نساء مصر يقبلن على مراكز الاستفتاء بكثافة

بعضهن توجهن للجان قبل ساعتين من بدء التصويت

TT

«نفسي أصوت تاني.. لو صوتت ألف مرة لن أعبر عما أشعر به».. بهذه العبارة العفوية تحدثت نبيلة عبد الله، وهي سيدة مسنة ظلت واقفة أمام لجنة الاقتراع بمنطقة «غمرة» وسط القاهرة بعدما أدلت بصوتها، لدعوة السيدات اللاتي حرصن على الذهاب مبكرا للجنة الاقتراع، للتصويت بـ«نعم» على الدستور الجديد.

وصممت نساء مصر أمس على الاستمرار في المضي قدما في كتابة سطور من تاريخ مصر، رافضات التخويف ورشى الإخوان الانتخابية والتهميش. واستجبن للدعوة التي وجهها الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري إلى نساء مصر بضرورة النزول بكثافة للإدلاء بأصواتهن في الاستفتاء. وتصدرت المشاركة الكثيفة لنون النسوة طوابير الاستفتاء في القاهرة والمحافظات.

وبينما تخلت نبيلة (70 عاما) عن عكازها، واتكأت على ذراع إحدى الفتيات عقب الإدلاء بصوتها، وهي تقول بابتسامتها الكبيرة التي تخفي وراءها هموم وعناء عمر طويل «نعم للسيسي.. نعم للدستور»، مخاطبة السيدات اللاتي وقفن في طوابير طويلة أمام لجان الاقتراع. فيما ظلت علية أحمد (65 عاما)، موظفة في الحكومة، واقفة لساعات في طابور طويل أمام لجنتها بضاحية الشرابية (شرق القاهرة) للإدلاء بصوتها.

ولم تتمالك نورهان محمود وهي فتاة في الـ20 من عمرها نفسها، عندما سمعت أغنية «تسلم الأياد » التي كان صوتها يدوي في المنطقة من أعلى سيارة نقل، لتحفيز المصريين في المنازل للخروج للاستفتاء. وأخذت نورهان ترقص على أنغام الأغنية، في حين شاركتها السيدات الموجودات في الطابور بالزغاريد والتصفيق.

نورهان وهي طالبة جامعية، قامت بعمل آخر وهو قيامها بالاستعلام عن مقار اللجان من هاتفها الجوال للسيدات اللاتي لا يعرفن مكان مقر اقتراعهن.. ووقفن في الطابور بالخطأ. وكان الفريق أول عبد الفتاح السيسي قد وجه الدعوة إلى نساء وفتيات مصر بضرورة قيادة عائلاتهن وحثهن على النزول للتصويت في الاستفتاء على الدستور، للعبور بمصر إلى بر الأمان، موضحا أن المرأة المصرية عليها دور محوري وبارز في تحفيز عائلاتها للنزول للتصويت في الاستفتاء.

وشهدت المقار الانتخابية زحاما شديدا في أول استحقاقات خارطة الطريق التي وضعها الجيش وقوى مدنية بالتنسيق مع الأزهر والكنيسة، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين أمس، ويرجع مراقبون أن سبب زحام المصريين للإدلاء بأصواتهم هو إصرارهم على التغيير، والرد بقوة على دعوات الإخوان بمقاطعة الاستفتاء.

ولم تقتصر المشاركة الإيجابية لسيدات مصر من مختلف الأعمار والمستويات أمس على الاقتراع، بل امتدت لتشمل الانضمام إلى اللجان الشعبية التي كانت تنظم وجود الناخبات والناخبين في لجان الاقتراع. ففي إحدى اللجان في منطقة «معروف» بوسط القاهرة، كانت سيدات ينظمن طوابير الناخبات، وشهدت عدة لجان بمحافظات مختلفة تصدي السيدات للانتهاكات التي كانت تحدث أثناء عملية التصويت، من قبل سيدات ينتمين لجماعة الإخوان ويتوعدن بالتخويف. ويلوحن بـ«سلع غذائية» في انتظار من تخرج من الطابور وتمتنع عن التصويت.

وتقول أمينة عبد الحميد (30 عاما) إنها جاءت للإدلاء بصوتها رغم محاولات الإخوان لإرهاب الناس ومنع نزولهم، مؤكدة أن مشهد طوابير السيدات يؤكد أن مصر تسير للخير، رافضة كل محاولات سيدات الإخوان بالتأثير على الفقراء بسلع غذائية و«بطاطين» لرفض الاستفتاء.

وتابعت: «كلام الفريق السيسي بث الطمأنينة في قلوبنا. وخرجنا لنؤكد له أننا وراءه. ولن نخزله»، لافتة إلى أن الإقبال على طوابير الاقتراع كبيرا ومن كل الفئات.. ولا فرق بين مسلمة ومسيحية.