في حين نفى قائد عمليات الأنبار، الفريق رشيد فليح، استهداف المدنيين في مدينة الفلوجة عبر عمليات القصف العسكري بالمدفعية، فإن عددا من أهالي المدينة وأطباء مستشفى المدينة العام أكدوا أن عمليات القصف التي تشهدها المدينة منذ ثلاثة أيام أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين.
وحدد فليح في تصريحات متلفزة، أمس، مدة 10 أيام للقضاء على عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» في مدينة الفلوجة. وأضاف فليح، أن «الجيش العراقي لديه أسلحة ومعدات تكفي لمحاربة المجاميع المسلحة في جميع أنحاء العراق»، مكذبا التقارير التي تفيد بأن طيران الجيش العراقي لا ينفذ سوى طلعتين فقط باليوم وأنه يحتفظ بالرقم الحقيقي لتلك الطلعات الجوية. كما نفى فليح استهداف الجيش العراقي المدنيين في مدينة الفلوجة بقذائف الهاون، متهما عناصر «داعش» باستهداف المدنيين. وأوضح فليح أن «التنظيمات الإرهابية والمسلحين تستغل المنطقة الصناعية في الفلوجة لتفخيخ السيارات، إضافة إلى عملية تهريب السلاح إلى داخل المدينة».
من ناحية ثانية، أفاد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» بأن «الفلوجة بدأت تشهد أوسع عملية نزوح سكاني خلال اليومين الماضيين بسبب كثافة القصف المدفعي من قبل الجيش». وقال الشيخ حميد الكرطاني، إن «قذائف الهاون التي سقطت يوم الجمعة على حي نزال أدت إلى مقتل عائلة بكاملها مكونة من خمسة أفراد»، مبينا أن «أحياء الضباط والعسكري وحتى مقبرة الفلوجة شهدت عمليات قصف أشعرت الناس بأن هناك تحركا غير طبيعي الأمر الذي أدى إلى نزوح شبه جماعي من المدينة».
من جانبها أكدت طبيبة، طلبت الإشارة إليها باسمها الأول فقط «إلهام»، أن «العنصر النسوي خرج تماما من مستشفيات المدينة وبقي عدد من الأطباء والممرضين من الرجال لمتابعة الحالات الإنسانية»، مشيرة إلى «أنهم اتخذوا من المستشفيات سكنا لهم لأن عائلاتهم خرجت من المدينة». وكان مصدر أمني في محافظة الأنبار أعلن أمس أن 12 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح بسقوط قذائف هاون أطلقها الجيش على مناطق متفرقة من مدينة الفلوجة، (62 كم غرب بغداد). من جانبه أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في بيان أن «الفلوجة مقبلة على أزمة إنسانية كبيرة في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه»، مشددا على «ضرورة إرسال المساعدات لإغاثة أهالي المدينة».
وفي وقت سابق، أمس، أعلنت قيادة عمليات الأنبار عن مقتل 20 من تنظيم «داعش». وقالت إن «القوات الأمنية خلال عملياتها العسكرية في الأنبار تمكنت من قتل 20 إرهابيا من تنظيم (داعش) وتدمير عجلة تعود إليهم في منطقة البوفراج». وعلى صعيد العمليات الحالية في مدينة الرمادي فإنه وفي الوقت الذي تحركت قوة من الفرقة العاشرة المتمركزة في جنوب محافظة المثنى باتجاه محافظة الأنبار لغرض المشاركة في العمليات العسكرية الحالية هناك، أعلن فارس إبراهيم، عضو المجلس التأسيسي لأبناء العراق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «العمليات العسكرية في الرمادي قائمة على قدم وساق من أجل استكمال تطهير بعض المناطق التي تشهد انتشارا للجماعات الإرهابية من تنظيمات (داعش) و(القاعدة) ومن يساندها من بعض من يسمون أنفسهم ثوار العشائر»، مبينا أن «العمليات الحالية والتي يقوم بها الجيش بمساندة أبناء العراق والصحوات والعشائر تتركز في منطقة البوفراج، شرقي الرمادي، وأن كل التوقعات تشير إلى إنه خلال اليومين المقبلين سوف تتم معالجة كل الأهداف في هذه المنطقة». وحول المناطق الأخرى التي كانت مسرحا للعمليات خلال الأيام الماضية مثل البوبالي والخالدية والصقلاوية، قال إبراهيم، إن «هذه المناطق تشهد هدوءا هذه الأيام بعد أن تم تطهيرها بالكامل من (داعش) ولكن هناك خلايا نائمة ستجري معالجتها خلال الأيام المقبلة».