واشنطن زرعت برامج تجسس في 100 ألف كومبيوتر عبر العالم

«وكالة الأمن القومي» تعتمد على تكنولوجيا تمكنها من مراقبة أجهزة غير متصلة بالإنترنت

شعار «وكالة الأمن القومي» خارج مقرها في فورت ميد بولاية ميريلاند (أ.ب)
TT

زرعت أكبر وكالة أميركية تعنى بأنشطة التجسس برامج في نحو مائة ألف جهاز كومبيوتر في أنحاء العالم يسمح لها بالقيام بأعمال مراقبة من خلال تلك الأجهزة ويمكن أن توفر طريقا سريعا رقميا للهجمات الإلكترونية. وجاء الكشف عن هذه المعلومات عشية خطاب للرئيس باراك أوباما حول إصلاح برامج المراقبة.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، استنادا إلى معلومات مسؤولين أميركيين وخبراء كومبيوتر ووثائق سربها إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأميركية، أن «وكالة الأمن القومي» حملت معظم البرامج من خلال دخولها على شبكات كومبيوتر لكنها استخدمت أيضا تكنولوجيا سرية تسمح بدخولها حتى على أجهزة الكومبيوتر غير المتصلة بالإنترنت.

وقالت الصحيفة إن هذه التكنولوجيا مستخدمة منذ عام 2008 على الأقل وتعتمد على قناة سرية لموجات اللاسلكي التي تبث من لوحات دوائر متناهية الصغر وبطاقات «يو. إس. بي» وضعت سرا في أجهزة الكومبيوتر. وتابعت الصحيفة أن «تكنولوجيا بث ترددات لاسلكية ساعدت في حل واحدة من أكبر المشكلات التي واجهت وكالات الاستخبارات الأميركية على مدى سنوات، وهي الوصول إلى أجهزة كومبيوتر حاول الأعداء وبعض الشركاء الأميركيين جعلها منيعة على التجسس أو الهجمات الإلكترونية». وأضافت قائلة: «في معظم الأحوال، يجب وضع أجهزة بث الترددات اللاسلكية بواسطة جاسوس أو جهة الصنع أو مستخدم غير حذر».

وشملت الأهداف المتكررة للبرنامج الذي أطلق عليه الاسم الشفري «كوانتم»، وحدات بالجيش الصيني تتهمها واشنطن بشن هجمات إلكترونية على الجيش الأميركي وأهداف صناعية. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن البرنامج نجح أيضا في وضع برامج في شبكات الجيش الروسي ونظم تستخدمها الشرطة المكسيكية وعصابات المخدرات ومؤسسات تجارية بالاتحاد الأوروبي وحلفاء مثل السعودية والهند وباكستان. وأضافت الصحيفة أنه لا توجد أدلة على أن وكالة الأمن القومي وضعت برامج أو استخدمت تكنولوجيا بث الترددات اللاسلكية داخل الولايات المتحدة.

وتعليقا على هذه المعلومات، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدثة باسم وكالة الأمن القومي فاني فاينز قولها إن «أنشطة الوكالة تستخدم خصوصا لتطال أهداف الاستخبارات الأجنبية الصالحة فقط لا غير»، مضيفة أن استخدام الأدوات التي هي في تصرف الوكالة يجري في ظل مراقبة «القانون والمعايير السياسية والقيود التكنولوجية والأخلاقية». وتابعت أن «نشر التقنيات والأدوات التي تستخدمها وكالة الأمن القومي مستمر وهذا يهدد أمن الولايات المتحدة وحلفاءنا».

وجاء الكشف عن هذه المعلومات بينما يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما للكشف غد الجمعة عن إصلاحات في أجهزة الاستخبارات تشمل كيفية عمل وكالة الأمن القومي مع اتجاه لمنح الأميركيين مزيدا من الثقة في أن خصوصياتهم لا تنتهك. وفي منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قدم خبراء كلفهم أوباما بهذه المهمة أربعين توصية لإصلاح برامج المراقبة من قبل الاستخبارات الأميركية واعتبروا أن على الوكالة ألا تحتفظ بالمعلومات المتعلقة بالاتصالات الهاتفية التي تجمعها أو أن على واشنطن التعاون بشكل أفضل مع «حلفائها المقربين». وذكرت «نيويورك تايمز» في تقرير منفصل نقلا عن مصادر قريبة من الملف أنه لا يتوقع أن يتبع أوباما «التوصيات الأكثر حزما لمستشاريه» وسيطلب من الكونغرس إعلان موقف من المسائل الأصعب. وبحسب الصحيفة، يتوقع أن يزيد أوباما «القيود للوصول إلى المعلومات الشخصية في الاتصالات الهاتفية وأن يدعو إلى وضع معايير لاحترام الحياة الخاصة للأجانب وأن يقترح إنشاء منصب ممثل عام لدرس مشكلات حماية الحياة الخاصة أمام المحاكم السرية التي تنظم عمل الاستخبارات الأميركية». ولا يتوقع أن يدعو إلى أن تقوم شركات الاتصالات بتخزين المعلومات الشخصية التي تجمعها وكالة الأمن القومي وليس الوكالة نفسها.