تصاعد وتيرة القصف الجوي في حلب ودمشق.. وارتفاع قتلى «اليرموك» جوعا إلى 63

«داعش» تنفذ أول عملية إعدام بالسيف في الرقة

TT

تصاعدت وتيرة القصف الجوي لمناطق واسعة في العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب وريفها، أمس، بموازاة المحادثات التي تعقد في مؤتمر جنيف 2 للتوصل إلى حل سلمي للأزمة السورية، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد ضحايا مخيم اليرموك بسبب الجوع ونقص المواد الطبية، ارتفع إلى 63 قتيلا. وتزامن ذلك مع انسحاب كامل عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» من بلدة «سرمين» بريف إدلب، وتوجههم إلى مدينة الرقة التي يسيطر التنظيم عليها، وأعدم فيها، أمس، «شابين بالسيف عند دوار النعيم وسط المدينة»، بحسب ناشطين.

وأعلن ناشطون، أمس، تعرّض أحياء عدة في مدينة حلب إلى قصف جوي عنيف نفذته المروحيات العسكرية والطيران الحربي التابعة للجيش النظامي، مستخدمة الصواريخ والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا. وقال ناشطون إن الغارة الجويّة التي نفّذتها إحدى المقاتلات الحربية على حي ضهرة عواد، أودى بحياة عشرة أشخاص على الأقل. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن القصف بالبراميل المتفجرة «استهدف أحياء الشعار والميسّر والجزماتي وكرم حومد»، مشيرا إلى أنه أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وسقوط عشرات الجرحى.

ويأتي ذلك بموازاة تواصل الاشتباكات في مدينة حلب، بين القوات الحكومية وكتائب المعارضة التي أعلنت عن صد محاولة اقتحام بساتين برّي باتجاه حي المرجة جنوب شرقي مدينة حلب، غداة استهدافه بغارات جوية، أدت إحداها إلى مقتل 3 أشخاص.

وفي ريف دمشق حيث تفاقمت المعاناة الإنسانية في بلداتها المحاصرة، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، ارتفاع عدد قتلى مخيم اليرموك المحاصر منذ 200 يوم، جوعا، إلى 63 شخصا، مشيرا إلى أن القتلى قضوا جراء سوء الأوضاع الصحية والمعيشية، والنقص الحاد في الأغذية والأدوية.

وأوضح المرصد أن 61 شخصا قضوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية في المخيم جراء تدهور الأوضاع الإنسانية والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية النادرة الوجود أساسا، مطالبا الأمين العام للأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، «بالتحرك العاجل من أجل فك الحصار الذي يفرضه النظام السوري، ومسلحو الحركات الفلسطينية الموالية له، على مخيم اليرموك»، داعيا إلى «تحييد مخيم اليرموك وكافة المخيمات الفلسطينية عن الاشتباكات».

وتعاني الغوطة الشرقية قرب دمشق ظروفا معيشية مماثلة، بحسب ما يقول الناشط طارق الدمشقي لوكالة الصحافة الفرنسية، مشيرا إلى أنه «لم يعد ثمة إمكانية للحياة. الحصار خانق. لا يوجد عمل أو أموال أو دواء أو خبز، وإذا توافر يكون بأسعار جنونية».

في غضون ذلك، تواصلت أعمال العنف في ريف دمشق، ونفذ الطيران الحربي غارات جوية على أحد أحياء مدينة داريا جنوب دمشق، ومناطق في الغوطة الشرقية، بالتزامن مع اشتباكات بين مقاتلي المعارضة من جهة، والقوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ولواء «أبو الفضل العباس» من جهة أخرى.

وأفاد ناشطون عن تنفيذ الطيران الحربي غارة جوية على بلدة المليحة في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق في ظل قصف عنيف على البلدة باستخدام المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين كتائب المعارضة وقوات النظام في محيط إدارة الدفاع الجوي، مشيرين إلى استهداف الطيران الحربي بلدتي زملكا وأوتابا القريبة من مدينة دوما، بغارات جوية، كما تعرضت رنكوس لقصف مدفعي.

وامتدت الاشتباكات إلى طريق سرغايا - الزبداني، في القلمون، حيث شنّ الطيران الحربي عدّة غارات جويّة على الزبداني، كما تعرّضت المدينة إلى قصف عنيف باستخدام المدفعيّة الثقيلة وقذائف الدبابات من قبل قوات النظام المتمركزة على الحواجز العسكرية التي تحيط بها.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط برميل جديد متفجر على منطقة في خان الشيخ بالغوطة الغربية، كما نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في محيط إدارة الدفاع الجوي بالقرب من بلدة المليحة.

في غضون ذلك، أعلنت مصادر سورية معارضة في تصريحات متزامنة نقلتها مواقع إلكترونية، أن عناصر من «داعش» أعدموا شابين بالسيف عند دوار النعيم وسط مدينة الرقة شمال شرقي البلاد، في أول حادثة إعدام بالسيف في سوريا، ما يعدّ تغييرا في سياسة الإعدامات التي درجت على تنفيذها عناصر «داعش» رميا بالرصاص.

وقال ناشطون إن أحد منفذي الإعدام قرأ بيانا يفيد بأن الشابين شتما الرسول الأكرم، ويأتي بعد 10 أيام من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة الرقة بشكل كامل، حيث شهدت المدينة اقتتالا بين التنظيم وكل من حركة «أحرار الشام» وجبهة النصرة أعقبها خروجهما من المدينة.

إلى ذلك، أشارت مصادر في لواء «داود» في ريف إدلب إلى أنّ عناصر تنظيم «داعش» الذين انسحبوا من بلدة «سرمين»، توجهوا إلى معقل التنظيم في مدينة الرقة (شمال شرقي سوريا)، لافتة في تصريحات لموقع «زمان الوصل» إلى انضمام نحو 10 عناصر من التنظيم وهم من المهاجرين لصفوف اللواء.