ليس من المبالغة القول إن خطط الاستثمار التجاري عموما والعقاري خصوصا تشبه «مجازيا» خطط أو «تكتيكات» كرة القدم وتسجيل الأهداف، واللافت هنا أن المساكن القريبة من ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم تحقق معدلات ارتفاع قياسية مقارنة بباقي المساكن في إنجلترا وويلز، وأنها حافظت عموما على تماسك أسعارها وارتفاعها خلال الأزمة المالية، حيث زادت المساكن القريبة من ملاعب العشرين ناديا للدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم بمعدل 135 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة فقط.
واللافت هنا أن أعلى ارتفاعات للمساكن سُجلت قرب ملعب نادي مملوك عربيا، فبحسب تقرير لبنك «هاليفاكس» البريطاني فإن المساكن القريبة من ملعب «الاتحاد»، وهو ملعب نادي مانشستر سيتي في مدينة مانشستر، احتلت أعلى معدلات ارتفاع أسعار المساكن بقفزة قياسية بلغت 259 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، حيث قفز معدل سعر مسكن قريب من ملعب «الاتحاد» من نحو 25 ألف جنيه استرليني (40 ألف دولار) في 2003 إلى 89 ألف استرليني (145 ألف دولار) في 2013.
وقد تم إطلاق اسم شركة «طيران الاتحاد» الإماراتية على اسم ملعب النادي بموجب صفقة بين الشركة الإماراتية والنادي الإنجليزي قيمتها نحو 120 مليون جنيه إسترليني (نحو 191 مليون دولار) تمتد لعشر سنوات. وتقوم الشركة الإماراتية أيضا برعاية قميص النادي.
وهنا يمكن القول إن الاستثمار في العقارات القريبة من ملاعب كرة القدم في إنجلترا قد يحقق عددا كبيرا من الأهداف للمستثمرين العرب. فإلى جانب الجدوى الاقتصادية فبإمكانه أيضا تحقيق المتعة الشخصية خاصة لهواة كرة القدم ومحبيها، فإضافة إلى كونها استثمارا ثمينا مضمون العوائد مع الارتفاعات التي تسجلها هذه العقارات، فبإمكانها أن تكون مساكن لقضاء العطلات في إنجلترا والاستمتاع بمشاهدة مباريات دوري أو كأسي إنجلترا أو رابطة أبطال أوروبا ومشاهدة عن قرب نجوم كرة القدم العالمية. وبالإمكان حتى أن تكون «نموذجا» أو «بزنس موديل» جديدا، حيث يمكن تأجير هذه المساكن القريبة من الملاعب كرة القدم خاصة التابعة للنوادي الكبيرة للسياح العرب المقبلين إلى انجلترا والمولعين بالدوري الإنجليزي وبمتابعة نجومه.
واللافت أن عددا من هذه المساكن القريبة من ملاعب أكبر النوادي الإنجليزية خاصة خارج لندن وبالضبط في شمال إنجلترا تبقى في المتناول إن لم تكن رخيصة جدا، فمثلا أسعار المساكن القريبة من ملعب «الاتحاد» التابع لنادي مانشستر سيتي، وفي متوسطها تصل إلى 145 ألف دولار تبقى رخيصة جدا مقارنة بأسعار المساكن في لندن، فهذا المبلغ لا يمكن أن تشتري به حتى شقة من غرفة واحدة في العاصمة البريطانية، فما بالك مثلا بالمساكن القريبة من ملعب آخر يحمل اسما عربيا إماراتيا، وهو ملعب «الإمارات» التابع لنادي آرسنال، في شمال لندن، حيث يصل متوسط أسعار المساكن القريبة من هذا الملعب إلى 642 ألف جنيه إسترليني (أكثر من مليون دولار أميركي). وقد قفزت أسعار المنازل القريبة من الملعب بنسبة 101 في المائة خلال الـ10 سنوات الأخيرة. وكان آرسنال قرر الانتقال من ملعبه القديم «هايبري» غير البعيد عن ملعبه الجديد والأوسع «الإمارات» في 2006. وقام بتحويل الملعب القديم إلى مشروع سكني، عرف نجاحا كبيرا، حيث يتجاوز فيه حاليا سعر شقة من ثلاث غرف مليون جنيه استرليني (1.5 مليون دولار).
وكانت شركة «طيران الإمارات» اتفقت مع نادي آرسنال على إطلاق اسم «الإمارات» على الملعب الجديد لمدة 15 عاما على الأقل في صفقة قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني، وتشمل الصفقة أيضا عرض اسم الإمارات على قمصان اللاعبين لمدة 8 أعوام.
وفي المقابل فإن أسعار المساكن القريبة من ملعب «أنفيلد» التابع لنادي ليفربول العريق، وإن ارتفعت بنسبة بلغت 97 في المائة، خلال السنوات العشر الأخيرة فإنها تبقى منخفضة جدا مقارنة بالنوادي الأخرى؛ خاصة أن ليفربول لديه شهرة عالمية، ويعتبر أكثر الأندية الإنجليزية تتويجا محليا وأوروبيا بثمانية عشر لقبا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وخمسة ألقاب في رابطة الأبطال الأوروبية، ويصل متوسط سعر المساكن القريبة من ملعب ليفربول نحو 64 ألف جنيه إسترليني فقط (104 آلاف دولار). وهذا المبلغ يبقى زهيدا جدا حتى لمستثمر عربي عادي، ويمكن أن يكون فرصة استثمارية جيدة.
ونفس الأمر ينطبق على أسعار المساكن القريبة من ملعب «أولد ترافورد» التابع لنادي مانشستر يونايتد العملاق والعالمي الشهرة، الذي لديه عدد كبير من الأنصار في العالم العربي، وهو الأكثر تتويجا بالألقاب في إنجلترا، حيث يصل متوسط سعر المساكن القريبة من ملعبه 178 ألف جنيه إسترليني (290 ألف دولار).
خلاصة القول أنه بإمكان رجال الأعمال العرب «تسجيل» عدة أهداف وتحقيق فوز استثماري ثمين بالاستثمار في العقارات القريبة من ملاعب كرة القدم في إنجلترا.