«تسلم الأيادي».. تصدرت بورصة الأغاني الوطنية الأكثر تأثيرا

ازدانت بها سيارات الجيش و«تكاتك» المواطنين ورقصت على أنغامها النساء

TT

«تسلم الأيادي».. كانت الأغنية الأكثر حضورا أمام لجان الاقتراع على دستور مصر الجديد وفي الشوارع والحواري المصرية خلال يومي الاستفتاء. تصدرت الأغنية المهداة للجيش المصري بورصة الأغاني الوطنية المحفزة على الخروج للاستفتاء، متفوقة على أغان وطنية لمشاهير الغناء في مصر والعالم العربي.. وازدانت بها سيارات الجيش والمواطنين و«التوك توك» (سيارة أجرة صغيرة تستخدم في المناطق الشعبية) وسيلة المواصلات الأكثر شعبية عبر مكبرات الصوت.

وظلت فاطمة صبره، وهي سيدة دخلت عقدها الثامن، تتراقص على أغنية «تسلم الأيادي» أمام لجنتها في ضاحية شبرا. وشاركتها في الرقص سهام فتح الباب (40 عاما) وسط مئات السيدات اللاتي أطلقن «الزغاريد» للتعبير عن فرحتهن بالتصويت بـ«نعم» في الاستفتاء، بعدما دفعت إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة بسيارات للدعم النفسي والمعنوي أمس، لتشجيع المواطنين على المشاركة في الاستفتاء على الدستور، وطمأنة جماهير الشعب المصري، بأن القوات المسلحة توفر لهم الدعم والحماية.. وتحمل سيارات الجيش سماعات كبيرة، وأجهزة صوت لترديد الأغاني الوطنية.

وسعت الحكومة والأحزاب السياسية وفي مقدمتها حزب النور السلفي، بشتى الطرق إلى الوصول لكسب ود الناخبين لحصد أكبر عدد من الأصوات، سواء باللافتات أو الصفحات الدعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

وبينما جابت حافلات كبيرة بألوان مختلفة في شوارع القاهرة والمحافظات تدعو للتصويت بـ«نعم»، ويعتلي سقف كل حافلة مجموعات من الشبان في أزياء يشبه لونها لون الحافلة، ظهر «التوك توك» كمنافس قوي لكل تلك الوسائل باعتباره الأسرع للوصول إلى الناخبين في الأحياء الشعبية والقرى الفقيرة التي قد لا تصل إليها السيارات العادية.

ففي منطقة غمرة القريبة من وسط القاهرة طافت مجموعة من النساء والأطفال أمام اللجان الانتخابية مرددين أغنية تسلم الأيادي ومطلقين الزغاريد. وتقول فاطمة صبرة إن «الرجال من كبار السن شاركوا النساء رقصهن وفرحتهن بالاستفتاء»، لافتة إلى أن الأغاني الوطنية ألهبت مشاعر الجميع بضرورة الخروج والمشاركة في مستقبل مصر.

وعن تفضيل الجميع للرقص على «تسلم الأيادي»، قالت صبرة: «الأغنية فيها شيء يجعل الجميع يغنيها.. خاصة أنها كانت الأغنية الوحيدة التي ارتبطت بالمصريين الذين خرجوا في 30 يونيو للميادين».

ورغم تصدر «تسلم الأيادي» الأغاني الأكثر إذاعة أمس أمام اللجان، فإن الأغاني الوطنية الأخرى كان لها نصيب أيضا من الإذاعة، فعلى أغنية «ما شربتش من نيلها» للمطربة شيرين، جابت السيارات حاملة مكبرات صوت في حي باب الشعرية والموسكي بوسط القاهرة. وفي حي عين شمس شرق القاهرة دارت مكبرات الصوت بأغنية «لو سألتك أنت مصري. تقول إيه» للمطربة نانسي عجرم. وعلى صوت شادية في «يا حبيبتي يا مصر» تراقصت السيدات والرجال أمام اللجان في وسط العاصمة المصرية القاهرة.

أما في شبرا الخيمة (القاهرة الكبرى) فلقد جابت السيارات في الأحياء، وأمام المقار الانتخابية، مرددة أغنية لتأييد الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش، وجاءت بعض كلماتها «بنحبك يا سيسي.. وبكره تبقى رئيسي»، على نسق أغنية المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الشهيرة «بحب عمرو موسى وباكره إسرائيل».

وفي منطقة الجمالية بوسط القاهرة، مسقط رأس الفريق أول السيسي، رصدت «الشرق الأوسط»، مسيرة كبيرة مساء أول من أمس، نظمها مجموعة من شباب المنطقة الواقعة في حي الحسين الشعبي الشهير وامتدت حتى منطقة وسط القاهرة، استخدموا خلالها طريقة مبتكرة في دعوتهم لأهالي المنطقة للمشاركة في الاستفتاء؛ حيث رفعوا «الطبل» وأواني الطهو الفارغة وقاموا بالطرق عليها بشدة، مما أثار المئات من الأهالي فالتفوا حولهم وشاركوهم الطرق على الأواني. وحث الشباب من المشاركين الأهالي على الذهاب إلى صناديق الاقتراع. كما توقف عدد كبير من السيارات المارة وشاركوا في المسيرة وأطلقوا أصوات عالية من آلات التنبيه.

من جهته، يشير سيد توفيق، سائق «توك توك»، إلى أن هناك نوعين للدعاية أمس، إما ركوب بعض الأهالي والشباب في «التوك توك» ويجوب الحي الشعبي ليوزع أعلام مصر ومطويات ورقية تحوي عبارة «نعم للدستور»، أو تأجير «التوك توك» بواسطة بعض الأهالي ووضع مكبر صوت فوقه خلال سيره في شوارع المنطقة يعرض الأغاني الوطنية، مع تعليق صورة كبيرة لنعم للدستور على جانبي «التوك توك» أو في الخلف.

سائق آخر لـ«التوك توك» اسمه إبراهيم سعيد يعمل بشارع ترعة الجبل في حي عين شمس (شرق القاهرة)، يرجع الاستعانة بمكبر صوت في «التوك توك»، إلى أن معظم سكان الأحياء الشعبية، يحبون التعايش مع الأغاني الوطنية عبر مكبرات الصوت.