فنانون عراقيون شباب يرسمون أحلامهم عن السلام

رعاه المركز الثقافي الفرنسي في بغداد

جانب من معرض السلام في المركز الثقافي الفرنسي («الشرق الأوسط»)
TT

قصص السلام والأمان، ونزوع الشباب نحو الحرية والعمل وتحدي الموت المعلن في الشوارع، كانت محور لوحات 30 فنانا وفنانة عراقية أسهموا بعرض لوحاتهم في قاعات المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة (يونامي).

منظمو المعرض الذي حمل عنوان «سلام»، وحضره السفير الفرنسي لدى العراق دي كوير، أكدوا أن «هدف المعرض إبراز دور الفن والفنانين في نشر قيم الحرية والتسامح وبالتالي غرس الديمقراطية، ودعم المشهد الفني في البلاد». ويتولى المعهد الفرنسي مهمة الترويج للفنانين العراقيين واحتضان فعالياتهم الثقافية والفنية وتدريس اللغة والمحتويات الثقافية الفرنسية في الخارج والتواصل مع الثقافات الأجنبية.

السفير الفرنسي دي كوير قال في كلمته الترحيبية خلال افتتاح المعرض «طالما كانت الثقافة في طليعة سياسة فرنسا وعلاقتها بالعراق وهو مهد الحضارات، الأمر الذي استدعى أن تبقي باب معهدها الثقافي مفتوحا منذ عام 2005، وهو المركز الأجنبي الوحيد في المنطقة الحمراء بعد أن أغلقت كل المراكز الأجنبية الفنية والثقافية أبوابها بسبب أعمال العنف المسلح»، مضيفا «سبق أن نظم المعهد حفلات فنية وموسيقية وراقصة ومسرحيات ومحاضرات ثقافية منوعة كانت تحظى بزيارات وحضور مكثف من قبل البغداديين في مشهد يعكس تعطشا للفنون والتواصل الثقافي على الرغم من اختلال الأمن الذي يواجههم بشكل يومي».

الفنانة تارا الصالحي (23 عاما)، طالبة في المرحلة الرابعة بأكاديمية الفنون الجميلة، قالت «هذه مشاركتي الثانية هنا، وفرحت بمستوى الدعم الذي سيمكننا من إقامة معارض أكثر وأكبر». وعن مشاركتها قالت «شاركت بلوحة تمثل أحلام طفل بحياة أفضل تحقق له كل أحلامه».

أما الطالبة دينا كاظم، بالمرحلة الثالثة في أكاديمية الفنون، قالت «أشارك لأول مرة هنا، وعملي يتحدث عن المرأة وطموحها للتحرر. فرحت بوجودي اليوم بين زملائي وأساتذتي، وأفكر بتطوير قدراتي».

حسن نصار مدير قاعة «مدارات» قال «معظم إمكانات الشباب هنا متواضعة ومتفاوتة، كونهم شبابا وطلابا بعضهم يشارك لأول مرة، ونطمح لأجل تطوير خبراتهم ومواهبهم، عبر اطلاعهم على تجارب الآخرين وآراء أساتذتهم». وأضاف «كان الاتفاق على اختيار الشباب جيل ما بعد 1990، لأنهم جيل نهاية الحروب وغالبيتهم كانوا مبدعين في اختياراتهم، خصوصا الشابات اللواتي كانت إسهاماتهن متميزة تعكس رغبة حقيقية لأجل الحضور والوجود في المشهد الفني بعد تضييق مجتمعي مورس ضدهن في الفترة السابقة».

وعن رأيه في المشهد الفني في البلاد، قال «هو يشهد تراجعا خطيرا بسبب سوء رعاية الدولة له، وكذلك تردي الأوضاع الأمنية التي همشت كثيرا من هكذا فعاليات، واختفت الكثير من القاعات الفنية الأهلية التي كانت تضج بالفنانين والجمهور».