اختتام مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل في المنطقة الغربية من أبوظبي

تحول إلى حدث إقليمي وعالمي يتضمن 14 فعالية

تتميز الفعاليات بالكثير من الإثارة والتشويق فضلا عن الحضور الكثيف
TT

تختتم فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الظفرة في مدينة زايد بالمنطقة الغربية، بتنظيم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، اليوم. وتخلل المهرجان أنشطة متنوعة، منها: مسابقة السيارات الكلاسيكية: لكل عشاق السيارات القديمة الطراز، تقام ضمن فعاليات مهرجان الظفرة للعام الثاني على التوالي، تتضمن عدة معايير مثل قدم السيارة والشكل والطراز ومدى الحفاظ على السيارة وصلاحيتها. وتشمل فئتي السيارات رباعية الدفع، وسيارات الصالون، وتبلغ جائزة المركز الأول لكل فئة 25 ألف درهم إماراتي، والمركز الثاني 15 ألف درهم إماراتي، والمركز الثالث 10 آلاف درهم إماراتي.

ويعد سباق الإبل التراثي واحدا من أكثر الفعاليات المحببة للجمهور. إذ أن الهدف من إقامة هذه المسابقات هو صون التراث الإماراتي والتعريف به ضمن فعاليات مهرجان الظفرة الذي استطاع انتزاع مكانته كأهم مهرجان متخصص في الإبل في المنطقة. وتتميز هذه الفعالية بالكثير من الإثارة والتشويق فضلا عن الحضور الكثيف ممن يعشقون هذه الرياضة من المواطنين ودول مجلس التعاون والسياح.

وتحول مهرجان الظفرة 2013 خلال فترة ليست بالطويلة إلى حدث إقليمي وعالمي ضخم وينطلق في شكله ومضمونه من الروح البدوية الأصيلة، يتضمن 14 فعالية هي مزاينة الظفرة للإبل (فئتي الأصايل والمجاهيم)، مسابقة الحلاب، سباق الإبل التراثي، سباق الخيول العربية الأصيلة، مزاد الإبل، مسابقات الصقور المكاثرة في الأسر، سباق السلوقي العربي، التصوير الفوتوغرافي، مزاينة التمور ومسابقة أفضل أساليب تغليفها، السوق التراثية والحرف اليدوية، قرية الطفل، إضافة للسيارات الكلاسيكية. وقد احتفت المنطقة الغربية بهذه التظاهرة الثقافية والتراثية والاقتصادية التي تشهدها مدينة زايد، لتعكس في نفوس زائريها وضيوفها حكايات التاريخ والحضارة والتطور في تآلف وتناغم فريد من نوعه يمزج بين عراقة وأصالة الماضي وحداثة الحاضر.

وأكد مدير الفعاليات التراثية عبيد المزروعي لـ«الشرق الأوسط» أنّ مهرجان الظفرة نجح في دورته السادسة في تحقيق الأهداف التي وضعها للمسابقات التراثية، وهو ما انعكس على مستوى الإقبال المتزايد سواء من قبل المشاركين أو من قبل الجمهور الذي احتشد داخل مواقع السباقات للاستمتاع بالفعاليات التراثية التي يحرص المهرجان على تقديمها للزوار والمشاركين وعشاق التراث والأصالة، موضحا أن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان وجّهت بتذليل جميع العقبات التي يمكن أن تصادف عشاق الرياضات التراثية والسعي لأن تلبي تلك المسابقات كافة احتياجات ومتطلبات الجمهور والأهالي ممن يحرصون على التمسك بالرياضات التراثية.

ما إن تتقدم الإبل المشاركة في منافسات مزاينة الظفرة للإبل 2013 حتى تتعالى صيحات ملاك الإبل ورعيانها وتتمازج الأصوات وتختلف المسميات، إلا أن لكل ناقة مقدرتها على تمييز صوت صاحبها. ويعد أسلوب «الصيحة» أو مناداة الإبل بأسمائها خلال وقوفها أمام لجان التحكيم من الأساليب المتعارف عليها في مزاينات الإبل والمسموح بها حيث يقوم كل صاحب ناقة مشاركة في المسابقة بمناداة ناقته باسمها أو بالاسم المعتادة عليه من خارج أسوار موقع التحكيم، فيلفت انتباهها وهي في حالة الخمول والكسل خافضة رأسها ويوجد لا شيء واضح من معالم جمالها، ما يحفزها على النشاط ورفع رأسها بحثا عن صاحبها فتبرز جمالها أمام لجنة التحكيم فيضمن صاحبها حصولها على جميع نقاط الجمال الموجودة لديها.

ويتمكن في مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل المتابع من الاطلاع على الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة بحياة الإماراتيين وطرق تعبيرهم عن الفرح، ومن ذلك عادة رش الزعفران على المطية الفائزة، فحيث ما يممت وجهك تنشقت رائحة زكية أو وقعت عينك على مطية من الأصايل وقد خضب رأسها بمسحوق الزعفران حيث يدخل في تفاصيل يومية كثيرة من حياة الناس وتقاليدهم، ويرتبط بالفرح والسرور والتمييز، حيث تنبه رائحته الزكية ولونه المميز إلى أن المكرم به صاحب مكانة خاصة وعطاء يستحق التكريم فمن استخدامه لتطيب العروس وتجلية لونها وتصفية بشرتها إلى استخدامه لتمييز الفائزين في المزاينات والسباقات إلى العلاج إلى غيره، لكنه في كل ذلك يرتبط بالفرح والحبور ويشي لونه أو رائحته بالتكريم. وتكرم الناقة الأصيلة بالزعفران في سباقات الهجن عند فوزها وأيضا الناقة الأصيلة عند فوزها في المزاينة، كما تكرم به العروس وبالتحديد الخليجية البدوية سابقا، وهذه المادة تعتبر رمزا للتكريم والكرم والعطاء وهي من عادات الأمهات يستخدمنها سابقا في الاحتفالات الخاصة والعامة وفي الأعراس، بسبب رائحتها الزكية. والطيب يقدم دائما لأهل الطيب وللفائز بالمركز الأول حيث يقدمون له مادة الزعفران لأن رائحتها زكية. والناس إذا رأت الناقة المكرمة في الشارع مصبوغة بالزعفران أو تفوح منها رائحته يتأكدون أن هذه المطية مكرمة، كما أن الزعفران سلعة ثمينة تقدم للغالي وهو من العادات المرتبطة بجميع الأفراح والنواميس. ويعود تاريخ زراعة الزعفران إلى أكثر من 3 آلاف سنة واستعمل الزعفران في التعطير والطب لأكثر من 3000 سنة، يستعمل الزعفران في ميدان الطب لمعالجة آلام البطن كما يستعمل كذلك في تلوين المواد. ورغم تكلفته العالية يستخدم الزعفران في الأفراح.

لا بد من الإشارة إلى أن البرامج الثقافية والمسابقات الترفيهية مثل الرسم وتلخيص القصص وباقي البرامج الأخرى المقدمة للأطفال ضمن فعاليات قرية الطفل في مهرجان الظفرة الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، حققت نجاحا كبيرا ساهم في جذب الآلاف.