قلق أميركي من محاولات إيرانية لـ«تحوير» الاتفاق النووي

البيت الأبيض: المسألة تتعلق بما يفعلونه وليس ما يقولونه

حسن روحاني و محمد جواد ظريف
TT

اتهمت واشنطن إيران بمحاولة تحوير الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية الست، بعد تصريحات قادة إيرانيين بأن واشنطن تسيء تفسير شروط الاتفاق.

وتركت تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية جواد ظريف البيت الأبيض في موقع المتصدي لاتهامات له بالتقليل من أهمية التنازلات، التي قام بها في الاتفاق المرحلي، الذي دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، وتضخيم الالتزامات الإيرانية.

وكان ظريف قال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»: «يحاول البيت الأبيض وصفه (الاتفاق) على أساس أنه تفكيك لبرنامج إيران النووي»، نافيا أن تكون طهران قد قطعت مثل ذلك الوعد. وقال ظريف في المقابلة التي بثت الأربعاء: «إذا وجدتم كلمة واحدة تشبه التفكيك أو ربما يمكن وصفها بالتفكيك في كامل النص، أسحب تصريحي».

وفي مقابلة أخرى مع «سي إن إن»، قال روحاني إن إيران لديها رؤية مختلفة لبنود اتفاق نووي نهائي عن واشنطن التي تتوقع من إيران تفكيك أجزاء مهمة من برنامجها النووي.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستدمر أجهزة طرد مركزي في منشآتها تستخدم لتخصيب اليورانيوم، أكد روحاني: «أبدا مهما حصل، أبدا مهما حصل».

ورد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بالقول إن واشنطن كانت تدرك أن إيران ستحاول «تحوير» الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، لمصلحتها ولأسباب سياسية داخلية. وقال كارني إن «المسألة تتعلق بما يفعلونه، وليس بما يقولونه».

وأضاف أن مسألة «تفكيك» أجزاء من برنامج إيران النووي أكثر أهمية للمفاوضات حول الاتفاق النهائي الشامل الذي تسعى الولايات المتحدة والغرب للتوصل إليه مع إيران أكثر منه الاتفاق المرحلي.

وأجبرت تعليقات ظريف وروحاني الإدارة الأميركية على القيام بخطوات جديدة للدفاع عن الاتفاق النووي، مع تصديها لمساعٍ تقوم بها مجموعة من النواب من الحزبين لفرض عقوبات جديدة على إيران، يخشى الرئيس باراك أوباما أن تخرب العملية السياسية.

واقتنص السيناتور الجمهوري مارك كيرك، أحد أشد المؤيدين لعقوبات جديدة فرصة تعليقات ظريف الخميس. وكتب كيرك على «تويتر»: «يجب إزالة 15 ألف جهاز طرد مركزي لمنع قنبلة إيرانية». وكتب في رسالة أخرى على «تويتر»: «يطالب مشروع القانون لإيران خالية من السلاح النووي، إيران بتفكيك البنية التحتية النووية وبمنع (تصنيع) قنبلة إيرانية. حان الوقت لمجلس الشيوخ أن يصوت».

وأقرت إدارة أوباما بأنه لن يكون من الممكن التوصل لاتفاق مثالي مع إيران لإنهاء برنامجها النووي، وهو ما تريده إسرائيل وصقور المشرعين، لكنها تضغط من أجل تنازلات من إيران يمكن إثباتها، من شأنها أن تبعدها أكثر عن إنتاج سلاح نووي.

وفرص التوصل لاتفاق وسط بيئة سياسية حساسة في كل من واشنطن وإيران، ربما تعتمد على قدرة الطرفين على الخروج من محادثات يعلنون فيها الانتصار، وقادرين على تقديم الاتفاق أمام جمهوريهما في ضوء مختلف.

وبموجب الاتفاق النووي أوقفت إيران إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة أكبر من خمسة في المائة، وبدأت في تحويل اليورانيوم المتوسط التخصيب مع وقف العمل على المفاعلات في نطنز وفوردو وآراك.

بالمقابل، تقوم القوى العظمى بتخفيف العقوبات في صفقة بقيمة ستة إلى سبعة مليارات دولار، تتضمن الإفراج عن 4.2 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج.