إسرائيل تهاجم أبو مازن وكيري: الأول ليس شريكا والثاني مهووس

يعالون قال إن وزير الخارجية الأميركي يظن نفسه «المخلص المنتظر»

جنود إسرائيليون يتحدثون إلى مزارعين فلسطينيين بعد مواجهات مع مستوطنين في قرية بالضفة الغربية أمس (أ.ب)
TT

شنت إسرائيل هجوما كبيرا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، فاتهمت الأول بأنه ليس «شريكا حقيقيا» وليس معنيا بالسلام، واتهمت الثاني بأنه «مهووس وغير قادر على صنع السلام».

وجاء الهجوم المزدوج على ألسنة مسؤوليين ووزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال، إن «أبو مازن غير مستعد لصنع السلام ولا يتخذ القرارات اللازمة من أجل مواصلة المفاوضات». وأضاف خلال لقائه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، قبيل مغادرة الأخير إسرائيل التي وصلها لحضور تشييع رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون: «استمع إليه، تصريحاته الأخيرة دليل على أنه لا يريد السلام».

وشن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت هجوما أعنف على أبو مازن. وقال: «لا يوجد اختلاف بينه وبين سلفه ياسر عرفات، عباس يرتدي بذلة أكثر أناقة فقط». وأضاف أنه «يتحدث عن تحرير القدس ويتسمك بحق العودة مثله مثل عرفات».

ووصف بينت الخطة التي طرحها كيري، حول غور الأردن بـ«فكرة واهية». وقال للإذاعة الإسرائيلية: «يجب قول ذلك للفلسطينيين والأميركيين بصراحة، الجميع يدركون بأننا لن ننسحب لحدود عام 1967، البديل هو الانفصال وإقامة سلطة في منطقة يحكمون فيها أنفسهم في «أ» و«ب» لكن من دون سيادة أمنية، الأمن سيبقى بيد إسرائيل. لن نقبل بحل نجد فيه أنفسنا في وضع مشابه لوضع قطاع غزة. ويضاف هذا التحريض على الرئيس الفلسطيني إلى سلسلة متواصلة من تصريحات لوزراء إسرائيليين، حملوه في الأسابيع الأخيرة مسؤولية تنفيذ الفلسطينيين عمليات هجومية في الضفة الغربية وإسرائيل، بسبب ما وصفوه بـ«رعاية التحريض».

وانضم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إلى مهاجمي عباس. وقال في محادثات مغلقة: «أبو مازن ما زال حيا وموجودا بفضلنا، إنه يعيش بسيفنا، وحين نترك الضفة الغربية وغزة سينتهي أمره. في الواقع، طوال الأشهر الأخيرة لم تكن المفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين، بل بيننا وبين الأميركيين». وأضاف، في تصريحات نشرتها صحيفة «يديعوت أحرنوت»، الأكثر انتشارا أنه «يصر على مواقفه. إنه ليس شريكا للسلام».

ولم يسلم كيري نفسه من هجوم لاذع وغير مسبوق من قبل يعالون.

وقال يعالون عن كيري إنه «مسيحاني ومتسلط، ويتصرف كالمخلص المنتظر، الشيء الوحيد الذي يمكنه إنقاذنا منه هو أن يحصل على جائزة نوبل ويتركنا وشأننا». وأضاف في وصف خطة كيري «لا تستحق الورقة التي كتبت عليها، ليس فيها أمن ولا سلام». وتابع: «وزير الخارجية الأميركي، الذي جاءنا عازما، يعمل مدفوعا بهوس غير مفهوم ويمتلك توقعات ليست منطقية، لا يمكنه أن يعلمني شيئا بما يخص الصراع مع الفلسطينيين».

ورفض المتحدث باسم يعالون التعليق على التقرير الذي أثار جدلا في إسرائيل. وسارعت وزيرة العدل تسيبي ليفني، المسؤولة عن ملف المفاوضات بالتعليق على كلام يعالون الذي لم يحدد تاريخه، بقولها، إن «العلاقات مع الولايات المتحدة هي كنزنا الاستراتيجي الأكبر، وهي حيوية لأمن إسرائيل، ووزير الخارجية كيري يعمل بدأب لإنهاء الصراع مدفوعا بفهم عميق أن هذه هي مصلحة إسرائيلية».