أوفدت منظمة اليونيسكو في باريس بعثة طوارئ إلى مصر، في مهمة عاجلة عقب الانفجار الذي أصاب المبنيين اللذين يضمان متحف الفن الإسلامي ودار الكتب والوثائق القومية في حي باب الخلق بالقاهرة، وذلك لتقدير الأضرار التي لحقت بهما. وحسب بيان للمنظمة، فإن البعثة ضمت ممثلين عنها وعن المجلس الدولي للمتاحف و«اللجنة الدولية للدرع الأزرق».
اللجنة، اجتمعت مع الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار، ومع المديرين والموظفين المتخصصين، حيث قام هؤلاء بمعاينة معمقة للأضرار التي لحقت بالمباني وبما تحتويه من مقتنيات. وعلى الرغم من آثار التدمير المروعة التي عاينها أعضاء اللجنة داخل المباني وخارجها، فإنهم لاحظوا أن الاستقرار البنيوي للمتحف لم يتعرض للخطر، لكن أضرارا جسيمة أصابت الواجهة الخارجية ومعظم قاعات العرض في كل من المتحف ودار الكتب، فضلا عن الكوى في السقوف.
وحسب مصدر في اليونيسكو، فإن من الواجب إنجاز أشغال عاجلة لتغطية السقوف والنوافذ، وذلك من أجل وقاية المباني من المياه وتجنب مزيد من الأضرار في حالة هطول الأمطار. كما أن من الملحّ فحص ونقل ألواح الزخرفة في قمة الواجهة التي تفككت جراء التفجير، خشية أن تسقط وتصيب المارة أمام المبنى.
وحول ما يتعلق بالأضرار التي لحقت بمتحف الفن الإسلامي، فقد دُمرت جميع خزانات ومرافق العرض. كما أصابت الأضرار 161 قطعة دمر بعضها تدميرا كاملا وتعرض بعضها الآخر لأضرار هي من الجسامة بحيث يستلزم ترميمها سنوات عديدة وتمويلا ضخما.
وتجدر الإشارة بصفة خاصة إلى القطع الزجاجية الثمينة التي تحطمت، بما فيها تسعة مصابيح قيمة أتت من عدة مساجد، ويعود بعض منها إلى القرن التاسع. وقد قام موظفو المتحف بجمعها وفرزها، حتى ولو لم يكن من الممكن في الوقت الراهن معرفة ما هو السبيل إلى ترميمها.
أما القطع الخزفية فقد تعرضت هي أيضا لأضرار جسيمة. وفي ما يتعلق بمجموعة القطع الخشبية، بما فيها، على وجه الخصوص، محرابان قديمان فريدان من نوعهما، فإنه يجري في الوقت الراهن ترميمها. ولم تلحق بالمجموعات المعدنية سوى أضرار طفيفة، ويمكن لموظفي المتحف ترميمها بشكل سريع، ولحسن الحظ، فإن مختبرات الصون وقاعات المخازن، التي يوجد معظمها تحت سطح أرضية مبنى المتحف أو خلفه، بعضها لم يتعرض لأضرار وأصابت بعضها الآخر أضرار طفيفة؛ ومن ثم يمكن الآن استخدامها لحفظ وترميم سائر المجموعات.
وحول ما يتعلق بدار الكتب والوثائق القومية في حي باب الخلق بالقاهرة، فإن جميع خزانات العرض قد تهشمت؛ غير أن عددا قليلا من المخطوطات والكتب تضرر، وذلك بسبب المياه التي أتت من مرافق التزويد بالمياه المحطمة وبسبب غبار الزجاج. ومن الممكن بسهولة تامة القيام بعمليات تنظيف وترميم لهذه المقتنيات؛ ولكن ذلك يستلزم شهورا عديدة من العمل.
اليونيسكو أوضحت أنها ستتولى، قريبا، تقديم تدابير ترميم هاتين المؤسستين ومحتوياتهما إلى الجهات المانحة المحتملة في مصر وفي الخارج.