«التغريدة الأخيرة» لشطح: حزب الله يهول

كان مقصده «بيت الوسط» حيث مقر لقاءات مساعدي الحريري

التغريدة الأخيرة لشطح قبل نحو ساعة من مقتله (عن موقع «تويتر»)
TT

استيقظ محمد شطح على عادته، شرب قهوة الصباح، قرأ بريده الإلكتروني، فتح تطبيق «تويتر» في هاتفه الجوال وغرد بالعربية «حزب الله يهول ويضغط ليصل إلى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة 15 عاما: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية»، ثم ألحقها بتغريدة بالإنجليزية تحمل المضمون نفسه، وغادر إلى اجتماع كان يفترض أن يعقد في بيت الوسط، المكان الذي اعتاد الذهاب إليه لملاقاة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في مكتبه، أو منزل الضيوف الملاصق، وهو تقليد واصل شطح القيام به لملاقاة المسؤولين في مكتب الحريري، بعد أن اضطر الأخير إلى مغادرة لبنان بسبب التهديدات الأمنية.

كانت هذه التغريدة الوحيدة لشطح أمس - والأخيرة - فهو غادر إلى الاجتماع، وسقط على مقربة من مدخل «بيت الوسط» الذي يحظى باحتياطات أمنية واسعة على الرغم من عدم وجود الحريري فيه، فالمكان هو مقصد لكل مسؤولي تيار «المستقبل» وأبرزهم الرئيس فؤاد السنيورة، بالإضافة إلى مساعديه ومستشاريه، وقيادات في قوى «14 آذار»، كما أنه مقر لاجتماعات كتلة «نواب المستقبل».

في آخر حديث له مساء أول من أمس أطل شطح عبر «مانشيت المساء» من «صوت لبنان»، فدعا إلى مواجهة أن يتحول لبنان مرآة للأزمة السورية، لأن ذلك يعتبر استسلاما مرفوضا. وقال «علينا الاستعانة بما قال به القرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 12 أغسطس (آب) 2006 لضبط الحدود بالتعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية المعززة لمنع تسرب المسلحين من وإلى سوريا ولوقف نقل تداعيات ما يجري في سوريا على لبنان».

ورأى شطح أن «مهمتنا الكبرى هي تحييد لبنان وحمايته مما يحصل في سوريا بغض النظر عن شعورنا تجاه الشعب السوري». كما أشار إلى أنه لا يمكن الحديث عن دولة سيدة في حال وجود سلاح في يد بعض المجموعات داخلها، وهذا هو السبب الأساسي لعدم وجود حكومة رغم مرور تسعة أشهر على تكليف الرئيس تمام سلام مهمة تشكيل الحكومة الجديدة. وأسف شطح لاستعمال الأرض السورية كساحة أساسية لمحاربة الحركات التكفيرية التي تستعمل كـ«غول» لدفع دول الغرب لطلب الشراكة مع إيران وحزب الله كي يحصلوا على نوع من الشرعية لوجودهم، والنظام السوري هو من سهل وصول هذه الحركات إلى سوريا. وأكد شطح أن إيران هي اللاعب الأساسي في سوريا مباشرة وعبر حزب الله، ومؤتمر «جنيف 2» لن يكون محطة الحل بل محطة من محطات عديدة.