واجه ملايين الركاب في لندن أمس الأربعاء، ولليوم الثاني على التوالي، حالة من الفوضى بسبب إضراب يستمر 48 ساعة دعت إليه نقابة عمال قطارات الأنفاق بالعاصمة البريطانية، بسبب خطط لخفض الوظائف وإغلاق مكاتب بيع التذاكر. وتقوم أقدم وأضخم شبكة قطارات أنفاق في العالم بنقل أكثر من ثلاثة ملايين راكب يوميا برحلات محدودة حتى مساء اليوم الخميس.
ودعا اتحادا العمال الرئيسان إلى الإضراب، بعد أن فشلت النقابات في التوصل لاتفاق مع هيئة النقل بلندن، للاحتجاج على خطط هيئة قطارات الأنفاق في لندن خفض عدد الوظائف بنحو 1000 وظيفة وإغلاق مكاتب بيع التذاكر، في إطار تحديث الشبكة. ومن المزمع تنظيم إضراب ثان الأسبوع المقبل من 11 إلى 14 فبراير (شباط)، إلا أن رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الذي طالب المعارضة العمالية بأن تشجب هذا العمل، وصف الإضراب بأنه «مخز». وقال كاميرون على صفحته على موقع «تويتر» إن الإضراب «مخز ويسبب معاناة لملايين من سكان لندن».
وقال بوريس جونسون، عمدة لندن، إنه يشعر بـ«تعاطف كبير» مع الركاب وألقى باللوم على زعماء النقابات العمالية، إلا أنه رفض لقاء يوم الثلاثاء مع بوب كرو رئيس نقابة عمال القطارات الأرضية، ومانيويل كورتيه رئيس رابطة موظفي المواصلات. وقال إنه مستعد أن يلتقيهما فقط في حالة إلغاء الإضراب. وقالت النقابات إنها مستعدة لإلغاء الإضراب إذا سحب عمدة لندن الرسائل التي أرسلت لـ750 عاملا تخبرهم بإنهاء عقود العمل. وقال بوب كرو لهيئة البث البريطاني «بي بي سي»، إن السبب وراء الإضراب هو تهديد أعضاء نقابته بفقدان وظائفهم، مضيفا أنه مستعد أن يقبل بالتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في شبكة القطارات الأرضية التي قد تتسبب في تقليص عدد العاملين. وقال إنه من خلال المفاوضات يمكن إيجاد بدائل للعاملين، ويمكن تدريبهم ضمن خطة متفق عليها من أجل استيعابهم في الشبكة في أماكن أخرى.
وغادر الآلاف من عمال أنفاق القطارات عملهم الساعة التاسعة مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي بعد خلاف بشأن مواعيد إغلاق شبابيك حجز التذاكر في العاصمة البريطانية، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من ثمانية ملايين نسمة.
وطالب رئيس بلدية لندن، بوريس جونسون، قادة الاتحاد بإلغاء الإضراب، قائلا إنه رغم فقدان المئات من الوظائف فإنه لن يكون هناك أي تسريح إجباري.
وبدأ العاملون من الأعضاء في نقابتي العمال الرئيستين إضرابا في وقت متأخر من مساء أول من أمس الثلاثاء. الإضراب بدأ في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أي بعد ساعات من انتهاء وقت العمل، ولهذا فإن التأثير لم يكن كبيرا على حركة المواصلات. لكن في صباح اليوم الثاني، أي أمس الأربعاء، واجه الركاب بحلول ساعة الذروة أوقات انتظار طويلة في الحافلات والقطارات المزدحمة، بينما تعرضت العاصمة البريطانية لرياح قوية.
ولم يتمكن كثير من الركاب من الذهاب إلى عملهم رغم الحافلات التي أضيفت للخدمة، بينما لجأ ركاب آخرون إلى المشي واستخدام الدراجات لتجنب الطرق التي أغلقها الزحام. ونشر الركاب الذين اكتظت بهم أرصفة محطات القطارات صورا للفوضى على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي.
وقالت لوري سويني إنها تحتاج إلى 30 دقيقة إضافية إلى جانب زمن الرحلة الذي يستغرق في المعتاد ساعة من منزلها في شرق لندن إلى مكتبها القريب من حي المال بالعاصمة.
واكتظ الآلاف في محطات القطارات الأرضية لانتظار القطارات، وأغلقت الكثير من المحطات بسبب تكدس الركاب، بينما لم يتمكن الكثير من الركاب من أن يستقلوا القطارات بسبب اكتظاظها بالركاب بالفعل.
وتنقل شبكة مترو الأنفاق عادة نحو 5.4 مليون راكب يوميا، أي أكثر من نصف سكان العاصمة البريطانية.