وزير الداخلية السعودي: ما يعانيه أطفال الشعب السوري يستوجب منا مد يد العون والمساعدة

السعودية تدشن يوم التضامن مع أطفال سوريا

الأمير محمد بن نايف لدى تدشينه حفل يوم التضامن السعودي مع أطفال سوريا في الرياض أمس (واس)
TT

بحضور الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، والأمراء، رعى الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي المشرف العام على الحملات الإغاثية السعودية، الليلة الماضية،، حفل يوم التضامن مع الأطفال السوريين الذي وجه بإقامته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، استجابة للحالة الإنسانية الصعبة وما يعانيه الأشقاء في سوريا من أوضاع مأساوية قاسية وبخاصة الآلاف من الأطفال الذين فقدوا سبل الحياة الكريمة.

ولدى وصول أمير منطقة الرياض، ووزير الداخلية إلى مقر الحفل بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض، دشن معرض اللجان والحملات الإغاثية السعودية، حيث تجول الجميع في المعرض واطلعوا في بداية الجولة على جناح «الوفاء لأهل العطاء»، الذي خصص لإبراز جهود الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - في العمل الإنساني والإغاثي والخيري، والجوائز العالمية التي منحت، منها جائزة «المانح المتميز»، المقدمة من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

كما شاهد الجميع في المعرض أجنحة لجان الحملات الإغاثية السعودية في عدد من دول العالم التي أبرزت أعمال وبرامج ومشروعات اللجان في تلك الدول، شملت المشروعات الإسكانية والمشروعات التنموية والبرامج والمشروعات التعليمية ومشروعات إعمار بيوت الله والبرامج والمشروعات الصحية، والبرامج الإغاثية، إضافة إلى البرامج والمشروعات الاجتماعية، والمبالغ الإجمالية التي صرفت على تلك البرامج.

وشاهد الجميع كذلك مجسمات لمشروعات البرامج الإيوائية والإسكانية التي قدمتها اللجان الإغاثية السعودية في عدد من دول العالم. وقال وزير الداخلية السعودي «إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن أكون معكم في هذه المناسبة المباركة، مناسبة التضامن السعودي مع أطفال الشعب السوري الشقيق، وهي المناسبة التي وجه بإقامتها خادم الحرمين الشريفين في إطار دعمه السخي ورعايته الكريمة ونصرته الأخوية لأبناء الشعب السوري، هؤلاء الإخوة الذين حلت بهم أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر. ويأتي هذا الملتقى وفق ما دأبت عليه المملكة العربية السعودية من مواقف إنسانية مشرفة يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وتوجبها الأخوة الإنسانية، وتستدعيها ظروف واحتياجات من يحتاجون إلى العون والمساعدة من أبناء المجتمع الإنساني دون مفاضلة أو تمييز».

وأردف قائلا «إن ما يعانيه أطفال الشعب السوري الشقيق من أوضاع صعبة، في ظل ظروف في غاية القسوة وحصار شديد وآلة حرب ظالمة، يستوجب منا مد يد العون والمساعدة لهم والمساهمة في إنقاذ حياتهم وتلبية احتياجاتهم الضرورية، وسوف تواصل الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا جهودها بإذن الله برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وبدعم ومؤازرة الشعب السعودي الكريم».

وفي كلمة باسم منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف)، استعرض الدكتور إبراهيم الزيق، المدير الإقليمي للمنظمة، لمحة عامة عن الشراكة طويلة الأمد مع اللجان الإغاثية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال الدكتور الزيق «إن اليونيسيف تتطلع الآن إلى إنشاء صندوق ائتمان باسم الأمير نايف بن عبد العزيز، تحت اسم (صندوق الأمير نايف العالمي للأطفال)، نظير جهوده في العمل الإنساني والإغاثي المشهود بها في شتى بقاع العالم».

وأثنى الزيق على دعم السعودية المتواصل، وتعهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز بصفة شخصية بدعم برامج تسهم بشكل ملحوظ في إنقاذ حياة الكثير من أطفال العالم، تأسيا بخطى والده الأمير نايف بن عبد العزيز.

من جانبه، قال الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة السعودي، وزير الشؤون الاجتماعية بالنيابة، إن وزارة الشؤون الاجتماعية تدرك تماما حجم الجهود المبذولة من المملكة قيادة وشعبا لإغاثة الأشقاء السوريين، وتشعر بفخر واعتزاز تجاه هذا الموقف النبيل الذي يتناسب مع الدور الريادي للمملكة وتصدرها للعمل الإنساني على مستوى دول العالم. وقال «إن من تمام فضل الله علينا أن جعلنا أبناء وطن كريم استمد بنيانه من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وأنعم علينا بقادة اتخذوا كتاب الله شرعا ومنهجا، وتحملوا أعباء الأمة وهمومها مقتنعين بأن من واجبات المملكة أن تتفاعل بكل إمكاناتها وطاقاتها مع أغلب القضايا التي تهم الأمة، وتوظف مركزها وقوتها الدوليين لصالح الشعوب العربية والإسلامية».

ونوه الربيعة بتبني القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا لتقديم العون والمساندة لهم خصوصا في فئة الأطفال باعتبارهم أكثر المتضررين من ويلات الدمار والأخطار، ليؤكد ذلك أن «هموم الأمة هاجس من هواجس قادة البلاد، وأن التضامن مع الإنسان العربي والإسلامي هو مسألة أصيلة لديهم ولا يمكن المساومة عليها، كما يعكس حرص السعودية على تنفيذ قرارات جامعة الدول العربية بالتضامن مع أطفال سوريا وتأكيدها للتواصل على رفع معاناتهم والتخفيف من آلامهم».

من ناحيته، أشار الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، إلى أن «إعطاء شيء من الزكاة للأطفال أمر مطلوب لأنه شعب منكوب شرد عن بلده، ويجب على المسلمين أن يقفوا صفا واحدا في سبيل دعم إخوانهم، وهذا أمر مطلوب شرعا». وأضاف المفتي «ليس هذا الموقف بغريب على المملكة العربية السعودية، فالدولة تقدم المساعدات لكل مسلم وتعينه وتضمد جراحه وتنصره وتبذل المعروف له».

وفي نهاية الحفل، فتح باب التبرعات، حيث قدمت تبرعات نقدية، وعينية من عدد من الجهات الحكومية والشركات، والمؤسسات، ورجال الأعمال.

وتهدف إقامة هذا اليوم الإنساني لتقديم العون والمساندة الوطنية لتغطية حاجة الآلاف من الأطفال السوريين الذي يعيشون في ظروف مأساوية صعبة لسد احتياجاتهم والإسهام مع المجتمع الدولي الإنساني في الحد من تدهور الحالة المعيشية للأطفال السوريين النازحين داخل سوريا واللاجئين في دول الجوار .

كما يُشار إلى أن الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا فتحت المجال لتقديم التبرعات العينية والنقدية عبر حسابها البنكي، وعبر مستودعاتها في كل من الرياض، وجدة، والدمام، والقصيم، والحدود الشمالية، كما أتاحت الحملة خدمة التبرع عبر الرسائل النصية على شركات الاتصالات.

وتعد «الحملة الوطنية السعودية لنصرة الاشقاء في سوريا» من أوائل الحملات الإغاثية التي بادرت منذ بداية الأزمة بمد يد العون والمساعدة للأشقاء السوريين اللاجئين في كل من الأردن ولبنان وتركيا، حيث افتتحت مكاتب إقليمية في هذه الدول لإيصال المساعدات التي قدمها الشعب السعودي لتخفيف معاناة إخوانهم وأشقائهم السوريين، حيث سارعت الحملة بتقديم الخدمات الغذائية والإيوائية والصحية والإغاثية للنازحين السوريين داخل سوريا واللاجئين السوريين في دول الجوار. وسيرت الجسور الإغاثية البرية والجوية لمباشرة توزيعها بشكل مباشر وبلغ عدد البرامج الإغاثية التي نفذتها الحملة أكثر من 86 برنامجاً إغاثياً ومشروعاً إنسانياً في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا بتكلفة إجمالية تجاوزت 565 مليون ريال، أسهمت تخفيف جزء من معاناة السوريين في ظل المحنة الإنسانية العصيبة التي تمر بهم.