اعتقال أربعة بريطانيين للاشتباه بارتكابهم جرائم إرهابية لها صلة بسوريا

لندن عدت الأزمة السورية «التحدي الأكبر» منذ هجمات 11 سبتمبر

TT

أعلنت الشرطة البريطانية أن سجينا بريطانيا سابقا في غوانتانامو كان من بين أربعة بريطانيين اعتقلوا صباح أمس في وسط إنجلترا للاشتباه بارتكابهم جرائم إرهابية لها صلة بسوريا.

واعتقل معظم بيغ (45 عاما) والذي كان قد أفرج عنه دون توجيه اتهام له من معتقل غوانتانامو في 2005 في منزله في منطقة برمنغهام للاشتباه بحضوره معسكرا لتدريب الإرهابيين وتسهيل الإرهاب في الخارج.

وكانت الحكومة الأميركية احتجزت بيغ في مركز اعتقال بإجرام في أفغانستان ثم في غوانتانامو لمدة ثلاث سنوات تقريبا بعد القبض عليه في باكستان في فبراير (شباط) 2002 للاشتباه بانتمائه للقاعدة.

وبعد الإفراج عنه أسس منظمة «كيجبريزونرز» لحقوق الإنسان والتي تضغط باسم المعتقلين في غوانتانامو.

وذكرت شرطة وست ميدلاندز في بيان: «بوسعنا تأكيد اعتقال معظم بيغ هذا الصباح (أمس)».

واعتقل الثلاثة الآخرون للاشتباه بتسهيلهم الإرهاب في الخارج وهم رجل عمره 36 عاما من شيرلي وامرأة عمرها 44 عاما وابنها وعمره 20 عاما من سباركهيل.

وقال شون إدواردز من وحدة مكافحة الإرهاب في وست ميدلاندز: «الاعتقالات الأربعة متصلة ببعضها. وجرى التخطيط مسبقا لها وقادتها المخابرات»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

واعتقلت الشرطة البريطانية بالفعل 16 شخصا للاشتباه بارتكابهم جرائم إرهابية لها صلة بسوريا هذا العام بعضهم عمره 17 عاما، مقابل 24 اعتقلوا خلال عام 2013 كله. وتفيد آخر الأرقام الرسمية أن 400 شخص مقيمين في المملكة المتحدة توجهوا خلال السنتين الماضيتين إلى سوريا للقتال وأن نصفهم عادوا إلى بريطانيا. ومنتصف فبراير (شباط) قال وزير الدولة البريطاني للهجرة والأمن جيمس بروكنشير إن هؤلاء يشكلون «مشكلة أمنية كبيرة».

وبداية هذا الشهر قال جهاديون إنه لأول مرة نفذ بريطاني عملية انتحارية في سوريا. وفتشت الشرطة بعدها منزلا في جنوب بريطانيا في إطار التحقيق حول الانتحاري المفترض.

وفي غضون ذلك، أكد تشارلز فارر، رئيس جهاز الأمن ومكافحة الإرهاب في بريطانيا، أن حجم التهديدات الإرهابية جراء القتال الدائر في سوريا لا يشبه أي تحدٍّ أمني آخر واجهته بلاده منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) في 2001.

وقال إن حجم الجماعات المتطرفة في سوريا وانخراط أعداد من البريطانيين فيها أصبح يشكل «التحدي الأكبر» الذي يواجه أجهزة الأمن والاستخبارات. وأكد أن حكومته تنظر في الحاجة إلى سن قوانين جديدة لمعالجة المشكلة.