت حدود الجامعة عندما خرج الطلاب بمظاهرتهم الى الطريق المؤدي الى منطقة الخوض.. إلا ان رجال الشرطة اعادوهم الى اعقابهم واستمرت المظاهرة داخل الحرم الجامعي.

وقد بدأت المظاهرة بعدد قليل من طلاب كلية الاداب ومرت على طلاب كلية التجارة والاقتصاد المجاورة لها، وبعدها مرت المظاهرة بكليات الجامعة الباقية حتى زاد العدد وبدأت تخرج المظاهرة الى خارج سور الجامعة إلا انها سرعان ما عادت اليها من جديد بعد تدخل رجال الشرطة والامن.

وتعد هذه المظاهرة هي الثالثة التي تشهدها جامعة السلطان قابوس في تاريخها منذ انشائها عام 1986. الا ان هذه المظاهرة تختلف في مضمونها عن المظاهرتين الماضيتين اللتين كانتا احتجاجا على قرارات داخلية رفضها الطلاب.

وعلى الصعيد الرسمي دعت سلطنة عمان حكومة تل ابيب الى سحب قواتها من المناطق الفلسطينية. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العمانية اول امس ان السلطنة «تطالب الحكومة الاسرائيلية بسحب قواتها التي تشكل استفزازا للمشاعر الفلسطينية والعربية والاسلامية وتهدد بنسف عملية السلام من المناطق الفلسطينية». وقال البيان ان السلطنة «تعرب عن شجبها وادانتها للحملة العسكرية التي تشنها القوات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في القدس العربية والاراضي الفلسطينية الاخرى».

يذكر ان سلطنة عمان فتحت مكتبا تجاريا في اسرائيل في اغسطس (آب) 1996 لكن رئيسه محسن البلوشي استدعي في يناير (كانون الثاني) 1997 بعد ان جمدت مسقط اتصالاتها مع تل ابيب احتجاجا على سياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو المتشددة تجاه عملية السلام وربطت السلطنة عودة رئيس مكتبها التجاري الى اسرائيل بتحقيق تقدم في مفاوضات السلام.

ولا يزال المكتب التجاري الاسرائيلي مفتوحا في العاصمة العمانية مسقط منذ مايو (ايار) 1996.

وارسلت دول خليجية امدادات طبية للفلسطينيين. وقالت الكويت ان طائرة تنقل اول شحنة اغاثة للفلسطينيين وتشمل امدادات طبية عاجلة وفريقاً طبياً ومتطوعين من الهلال الاحمر الكويتي غادرت مطار الكويت أمس باتجاه عمان. واوضحت مصادر كويتية ان ارسال هذه المساعدات جاء بامر من امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح «تأييدا لانتفاضة الشعب الفلسطيني من اجل القدس والمسجد الاقصى». ويتوقع ان تصل طائرة كويتية ثانية اليوم الى عمان. وكانت السعودية قد ارسلت أول من أمس ثلاث شاحنات تقل امدادات طبية للاراضي الفلسطينية.

وقال خليفة ناصر السويدي رئيس الهلال الاحمر في الامارات العربية المتحدة ان الترتيبات جارية لارسال طائرة محملة بامدادات اغاثة للفلسطينيين. واضاف ان الهلال الاحمر بدأ حملة لجمع التبرعات. كما ذكرت صحيفة «الخليج» الاماراتية ايضا انها انشأت صندوقا للتبرعات. كما اعلن في الدوحة أمس عن استعداد المستشفيات القطرية لعلاج الفلسطينيين المصابين.

وصعدت الامارات موقفها المندد بالاعتداءات، اذ قال الشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي ووزير الدفاع «ان القمة العربية مطلوبة اليوم قبل الغد لاعادة الاعتبار للموقف العربي ودعم حقوق الشعب الفلسطيني». وارتفع عدد الجرحى الفلسطينيين الذين نقلوا الى مستشفيات مدينة الحسين الطبية في عمان منذ الاثنين المقبل الى 21 جريحاً، بينما ناهز عدد المصابين خلال المواجهات مع الجنود الاسرائيليين الالف جريحاً. وفي تصريحات للصحافيين في عمان، قال وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب ان «هناك تحركا اردنيا واتصالات اردنية مع كل الاطراف على الساحة الدولية لاعادة الوضع الى ما كان عليه قبل الاجراء الاستفزازي لشارون والعودة لتحقيق انطلاقة جديدة لعملية السلام».

ومن جهة ثانية، انطلقت في قطر حملة للتبرع بالدم نظمتها مؤسسة حمد الطبية، بينما اقام اصحاب المتاجر ورجال اعمال اردنيون صندوقا يخصص ريعه لعائلات ضحايا المواجهات مع القوات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة. واعلنت غرفة تجارة عمان من جانبها عن تبرعها بنحو 42 الف دولار في حين قدمت شركة الاتصالات الاردنية «جوردان تيليكوم» مساهمة بقيمة 70 الف دولار للشعب الفلسطيني في اطار الصندوق الذي تم انشاؤه بتوجيهات من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

ولليوم الثاني على التوالي شهدت بغداد مسيرة للاحتجاج على «جرائم» اسرائيل. وأعرب الرئيس العراقي صدام حسين عن استعداد العراق للدفاع عن الفلسطينيين، ودعا العرب الى «سحب سيوفهم» لقتال الدولة العبرية. وفي حديث ادلى به خلال لقائه مجموعة من اساتذة الجامعات العراقية ليل اول امس بثت وكالة الانباء العراقية نصه امس، قال صدام ان العراق «قادر وحده على وضع حد للصهيونية» وتأمين حماية للشعب الفلسطيني.

وفي لبنان، أدانت ثلاثة احزاب مسيحية مناهضة للوجود الفلسطيني المسلح في بلادها، «المجازر البشعة» التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون ودعت المجتمع الدولي الى وضع حد لها.

وقال حزب «الوطنيين الاحرار» وحزب «القوات اللبنانية» المنحل و«التيار الوطني الحر» (بزعامة العماد ميشال عون) في بيان «ندين بشدة الاعتداءات التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون على يد الجيش الاسرائيلي، ونرى ان المواجهات الدامية، وخصوصا الصور التي بثتها محطات التلفزة لأطفال ونساء ورجال عزّل تلتهمهم آلة الموت الاسرائيلية، يجب ان تحرك مشاعر الرأي العام العالمي وضمير قادة الدول وتلزمهم اتخاذ مبادرة سريعة لوقف المجازر البشعة».