رئيس جنوب السودان يرجئ خطابه إلى أجل غير مسمى

وزير الدفاع لـ«الشرق الأوسط»: سندخل بور ونطارد مشار حتى القبض عليه

TT

أرجأ رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت خطابه الذي كان يفترض أن يقدمه أمس إلى أجل غير مسمى، وعلل المكتب الصحافي تأجيل الخطاب بوجود أسباب فنية تتعلق بتطور المحادثات في أديس أبابا بين ممثلي الحكومة والمتمردين، رغم ركود الموقف في المفاوضات. فيما أكد وزير الدفاع في جوبا أن قواته على أطراف مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي، وأن النائب السابق رياك مشار هرب منها. وشدد على أن الجيش الحكومي سيطارده حتى إلقاء القبض عليه وتقديمه إلى المحاكمة، معلنا عن صد الجيش الشعبي هجوما قام به المتمردون على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وثاني أكبر مدن الجنوب للمرة الثالثة على التوالي.

وقال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان اتينج ويك اتينج، لـ«الشرق الأوسط»، إن كير أرجأ تقديم خطابه إلى وقت لاحق، لكنه لم يحدد الموعد الجديد. وأضاف أن تأجيل الخطاب جاء بسبب تطورات الأحداث في البلاد والمحادثات الدائرة بين وفدي الحكومة ومجموعة مشار في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ودخلت المفاوضات أسبوعها الثاني دون إحراز تقدم في قضيتي وقف إطلاق النار أو الإفراج عن المعتقلين السياسيين، حيث ما زال كل طرف متمسكا بمواقفه.

من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع كوال ميانق، لـ«الشرق الأوسط»، محاولة قوات موالية لمشار السيطرة على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل صباح أمس. وقال إن قواته صدت الهجوم الذي تكرر للمرة الثالثة خلال 48 ساعة، نافيا أن تكون قوات مشار سيطرت على المدينة. وقال إنه «الآن تسع ولايات من عشر تحت السيطرة التامة للحكومة، وهناك ولايات لم تدخل في العمليات العسكرية إطلاقا في (منطقة) الاستوائية الكبرى، وتضم ثلاث ولايات، إلى جانب غرب وشمال بحر الغزال والبحيرات ووارب، والآن انضمت ولاية الوحدة الأسبوع الماضي. نحن على أطراف مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي، وعلمنا أن مشار خرج هاربا منها وتوجه إلى مدينة الناصر الحدودية، وستطارده قواتنا لإلقاء القبض عليه.. لتقديمه إلى المحاكمة». وكشف أن قواته «ستدخل بور في الساعات المقبلة، وصباح الأربعاء (اليوم) ستسمعون ذلك النبأ».

ونفى وزير الدفاع أي مشاركة للقوات الأوغندية في القتال الدائر في بلاده، وقال إن «ما يردده مشار حول وجود أوغندي ذر للرماد فوق العيون». كما عد «تعنت مشار في التفاوض سيوصله إلى نهاية أخرى بأن كل قواته ستهزم ولن يجد من يتفاوض معه»، موضحا أن «وفدنا يتفاوض لتحقيق السلام، وكنا نسعى لتوقيع اتفاق وقف عدائيات منذ اليوم الأول.. لكن مشار تعنت وأصبح هو المسؤول الآن لأنه يرفض السلام». وتابع «ليس هناك مبرر لربط وقف العدائيات بإطلاق سراح المحتجزين، حيث ينتظرون ما تقوله الإجراءات القانونية. وهم مشكوك فيهم بأن لديهم ضلعا في تمرد مشار، لكن التحقيقات ستوضح إن كانوا مشاركين أم لا. نرفض بشكل مطلق شروط مشار في المفاوضات، ولن نكون مكتوفي الأيدي في استمرار هجومه على المدن».

وقال ميانق إن الجيش دفع بتعزيزات عسكرية لتأمين وحماية حقل فلوج النفطي بمقاطعة ملوط في أعالي النيل، وإن جيش الحكومة حريص على حماية المدنيين، مما جعله يتعامل بحذر مع المتمردين. وأوضح أن رئاسة الأركان وضعت خطة لتأمين حقول النفط التي تمثل أهمية استراتيجية واقتصادية لبلاده، محذرا من محاولة تخريب مواقع النفط لأن ذلك سينعكس على أوضاع المواطنين.

من جهته، قال يوهانس موسيس بوك، المتحدث باسم وفد المتمردين في التفاوض في أديس أبابا، لـ«الشرق الأوسط»، إن طرفي التفاوض اجتمعا أمس خلال جلستين صباحية ومسائية. وأضاف أن المفاوضات لم تحرز أي تقدم بسبب مواقف الحكومة في مسألة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومواصلتها الهجوم العسكري، مشيرا إلى أن وفده ما زال متمسكا بضرورة إطلاق سراحهم، وقال «دون ذلك لا أتوقع أن تتقدم المفاوضات».