الجيش الإسرائيلي يشن حملة اغتيالات في غزة

«الشاباك» يشير إلى «إحباط» هجمات لتنظيم القاعدة

طفلة فلسطينية مع آخرين بعد غارة إسرائيلية استهدفت قياديا في حركة الجهاد الإسلامي في بيت حانون شمال قطاع غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

كشف النقاب في إسرائيل، أمس، عن إحباط الأجهزة الأمنية، مخططات لتنظيم القاعدة الدولي، تهدف لارتكاب عمليات في الكنيست الإسرائيلي في القدس، ومقر السفارة الأميركية في تل أبيب واختطاف جنود من الجيش، إضافة إلى إطلاق النار على حافلات إسرائيلية.

وقال «الشاباك» الإسرائيلي، بأنه بالتعاون مع الشرطة، اعتقل قبل عدة أسابيع فلسطينيين اثنين من سكان القدس وآخر من جنين، كانوا على اتصال مع تنظيم القاعدة وكانوا يتلقون تعليماتهم من قطاع غزة. وجاء في التفاصيل أن أحد مسؤولي «القاعدة» في غزة، ويدعى عريب الشام، كان يزودهم بالمعلومات عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، تفاصيل بعض الاعترافات، وقالت: إن إياد أبو سارة، من القدس، اعترف بأنه كان يخطط لجلب 5 من الرعايا الأجانب إلى إسرائيل بهويات روسية مزورة، وكانت مهمته استقبالهم وتعريفهم بموقع الكنيست والسفارة الأميركية، ومساعدتهم على تنفيذ هجوم مزدوج متزامن، واحد في الكنيست، والثاني في السفارة الأميركية بواسطة عبوات ناسفة وشاحنة مفخخة وانتحاريين، على أن يتبع ذلك انفجار ثالث وقت وصول سيارات الإسعاف وأجهزة الأمن.

وأقر أبو سارة بأنه اتفق مع مسؤوله على السفر إلى سوريا من أجل تلقي التدريبات اللازمة. وقال: إن مسؤوله أبلغه تحيات أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة وأنه يبارك هذه العمليات.

كما اعترف روبين أبو نجمة، من القدس أيضا، أنه خطط لاختطاف جندي من الجيش الإسرائيلي من محطة الباصات المركزية في المدينة ووضع عبوة ناسفة أمام منزل يعود ليهود في منطقة سكناه بعدما تلقى نماذج عن طرق إعداد العبوات الناسفة.

أما علاء غانم، من منطقة جنين، فقد خطط، حسب المصادر الإسرائيلية، لتشكيل خلية لـ«القاعدة»، مهمتها ارتكاب عمليات ضد أهداف إسرائيلية بما فيها إطلاق النار على الحافلات. وقال «الشاباك» بأنه لا يوجد أي اتصال بين المعتقلين الثلاثة، إذ سعى المسؤول في غزة، لتجنيدهم فرديا. ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة من صحة الاتهامات.

وقال مصدر أمني كبير في إسرائيل «إن قطاع غزة أصبح مرتعا لتنظيم القاعدة الإرهابي». وجاء هذا الزعم، في وقت استأنفت إسرائيل سياسة الاغتيالات الموجهة ضد ناشطين في القطاع. وقتل الجيش الإسرائيلي، أمس، في غارة جوية على غزة، فلسطينيين، قال: إن أحدهما كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ على النقب أثناء جنازة رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون قبل أسبوعين.

ونعت حركة الجهاد الإسلامي، أحمد الزعانين، وقالت: إن دمه لن يذهب هدرا، لكن الجيش الإسرائيلي قال: إن الزعانين كان عضوا سابقا في الجهاد، وانضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي: «باستهداف زعانين، أزال الجيش تهديدا فوريا».

وأضاف أن «الزعانين كان في الأسابيع الأخيرة مسؤولا عن عدة عمليات إطلاق صواريخ باتجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة». وتعهد الجيش الإسرائيلي بمواصلة مثل هذه الضربات «الوقائية».

وهذه ثاني ضربة موجهة ضد فلسطينيين متهمين بإطلاق صواريخ عقب جنازة شارون. فقد أصيب فلسطيني من غزة، الأسبوع الماضي في عملية قال الجيش الإسرائيلي بأنها تستهدف أحد مطلقي الصواريخ. وأقر داني دانون، نائب يعالون، بأن الجيش الإسرائيلي بدأ عملية واسعة لاغتيال من وصفهم بعناصر «الإرهاب» المسؤولين «عن تعكير أمن المستوطنات جنوب إسرائيل».

وردت «حماس» قائلة بأنها جاهزة لرد أي اعتداء على القطاع. وقال صلاح البردويل القيادي البارز في حركة حماس، بأن حركته على «أتم الجهوزية لردع أي حرب محتملة من الاحتلال على القطاع»، مستبعدا في الوقت نفسه أن تنفذ إسرائيل حربا واسعة ضد غزة. وأكد البردويل وجود اتصالات مع مصر لتهدئة الموقف. وكانت «حماس» نشرت مزيدا من قواتها على الحدود مع إسرائيل لمنع تدهور الأوضاع الأمنية.

وتقع فولجوجراد، وهي مدينة صناعية، على بعد 700 كيلومتر من منتجع سوتشي، الذي يستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وأثارت هذه الهجمات مخاوف إزاء الأمن خلال دورة الألعاب الأولمبية في الفترة ما بين 7 إلى 23 من شهر فبراير (شباط) المقبل.