الرئيس هادي يعلن انتهاء مهام الحوار الوطني بإقرار «الوثيقة الختامية»

اغتيال عضو في الحوار الوطني بصنعاء ومستشار محلي في لحج

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (رويترز)
TT

أعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس الثلاثاء «بشكل مفاجئ»، اختتام مهام الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الشامل بإقرار الوثيقة الختامية، والبيان الختامي بالإجماع، بالتزامن مع عمليات اغتيال، في العاصمة صنعاء، ومحافظة لحج الجنوبية، كان أبرزها اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثيين، الذين أعلنوا انسحابهم من الجلسة الختامية احتجاجا على ذلك.

وترأس الرئيس هادي جلسة مؤتمر الحوار أمس بصورة مفاجئة، حيث كان من المتوقع أن تختتم الجلسة أعمالها، الخميس المقبل، وكشف هادي عن: «قرارات قوية سيتخذها بعد انتهاء جلسة مؤتمر الحوار، أمس لمعالجة الاختلالات الأمنية الأخيرة»، ودعا هادي الشعب اليمني «للوقوف بجانبي من أجل اليمن». مؤكدا أن حفل الاختتام سيكون يوم السبت المقبل بحضور عربي ودولي.

واختير هادي رئيسا انتقاليا للبلاد، في انتخابات توافقية من مرشح واحد، عام 2012، لفترة ولاية تستمر عامين، بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتنتهي فترته في فبراير (شباط) المقبل، إلا أن الأطراف السياسية اتفقت على التمديد له عاما آخر للإشراف ومتابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار بحسب مصادر مطلعة.

وقال الرئيس عبد ربه منصور هادي، إن مخرجات مؤتمر الحوار ستكون «ملكا للشعب اليمني كله يحميها ويسهر على تطبيقها ويعاقب من يريد إعاقة تنفيذها على أرض الواقع». موضحا بأنه «سيعمل على تنفيذها بصورة دقيقة وحرفية وبشكل متدرج خلال الفترة القادمة». وندد الرئيس هادي بجريمة اغتيال الدكتور أحمد شرف الدين، واعتبره «عملا تدميريا إرهابيا يستهدف أمن واستقرار الوطن». مطالبا بأن يستمر الحوار، حتى موعد الحفل، وقال: «حتى لو قتل الرئيس وجميع فريقه، فيجب أن يستمر الحوار والانتصار على قوى الشر»، لافتا إلى أن الذين يريدون الخروج منه يسلمون قوى الخير للشر.

وانطلق مؤتمر الحوار الوطني في 18 مارس (آذار) العام الماضي، بمشاركة 565 شخصا، يمثلون مختلف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، واستمر عشرة أشهر، بعد أن كان مقررا له ستة أشهر بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.

على الصعيد الأمني، اغتال مسلحون مجهولون صباح أمس، بصنعاء الدكتور أحمد شرف الدين عضو مؤتمر الحوار عن جماعة الحوثيين، وبحسب مصدر أمني، فقد أطلق مسلحون النار على سيارة شرف الدين أثناء توجهه إلى مقر انعقاد مؤتمر الحوار، وتعتبر هذه الحادثة هي الثانية من نوعها، حيث سبق أن اغتيل البرلماني وممثل الحوثيين في الحوار عبد الكريم جدبان برصاص مجهولين نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي.

وأعلنت جماعة الحوثي عقب ذلك انسحاب ممثليهم من الجلسة الختامية للمؤتمر، وقالت الجماعة في بيان صحافي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن الاغتيال جريمة بشعة تستهدف الوطن والكلمة الصادقة والموقف الحر واستهداف مباشر لمخرجات الحوار الوطني في بناء دولة يمنية حديثة»، مشيرة إلى أن «هذه الجريمة هي نتيجة النشاط الاستخباراتي الأميركي الذي يحرك أدواته المحلية للنيل من الوطن وتخريبه واستهداف أبنائه وكوادره الوطنية». وسارعت الحكومة اليمنية إلى الإعلان «عن مباشرة الأجهزة الأمنية إجراءات التحقيق لكشف ملابسات هذا الحادث ومن يقف وراءه»، وتعهدت في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء الحكومية، «بتعقب وضبط الجناة الذين لن ينجوا بفعلهم الإجرامي، وسيتم إلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ومن يقفون وراءهم، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل والرادع». فيما دان مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بنعمر بشدة «اغتيال عضو مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد شرف الدين»، وقال: «إنها جريمة في حق اليمن واستهداف جديد للعملية السياسية ومحاولة يائسة لإفشال مؤتمر الحوار، داعيا السلطات إلى محاسبة مدبري هذه الجريمة ومنفذيها». وبالتزامن مع عملية الاغتيال هذه، نجا نجل القيادي في حزب الإصلاح الإسلامي عبد الوهاب الإنسي من محاولة اغتيال بعد تفجير عبوة ناسفة في سيارته وسط صنعاء، وأوضحت مصادر في حزب الإصلاح أن «عامر الإنسي أصيب بجروح بليغة بعد انفجار عبوة ناسفة زرعت أسفل سيارته».

وفي محافظة لحج الجنوبية اغتيل مستشار محافظ محافظة لحج، محمود راجح، في انفجار عبوة ناسفة زرعها مجهولون يعتقد أنهم من «تنظيم القاعدة» في سيارة بمدينة الحوطة، وقالت مصادر طبية في لحج لـ«الشرق الأوسط»: «إن راجح أصيب بجروح عميقة بسبب الانفجار، وتم إسعافه إلى أحد المستشفيات لكنه فارق الحياة».