رئيس جنوب السودان يبدي استعداده للتوقيع على وقف إطلاق نار من طرف واحد

المتحدث باسم الخارجية لـ«الشرق الأوسط»: تأجيل قمة إيقاد الطارئة إلى أجل غير مسمى

TT

كشف رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت عن استعداده للتوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب حكومته حتى في حال رفض المتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار، مستبعدا مشاركة مشار في الانتخابات التي ستجرى في عام 2015 بسبب ما وصفه بـ«الضلوع في قتل المدنيين».

واتهم كير دولا - لم يسمها - بتضليل الرأي العام العالمي حول الحرب الدائرة، فيما قللت مجموعة مشار من تصريحات كير وعدتها استهلاكا سياسيا، وشددت على أن قواتها ما زالت تسيطر على مدينة ملكال. في وقت أعلنت فيه خارجية جنوب السودان عن تأجيل قمة الإيقاد (شرق أفريقيا)، والتي كان يفترض أن تنعقد غدا في جوبا، إلى أجل غير مسمى.

وقال كير، في اجتماع مع سفراء بلاده في الخارج أمس، إن «حكومته مستعدة للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار من طرف واحد، حتى في حال رفض المتمردون ذلك، وإن وقف إطلاق النار سيعقبه البدء في عملية المصالحة الوطنية الشاملة بعد تشكيل مفوضية قومية تقوم بالإجراءات والترتيبات اللازمة»، مجددا التزام حكومته بإجراء الانتخابات العامة في العام المقبل.

واستبعد كير مشاركة نائبه السابق، وقال إن «مشار متورط في قتل المدنيين»، مشددا على أن حكومته جادة في تقديم من يصفهم بالمتورطين في جرائم ضد المدنيين إلى العدالة، وأن «الذين ارتكبوا جرائم قتل المدنيين جرى اعتقالهم، وأنا أرفض مثل هذا السلوك.. وأي شخص قام بهذا السلوك على أساس مناصرتي، عليه معرفة أنه سيدمر شخصيتي، ولن أقبل به».

واتهم كير بعض الدول - التي لم يسمها - بتضليل الرأي العام العالمي، من خلال تصويرها أن الصراع الدائر في بلاده قائم على أساس إثني بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها والنوير التي ينحدر منها مشار. مشيرا إلى أن التمرد أحدث دمارا بالغا للمدن الرئيسة في بور وملكال وبانتيو. وكرر استعداده لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين التسعة، ومن بينهم الأمين العام للحزب الحاكم باقان أموم، بعد اكتمال الإجراءات القانونية ضدهم والاستماع لتقرير وزير العدل في حكومته.

من جهته، قلل المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسيس فوك لـ«الشرق الأوسط» من تصريحات كير، ووصفها بأنها «مادة للاستهلاك السياسي وإهدار للوقت». متهما كير بأنه هو من ارتكب جرائم ضد المدنيين، ورعايته لميليشيا خاصة به. وقال، إن «لم نتحدث على أن الصراع الحالي هو بين قبيلتي الدينكا والنوير، ولكن كير أراد أن ينحو به إلى هذا الاتجاه.. وعليه أن يقدم نفسه إلى العدالة أولا قبل اتهام الآخرين».

وأضاف فوك أن «كير أعلن عن موقفه السياسي في قضايا لم يأت أوانها في المفاوضات الحالية حاليا بين الوفدين في أديس أبابا»، مشيرا إلى أن الخارطة السياسية التي أعلنها في مؤتمره الصحافي أول من أمس ليس فيها جديد لأنها طرحت داخل أروقة الحزب وكانت من أسباب الخلافات، مؤكدا أن «كير وقف ضد هذه الخطوات التي كنا نطالب بها، وجاء اليوم ليعلنها كوقف يخصه وحده».

ونفى فوك بشدة سيطرة جيش جنوب السودان على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل النفطية، بعد أن أعلن المتحدث باسم الجيش ذلك أول من أمس، وقال إن «القوات الموالية لمشار ما زالت تسيطر على المدينة، وأن مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي خالية من قوات الطرفين». وأضاف أن «كير ظل يعلن انتصارات وهمية في ملكال وبور، ولكن كل ما أعلن غير صحيح». وأضاف أن «وفده جاهز لتوقيع وقف إطلاق النار، وأنه ما زال في انتظار الطرف الآخر بالعودة من جوبا».

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم خارجية جنوب السودان ماوين ماكول لـ«الشرق الأوسط» تأجيل قمة دول الإيقاد التي كان يفترض أن تستضيفها بلاده غدا إلى أجل غير مسمى. وقال إن «حكومته هي التي طلبت تأجيل القمة بسبب قرب انعقاد القمة الطارئة للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا في الـ29 من الشهر الحالي»، مشيرا إلى أن قمة الإيقاد كانت ستناقش الأوضاع في جنوب السودان والمفاوضات التي تقودها وساطة من قبل المنظمة الإقليمية.