عواصف وأعاصير تجتاح أوروبا الغربية خلال فترة الأعياد

موسكو تشهد شتاء دافئا نسبيا

سائق سويسري يزيل كميات الثلج المتراكمة على سيارته (إ.ب.أ)
TT

شهدت أوروبا الغربية خلال فترة أعياد الميلاد اضطرابات جوية وعواصف وأمطارا غزيرة مما أدى إلى خلق حالة من الفوضى في كثير من المناطق، ولا سيما شمال إيطاليا. وتوفي شاب فرنسي أثناء ممارسته التزلج على الجليد في منطقة جبلية بالقرب من مدينة تورينو الإيطالية عقب انهيار ثلجي في المنطقة نجم عن تراكم كبير للثلوج المتساقطة. وقالت وكالة أنباء «أنسا» الإيطالية يوم الخميس الماضي، إن انهيارات كثيرة أخرى وقعت بالمنطقة، إلا أن المتزلجين نجوا بسلام من أخطارها.

كان مئات الآلاف تعرضوا لانقطاع التيار الكهربي يوم الخميس الماضي الذي يوافق ثاني أيام عيد الميلاد المسيحية خاصة في مدن بيمونت وفي مشتى كورتينا دامبيزو في الشمال الشرقي.

كما تعطلت وسائل المواصلات الحديدية ومعديات النقل البحري تعطلت في بعض الأماكن بسبب الحالة الجوية. وأدى اقتلاع الأشجار وسقوطها على طرق منطقة جنوب التيرول السياحية إلى تعطيل حركة السير في وادي بوسترتال وأماكن أخرى، كما أدى انهيار أرضي إلى اضطرار نحو 50 شخصا يقطنون منزلين في مدينة جنوة إلى إخلائه والانتقال إلى أماكن آمنة. وأصيب شخصان بجروح وهما داخل سيارتيهما بعد انهيار أرضي آخر في منطقة لومباردي الإيطالية. كما أسفرت العواصف التي تعرضت لها مناطق في غرب أوروبا عن انقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف من المنازل يوم عيد الميلاد (الكريسماس) في الوقت الذي تواصلت فيه التحذيرات من الطقس السيئ والتنبيهات من حدوث فيضانات.

وأودت العواصف التي اجتاحت بريطانيا وفرنسا منذ يوم الاثنين بحياة أربعة أشخاص على الأقل. وتسببت الرياح الشديدة والأمطار الموسمية أيضا في اضطرابات في أجزاء من إسبانيا والبرتغال. وقالت شركة الطاقة الفرنسية (إيه آر دي إف) إن الكهرباء انقطعت عن أكثر من 200 ألف منزل في فرنسا وكانت منطقة بريتاني بشمال غربي البلاد بين أكثر المناطق تضررا في أعقاب عواصف تسببت في حدوث فيضان. وجرى إصدار تحذيرات من تساقط الجليد والأمطار في النرويج والسويد وفنلندا للسائقين، إلا أن روسيا التي تشتهر بدرجات الحرارة المنخفضة والثلوج الكثيفة فتشاهد شتاء معتدلا استثنائيا. وذكرت موسكو أنها شهدت يوم الأربعاء أكثر أيام شهر ديسمبر (كانون الأول) دفئا منذ أكثر من قرن، حيث بلغت درجة الحرارة 3.5 درجة مئوية، بحسب هيئة الأرصاد الجوية. وكان الرقم القياسي السابق 3.1 درجة مئوية في 25 ديسمبر عام 1910.

وفي لندن أعلنت الشرطة إن عددا من حوادث المرور أدى كذلك إلى مقتل مجموعة من الأشخاص، إلا أنها لم تتمكن من الربط بين هذه الحوادث وبين الحالة الجوية العاصفة. وأضافت الشرطة البريطانية أن الرياح العاتية قطعت الكهرباء عن نحو 100 ألف شخص في جنوب إنجلترا، كما شلت العاصفة حالة المرور في عدة أماكن، وعلق قائدو السيارات في دوفر ليلة أمس بعد توقف المعديات النهرية التي تنقل سياراتهم إلى الضفة الأخرى بسبب الحالة الجوية.

وحاصرت المياه عددا آخر من قائدي السيارات الذين توقفوا على الطريق ولم يستطيعوا السير إلى الأمام ولا إلى الخلف في شوارع أغرقتها المياه بسبب الأمطار. كما أفادت السلطات أيضا بتوقف الكثير من خطوط السكك الحديدية. وفي بيلاروس أطاحت الأمواج البحرية العاتية التي وصل ارتفاعها إلى سبعة أمتار بأحد البحارة الروس من فوق سطح سفينة الشحن الهولندية «فيكتوريا بورج» على بعد 200 كيلومتر من مدينة بريست، وقالت الشرطة إن البحث عن الرجل استمر طوال الثلاثاء، مشيرة إلى أن السلطات اضطرت إلى تثبيت السفينة نفسها بأحد أوناش الجر.