أبو ريشة يتلقى تطمينات أميركية في مواجهة «داعش»

غموض يلف مصير أربعة جنود أعدموا في الأنبار

TT

في حين أعلن مجلس محافظة الأنبار أن منطقة البوبالي الواقعة في جزيرة الخالدية قرب مدينة الرمادي (110 كيلومترا غرب بغداد) منطقة منكوبة بسبب استمرار القتال فيها ومحاصرتها من قبل قوات الجيش والعشائر، تجددت الاشتباكات المسلحة بين القوات الأمنية ومسلحي العشائر، من جهة، وعناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، من جهة أخرى، وسط مدينة الرمادي، وذلك في شارع «60» و«الملعب»، التي يتحصن فيها مسلحو التنظيم.

وتأتي هذه الاشتباكات في وقت تعهد فيه رئيس الوزراء نوري المالكي بعدم دخول الجيش إلى الفلوجة التي لا يزال، طبقا للرؤية الرسمية الحكومية، مسلحو «داعش» الذين يطلقون على أنفسهم «ثوار العشائر»، يتحصنون فيها.

بدوره، أعلن الشيخ أحمد أبو ريشة، رئيس «مؤتمر صحوة العراق»، أنه تلقى اتصالا هاتفيا من مساعد وزير الخارجية الأميركي، بريت ماكورك، أبدى فيه دعم واشنطن لعشائر الأنبار في حربها ضد التنظيمات الإرهابية. وقال أبو ريشة في بيان أمس: «المسؤول الأميركي نقل أيضا موقف الرئيس باراك أوباما الذي أعرب عن استعداده لدعم العشائر في الأنبار في حربها ضد عناصر تنظيمات (داعش) و(القاعدة)».

وفي هذا السياق، قال سامي العسكري، عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق تلقى رسائل وتطمينات بشأن حربه الحالية ضد الإرهاب ليس من الولايات المتحدة الأميركية فقط، وإنما من روسيا كذلك ودول أخرى، وهو ما بات يعزز القناعة بأن هذه المواقف الإيجابية التي حصل عليها العراق تعني أن النهج الذي تسير عليه الحكومة العراقية في محاربة الإرهاب صحيح، وأنه أنهى حكاية الاستهداف الطائفي وهي القصة التي تحاول أطراف سياسية بل وشركاء سياسيون تسويقها لأغراض التسقيط السياسي فضلا عن الدعاية الانتخابية». وأضاف العسكري أن «الرسالة الأميركية واحدة للجميع ما دام أنهم يقاتلون الإرهاب و(القاعدة) و(داعش)، لا سيما أن الأميركيين أبدوا استعدادهم لمد العراق بالأسلحة، وأن رسائلهم ولقاءات مسؤوليهم مع القادة العراقيين هي لغرض حثهم على الوقوف صفا واحدا لمواجهة (القاعدة)».

وكانت الهيئة السياسية للتحالف الوطني (الكتلة البرلمانية الكبرى في البرلمان العراقي) عقدت مساء أول من أمس اجتماعا استمعت فيه إلى شرح مفصل عن الأوضاع الأمنية في محافظة الأنبار من فالح الفياض.

وبينما تستمر الاشتباكات في مناطق مختلفة من محيط مدينة الرمادي، فقد فجر مسلحون مجهولون منزل مدير شرطة الفلوجة العقيد محمد عليوي، مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية كبيرة بالمنزل من دون وقوع خسائر بشرية. وكان مجلس محافظة الأنبار صوت السبت الماضي على اختيار العقيد عليوي قائدا لشرطة قضاء الفلوجة، وزبار عبد العرسان قائمقام جديدا خلفا لعيسى الزوبعي المتواري عن الأنظار.

على صعيد متصل، يلف الغموض مصير أربعة جنود ورد أنهم أعدموا من قبل مسلحي «داعش» وبمساعدة أحد زعماء القبائل.. فالمصادر الرسمية العراقية، مثل وزارتي الدفاع والداخلية، لم تنفِ أو تؤكد الخبر الذي باتت له تداعيات سياسية واجتماعية خصوصا في المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية التي ينتمي إليها هؤلاء الجنود.

وفي السياق نفسه، كتب عمار الحكيم، زعيم المجلس الأعلى الإسلامي، في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أنه «في الوقت الذي نعزي عوائل شهدائنا وجنودنا الأربعة الذين اغتيلوا في الأنبار، نؤكد لهم ولأهلنا وإخوتنا في كل مكان، أننا لم ولن نتهاون بكل قطرة دم عراقية تراق». وتابع: «كما ندعو أهلنا إلى ضبط النفس واتخاذ الحكمة سبيلا في تضييع الفرصة على من أراد بوطننا وشعبنا الفرقة والتناحر».

وفي ظل الصمت الرسمي، أكد فارس إبراهيم، عضو «المجلس التأسيسي لأبناء العراق» (تنظيم عشائري مؤيد للحكومة في الأنبار) في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الواقعة صحيحة، ونحن نعلم بها؛ إذ جرى اقتياد هؤلاء الجنود الذين كانوا يعملون ضمن طاقم مفرزة طبية، إلى جهة مجهولة حيث أعدموا من قبل مسلحي (داعش)». واتهم إبراهيم شيخ عشيرة بأنه «هو من يقف وراء هذه العملية لأنه بالأساس من زعماء (داعش)»، مبينا أن «الجهات الرسمية ربما لديها حساباتها في عدم الكشف عن هذه الجريمة التي تريد خلط الأوراق بين مواجهة (القاعدة) و(داعش)، وما يبدو وكأنه استهداف طائفي».