إجبار سكارليت يوهانسون على الاستقالة كسفيرة لـ«أوكسفام»

منظمة الإغاثة: ترويج الممثلة لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية يتناقض مع مبادئها

TT

الحملة الدولية لمقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية الموجودة في الأراضي الفلسطينية المحتلة سجلت أمس نجاحا آخر مع استقالة الممثلة الأميركية سكارليت يوهانسون من دورها كسفيرة لمنظمة الإغاثة البريطانية أوكسفام. الممثلة التي تتحدر من أب دنماركي وأم يهودية أميركية استقالت من المنصب بعد حملة قامت بها منظمات دولية، منها «منظمة يهود من أجل الإسلام» وشخصيات عالمية، وذلك بسبب مشاركتها في إعلان عن جهاز لتحويل المياه العادية إلى مياه غازية من إنتاج شركة «صودا ستريم» التي تصنع الجهاز بمستوطنة إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن المعروف أن منظمة أوكسفام تتبنى دعوة لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي يتم تصنيعها في المناطق الفلسطينية المحتلة.

وتستعين الشركة بعمال إسرائيليين وفلسطينيين وتقول: إن مصنعها يقدم نموذجا للتعاون السلمي لكن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية لا يعترف القانون الدولي بشرعيتها وتدينها أوكسفام. وبعد مشاورات مع يوهانسون في وقت سابق هذا الأسبوع أبلغت النجمة السينمائية المنظمة بأنها ستنهي علاقتها بها.

ودافعت يوهانسون في بيان نشر على موقع صحيفة «هافينغتون بوست» عن شركة صودا ستريم التي اعتبرت أنها «تبني جسرا للسلام بين إسرائيل وفلسطين بدعم الجيران الذين يعملون معا ويتلقون أجرا متساويا وحقوقا متساوية». وأضافت: «وهذا ما يحدث في مصنعهم في معاليه ادوميم كل يوم».

وأثارت هذه التصريحات انتقادات واسعة من حركة المقاطعة التي دعت أوكسفام فورا إلى قطع علاقاتها مع الممثلة بسبب «دعمها للمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية».

وقالت المنظمة «وافقت أوكسفام على قرار سكارليت يوهانسون بالتخلي عن دورها كسفيرة بعد ثماني سنوات»، مشيرة إلى أنه «رغم احترام أوكسفام لاستقلالية سفرائنا، ولكن دور يوهانسون في الترويج لشركة صودا ستريم يتعارض مع دورها كسفيرة دولية لأوكسفام».

وقال عمر البرغوثي وهو ناشط فلسطيني في مجال حقوق الإنسان وعضو مؤسس في حركة «المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل» لوكالة الصحافة الفرنسية في رد مكتوب أن «سكارليت يوهانسون قررت عن وعي بأن تكون فتاة الغلاف الجديدة للاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري».

ورأى البرغوثي بأنه «باختيارها لدورها المعيب مع مستفيد من الاحتلال كصودا ستريم على عملها من أجل حقوق الإنسان مع أوكسفام، فإنها تذكرنا ببضعة فنانين بلا مبادئ، قاموا ببيع أرواحهم خلال النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ووقفوا على الجانب الخاطئ من التاريخ».

واعتبر البرغوثي أيضا بأن ما وصفه بفشل منظمة أوكسفام بإنهاء علاقتها مع يوهانسون يعد «فشلا أخلاقيا مذهلا».

وأشار إلى «فشل أوكسفام الأخلاقي المذهل بفعل الصحيح وطرد يوهانسون بسبب تواطئها الذي لا يمكن دحضه في تبييض انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي ستطارد المنظمة لبعض الوقت بين أصحاب الضمير من كل أنحاء العالم». وتابع: «قيام أوكسفام بالكيل بمكيالين ببساطة أمر لا يغتفر». وكانت الحركة دعت أوكسفام إلى «تحويل أقوالها إلى أفعال» وإنهاء عملها مع يوهانسون.

وأشارت الحركة في بيان في وقت سابق هذا الأسبوع «هنالك خيار واضح يجب اتخاذه بين الشهرة والمبدأ. ورفض الانفصال عن يوهانسون سيضر بمصداقية المؤسسة الخيرية بين الفلسطينيين والكثير من أصحاب الضمائر حول العالم».

قبل عدة سنوات قامت كريستين ديفيز، التي تؤدي دور شارلوت في المسلسل التلفزيوني «سيكس أند ذي سيتي»، بالترويج للمساحيق التي تنتجها مختبرات «اهافا البحر الميت». كما تنتج الشركة مساحيق في مستوطنة متزحي شاليم، التي تدرج منتوجاتها ضمن قائمة المقاطعة لأنها تستغل المصادر الطبيعية الفلسطينية وتتعارض مع القانون الدولي. وعملت ديفيز هي الأخرى مع أوكسفام، التي أسقطتها من قائمة سفرائها بسبب المواقف المتناقضة. وفي نهاية المطاف وبسبب الضغوطات الدولية أوقفت ديفيز تعاونها مع الشركة الإسرائيلية، وعادت تتعاون كسفيرة لأوكسفام.

وبدأت يوهانسون، 29 عاما، تعاونها مع أوكسفام عام 2005 وأصبحت سفيرة لها في عام 2007. بحسب المنظمة. وقالت المنظمة الدولية أمس بأن «أوكسفام تعتقد أن الأعمال الاقتصادية التي تتم في المستوطنات على غرار ما تفعله شركة صودا ستريم تشجع استمرار الفقر وضياع حقوق التجمعات السكانية الفلسطينية التي ندعمها».

وأكدت المنظمة أن المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة تخالف القانون الدولي. وأضافت: «تعتقد أوكسفام بأن شركات مثل صودا ستريم التي تعمل في المستوطنات تعزز الفقر وحرمان المجتمعات الفلسطينية التي نعمل على دعمها من حقوقها». وأكدت المنظمة معارضتها «لكافة أشكال التبادل التجاري مع المستوطنات الإسرائيلية التي تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي».

وأصبحت الممثلة الأميركية الوجه الإعلاني لشركة صودا ستريم ومن المقرر أن تظهر في إعلان لها سيتم بثه خلال المباراة النهائية لدوري كرة القدم الأميركية يوم الأحد. لكن الصفقة التي تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات أثارت غضب نشطاء وجماعات معنية بالشؤون الإنسانية.

ويأتي الجدل في وقت حساس تجرى فيه محادثات سلام بوساطة أميركية بين إسرائيل والفلسطينيين. ويخشى مسؤولون إسرائيليون من تنامي دعوة لمقاطعة إسرائيل ومستوطناتها اقتصاديا إذا فشلت محادثات السلام. وفي بيان نقلته وسائل إعلام أميركية قال متحدث باسم يوهانسون بأن هناك خلافا في الرأي بين يوهانسون وأوكسفام بخصوص حركة المقاطعة.