اتفاق لوقف النار بين الحوثيين وقبائل أرحب بضمانة الجيش

اغتيال ضابط مخابرات يمني في تفجير بصنعاء

لجنة الوساطة التي رعت الوساطة في أرحب («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت لجنة الوساطة، في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء، عن إيقاف المواجهات المسلحة التي اندلعت بين قبيلة أرحب وميليشيات جماعة الحوثيين، بعد اتفاق توصلت إليه أطراف النزاع بضمانة قوات الجيش، ورعاية رئاسية، في حين اغتال مجهولون بصنعاء ضابط مخابرات مع مرافقه أمس بتفجير عبوة ناسفة في سيارته.

وقالت لجنة الوساطة الرئاسية التي يرأسها قائد قوات الاحتياط اللواء الركن علي الجائفي، وعضوية أمين العاصمة عبد القادر علي هلال، وعدد من مشايخ قبليين، وبرلمانيين، إنها بدأت تنفيذ بنود الاتفاق على أرض الواقع منذ مساء أمس. واندلعت منذ أكثر من شهرين مواجهات عنيفة بين قبائل أرحب التي تعد من بين كبرى قبائل بكيل الشهيرة، والقريبة من العاصمة صنعاء، وجماعة الحوثيين الشيعية التي تفرض سيطرتها على محافظة صعدة، شمالا، وأجزاء من محافظة عمران، واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقالت مصادر قبلية في أرحب لـ«الشرق الأوسط» إن عدد قتلى القبيلة أكثر من 17 شخصا، والجرحى بالعشرات، بينما رجحت مصادر قبلية عدد قتلى الحوثيين بأكثر من 300 شخص، لكن لم تتأكد هذه الأرقام من مصادر مستقلة.

وتضمن الاتفاق الذي وقعه ممثلون عن جماعة الحوثيين وقبائل أرحب، أمس بحضور أعضاء اللجنة الرئاسية، تسعة بنود، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الحكومية، بينها «الوقف الفوري والنهائي لإطلاق النار»، تحت مراقبة وإشراف اللجنة، ورفع النقاط التي أقامها الطرفان أثناء الأحداث الأخيرة من جميع الطرقات في أرحب. ونص البند الثالث على إنهاء أي تمركز على جوانب الطرق من الطرفين تحت أي ذريعة، مع وضع نقطتين عسكريتين وتسيير الدوريات اللازمة من الجيش لضمان المرور الآمن للجميع ريثما تستقر الأوضاع، إضافة إلى التزام الجميع بتسليم نقاط التماس من الطرفين في اليوم الأول من التوقيع على هذا الاتفاق ووضع الجيش فيها حتى يستقر الوضع، وكذا إخلاء بقية المواقع ونقاط التمركز جميعها أينما كانت بالتزامن، وذلك في اليوم الثاني من توقيع هذا الاتفاق حسب آلية تضعها اللجنة.

ونص الاتفاق على انسحاب كل المقاتلين من خارج منطقة أرحب إلى مناطقهم ابتداء من اليوم الثالث وخلال أسبوع بمتابعة وإشراف رئيس وأعضاء اللجنة الرئاسية. كما أعلنت اللجنة اعتبار قتلى المواجهات والأحداث، من منطقة أرحب، شهداء تتحمل الدولة جبر ضرر أولياء الدم، وعلى الطرفين تبادل المحتجزين والقتلى، خلال ثلاثة أيام، كما تضمن الاتفاق فتح صفحة جديدة من الإخاء والتسامح والقبول بالآخر وحقه المشروع في الحرية الفكرية والثقافية وفقا للدستور والقانون ونبذ العنف واللجوء للسلاح ووقف التحريض.

ونص البند الأخير على تنفيذ بنود هذا الاتفاق والالتزام به مضمونا بضمانة وحدات الجيش التابعة للدولة وعلى مسؤوليتها من خلال قائد قوات الاحتياط اللواء علي الجائفي.

وفي سياق الحرب التي تخوضها القبائل في شمال اليمن مع جماعة الحوثيين، أعلن زعماء قبائل وعلماء دين عن تشكيل لجنة تضم قرابة 60 شخصية من علماء ومشايخ اليمن، لمقابلة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومطالبته بفرض سيادة الدولة على كل شبر من أراضي اليمن، وإيقاف الحروب القائمة في بعض المناطق اليمنية، وطالبوا بإجبار الحوثيين على تسليم أسلحتهم الثقيلة، وتشكيل حزب سياسي. جاء ذلك في ختام اجتماع قبلي بصنعاء في منزل زعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر، الذي سيطرت جماعة الحوثيين على معقلهم التاريخي في منطقة الخمري بعمران، قبل أسبوع. وحذر الاجتماع من حرب أهلية إذا تجاهلت الدولة واجبها في حماية المواطنين.

وفي غضون ذلك قتل ضابط مخابرات مع مرافقه أمس بتفجير عبوة ناسفة زرعها مجهولون أسفل سيارته بالعاصمة اليمنية صنعاء. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «العقيد محمد فاضل قتل مع مرافقه وأصيب مدني في انفجار عبوة ناسفة بسيارته أمام وزارة النفط بشارع الزبيري»، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.